بالأمس شــنگال ، اليوم کــوباني وغـــداً مدينة کُردسـتانية أخرى

لقد بُرهن للعالم  بأن الدول وشعوب الشرق الأوسط عامة تتعرض اليوم الی موجة من الفکر الديني والمذهبي والعرقي  الراديکالي التكفيري وبالأخص في العراق وسورية تحت مايسمی ب دولة الإسلامية في  العراق والشام  "داعشوهي منظمة إرهابية  ومخطط لها من قبل بعض الدول الخارجية والأقليمية وبمساعدة بعض القوی المحلية ولکل منها أطماع  في هذه المسرحية الدموية والخلية السرطانية  وهدفهم العودة بشعوب المنطقة الی ماكان سائد ماقبل 1400 سنة، ولا يهمهم  قيـمة الإنسان وسفك دم الأبرياء، وهمهم الوحيد في ذلك هو تحقيق حلمهم اللإنساني وهو السيطرة على أبار البترول وکيفية إحتکارها  وسرقة الثروات الباطنية لتلك الدول، والمسرحية واضحة كوجە الشمس واللأعب الرئيسي في هذا المخطط  هي الدولة الترکية بقيادة آحمد داود أوغلو العقل المدبر لهذه المســـرحية والصديق الحنون والجار العزيز للحکومة الأقليم وکل ماقام بە نتيجة تراکم خبراتە من وراء حکم إمبراطووريتە العثمانية سابقا، ويجب أن لاننسی إن الترك هم أصاحب مقولة : " نحن  ضد قيام أي دولة کردية حتی في أفريقيا أو الأرجنتين" . وحسب أعتقادي أن هذە الهجمة الهمجية  هي تکرار لصناعة الدول الغربية وبمساعدة بعض الدول العربية ک" القطر والسعودية  نموذجا" ومن أخراج الدولة الترکية الجارة للأقليم، وکل هذە الدول لها حصة الأسد في هذه المٶامرة الخبيثة ، إن غاية الدول الغربية ومنفعتها واضح للعيان وهي إحتکار ثروات المنطقة  بطريقة مختلفة عن  السابق عندما أستعمروا الدول بشكل مباشر ، أما الدول العربية عامة  فهي ضد قيام  دولة کردية في شمال العراق والحجة في ذلك هي تقسيم الوطن العربي وتجزأتە ، والصمت العربي اليوم عن أفعال هذه المنظمة الإرهابية هو أکبر برهان على ذلك، أما أحفاد العثمانيين والسلجوقيين الترك لهم موقف  مبين وواضح وهو منع قيام  کيان کردي في أي بقعة من الکرة الأرضية مهما کان نوعە أو شکلە، وهم ضد مشروع قيام دولة کردية في شمال العراق عندما طرح مۆخرا السيد رئيس  حکومة کردستان مشروع الأستقلال عن الدولة العراقية قالوا إن أستقلالية  کردستان علی وشك الحدوث، والدليل علی مانقول  هو صمت تلك القوی العالمية والأقليمية  أمام  الهجمة البربرية  ضد أبناءمدينة کوباني اليوم

