يكتب الإمام علي عليه السلام إلى أحد عماله ويعاتبه على بعض تخلفاته وسوء تصرفاته في المال العام فيقول عليه السلام:
أما بعد فقد أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي فسبحان الله.أما تؤمن بالمعاد. كيف تُسيغ شراباً وتأكل طعاماً وأنت تعلم أنك تأكل حراماً وتشرب حراماً وتنكح النساء من أموال اليتامى والمساكين.
أما والله لو أن الحسن والحسين!!! فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة حتى أأخذ الحق منهما(المصدر:شرح النهج لأبن أبي الحديد،ج16،طبع دار التراث الاسلامي:ص167،الرسالة رق:41).
أقول:
ان سؤالي موجه لمن يدّعون أنهم نواب الإمام عليه السلام؟؟؟ وأقول لهم بكل تواضع واحترام:هل قرأتم هذا الكلام للإمام عليه السلام أم أنتم أهم وأكبر من الإمام علي عليه السلام أم أن أبنائكم أهم من الحسن والحسين عليهما السلام؟ فلم أسمع في عمري الذي قارب السبعين أن أحداً منكم حاسب ولده أو صهره ليسأله من أيّ مالٍ اشتريتم هذه القصور المنيفة في الخارج وفي الداخل؟ ومن أين تكاليف سفراتكم الفارهة وأثاثكم الفخم وأرصدتكم التي تعج بها بنوك أوربا والخليج.
لقد أسمعتَ لو ناديت حيّاً = ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفختَ بها أضاءت = ولكن انت تنفخ في رمادي
وما عتبي على الدنيا ولكن = على إبلٍ حداها غير حادي
وأقول:
مهما تهاونتم وتسامحتم وسكتم على ما يجري في داخل وخارج مؤسساتكم ومهما تسترتم على الأمور بأعذار وتحايلات فإن التاريخ ومفاصل الزمن على قارعة الطريق،ودوام الحال من المحال،وحسبنا قول الإمام علي عليه السلام: لو دامت لغيرك لما وصلت إليك.