حتى لا نُسلم بغداد لـ"داعش"
لا أريد أن اعبر الحقائق التي على الأرض من التهديدات المحتملة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، السرطان الملتصق في الجسد العراقي، للسيطرة على العاصمة بغداد، فكل شيء أصبح الآن محتمل ولا تسلم من مدّ مياه "داعش" الآسنة اي مدينة وقرية، إلا في حال رفض أهلها وابنائها جحيم تلك العصابات.
 
القيامة التي عاشها أهالي العاصمة بغداد مُنذ أيام، بسبب الماكنة الإعلامية الداعشية والتي للأسف تبنتها عدد من وسائل الإعلام المحلية وبعض الصحفيين الذي يراسلون مؤسساتهم خاصة العربية والأجنبية بتهديد وشيك لسقوط بغداد بيد "داعش" ولا يهمهم من ذلك إلا خرجية آخر الشهر، وليذهب الناس بسبب ما زرعوه من خوف ورعب في نفوسهم، الى الجحيم.
 
وأريد معكم، أن أرجع الى الأيام الماضية، للتأكيد على أن العاصمة بغداد عصية ولن تكون لقمة سائغة لـ"داعش"، بسبب المثل الذي ضربتهُ بعض المدن مثل ناحية آمرلي والضلوعية وقرى في ديالى، التي صمدت اكثر من شهرين على الرغم من قلة الامدادات والعدة والعدد لدى أهلها، مع الحصار الذي ضرب حولهم من قبل الزُمر الإرهابية، لأن شرفاء تلك المدن لم يسلموا انفسهم وبقوا صامدين، حتى فرج الله عنهم ونصرهم على الباطل والظلم.
 
العاصمة بغداد ولِما تمتلكه من ثقل سكاني كبير، يتجاوز الثمانية ملايين نسمة والرافض معظم ابنائها ان يكونوا تحت نيرّ وجحيم "داعش"، لا يمكن ان يسلموا المدينة بتلك السهولة وتنكسر شوكتهم أمام جيف وقاذورات أجنبية تكالبت على العراق من كل حدٍ وصوب بسبب تأمر بعض العراقيين وشيوخ العشائر بائعي الضمير والشرف والدين والوطن.
 
يقول الظواهري أحد مؤسسي التطرف والإرهاب في العالم، الولادة الشرعية لعصابات "داعش"، إن الحرب النفسية والإعلامية والشائعات التي نبثُها من اهم الادوات التي نستخدم للسيطرة على اي أرض، وتمثل ايضا خط هُجومنا الأول، لذلك علينا نحن من صحفيين وكتاب ومثقفين ان لا نكون الأدوات والأصوات التي تستخدمها "داعش" للترويج لماكنتها الإعلامية عن احتمال سقوط العاصمة بغداد وأي مدينة آخرى، ولنضع بغداد وأهلها أمام اعيُننا عندما نكتب خبرا او تقريرا صحفياً او ننشر على مدوناتنا وصفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولنكن إيجابيين في ما نعدّه ونتداوله، لأن سقوط بغداد يمثل سقوطنا وموت بغداد يمثل موتنا، ولنكن جنبا الى جنب مع الجنود والمتطوعين الذين تركوا اهلهم وزوجاتهم وأبنائهم، لتُراق دمائهم من اجل العراق وشعبه، ومن اجل ان نرفل نحنُ الجالسون امام حواسيبنا ولابتوباتنا بسلام وأمان وطمأنينة، بعد أن اسقطنا عن انفسنا الواجب الكفائي والوطني المسلح ضد دولة النكاح الداعشية..، اللهم اني بلغت اللهم.. اللهم