 إن إنعدام توحيد الخطاب الکردي من قبل الأحزاب الکردستانية ومحاولاتهم الفاشلة بتحقيق صلح کردستاني من أجل حلمهم التاريخي وهوأنعقاد  المٶتمر القومي الکردي والذي كان من المقرر أن ينعقد في أربيل  وعدم نجاحە أکبر دليل سجله التاريخ لصالح أعداء الکرد وللکشف عن سياساتهم الغير الحکيمة  وأسباب فشلە يعود الی سياسة الأحزاب الکردستانية الخاطئة نفسها وعدم تقبل رأي الأخر وکل منها تحاول فرض مصلحتها الحزبية الضيقة علی المصلحة العامة، وهذا مما  سمح للأخرين بالتدخل في شؤون الأقليم  وبالأخص الدول المجاورة، وتعرض الأقليم الی الشلل الداخلي للأحزاب الکردستانية  تدريجيا وفي عديد من الحالات وصل الأمر الی رمي  الإتهامات الباطلة فيما بينهم، وطبعاُ المستفيد ون هم أعداء الکرد، وهذا ما أدی الی تقسيم البيت الکردي وضرب المصالح القومية بعرض الحائط من أجل المصالح الحزبية الضيقة، والمصيبة هنا أن قادة الکرد لم يستفدوا من أخطائهم التاريخية علی الأطلاق  وبالتالي توجه کل حزب کردستاني نحو دولة حليفة جارة کالعادة من أجل فرض هيمنتە علی أرض الواقع وأبراز عضلاتە في الشارع الکردستاني ، قسم منها تحالفت مع إيران و القسم الأخر تحالف مع أحفاد العثمانيين " ترکيا " والباقي لم يبقی لە حظ سوی التحالف مع الدولة السورية، وبالإضافة الی ذلك ومع کل الأسف حتی اليوم هناك البعض من المغنين الکرد القوميين  والذين من المفروض أن يكونوا ملك كل الشعب الكردي  لکن اليوم أصبحوا طبالين ويروجون لصالح حزب معين من أجل المنفعة الذاتية وهذە حقيقة يجب أن تقال للتاريخ  . 

وهنا ســــٶال يطرح نفسە ؟ يا تری هل من المعقول وبعد مرور عقدين من الزمن علی ولادة برلمان أقليم کوردستان لايستطيع توحيد الإدارات المحلية في الأقليم، ولايوجد هناك قيادة عسکرية مشتركة من أجل حماية کوردستان ضد أي أعتداء خارجي، ولايوجد هناك ميزانية مالية  مشترکة ، ومحكـمة عسکرية خاصة للمحاسبة المقصرين في الواجب وخيانة قادة بيشمرکة في الشنگال نموذجا ؟وبأختصار إن الأحزاب الکردستانية كلها تحسب نفسها صاحبة کردستان وأنجازاتە التاريخية ، ومن هنا أقول علنا وبعيداً عن التجريح، أن  الأنجاز الأهم بأعتقادي هو الأستفادة من الدروس والأخطاء التاريخية وعدم العودة ثانية إلی أحضان أعداء الکرد وکردستانياتری ماذا تنتظر  الأحزاب الکوردستانية اليوم ؟ بعد کل  هذە المأساة التاريخية، حيث باع شرف کرد وکردستان في الأسواق أمام أنظار العالم  ، اليوم  ليس وقت تصفية الحسابات والمزايدات الحزبية  لأن العدو الکردي لا يفرق بين کرد الغربي عن الجنوبي والشمالي عن الشرقي ، مع کل الأسف أن بعض قياديي الکرد لم يسمعوا  قول  الشاعر الکردي الکبيرعندما قال : " إذ لم يصبح الکرد واحدا سوف يذهبون واحداً واحداً " .

 وبرأي الشخصي  إذا بقی الکرد علی خطابهم السياسي وأصروا على تقسيم أرض کردستان فيما بينهم  تحت سيطرة هذا الحزب أو ذاك،  وإذا لم يكن التنسيق بينها فبالتأکيد  سوف يسئ حال  کردستان من السوء إلى الأسوء ، يوم أمس کان  الفرمان علی أهالي الشنگال واليوم مذبحة جديدة بحق الکرد في مقاطعة کوباني وغداً اللە يعلم أي مدينة کردستانية أخری ، و أخيراً وليس أخراً أقول : إن الأحزاب الکردستانية لجأت إلى جميع الخيارات ضد بعضها البعض إلا الشئ الوحيد الغيرالوارد الی يومنا هذا وهو الإتفاق والصلح بينها علی الأساس القومي والأخوي، أتمنی أن يکون هذا في القريب العاجل  ويتم تجاوز الخلافات الحزبية،  وإلا سوف يکون الشعب الکردي في کل الأوقات والأزمات فريسة سهلة بيد الأعداء  والتفکيرين ، وحسب المثل الکردي " الحية لاتدخل جُحرها إلا أن تکون مستقيمة