قانون العيب في كوكب اليابان

يدين اكثر من ثلثي السكان بـ "شينتو" و الثلثان هنا رقم يتجاوز المئة وستين مليون نسمة اي نصف سكان ما يسمى جزافا بـ "العالم العربي " . جميعنا تقريبا يعلم بهول الكارثة الطبيعية التي عصفت بهذا البلد العصامي قبل ثلاث سنوات ونصف عندما اجتاحت موجات المد البحري المجنونة جزءا من البلاد ولم تميز بين المفاعلات النووية ودمى الاطفال والمناهج المدرسية . وكانت النتيجة نحو الفي قتيل وخسائر مادية فاقت اكثر التقديرات تشاؤما . بعض الخسائر لا يزال مستمرا حتى هذه اللحظة خاصة فيما يخص التسريب الاشعاعي بعد تضرر انظمة التبريد في اهم مفاعل نووي في هذا البلد . لم اجد يابانيا يردح او يلطم او يتهدد الطبيعة بالويل والثبور وعظائم الامور . لعقوا الطعنة النجلاء بكل كبرياء مرة ثالثة وانصرفوا بعدها بقضهم وقضيضهم للبناء وفق انماط جديدة تقلل من خسائر قد يحدثها انتهاك اخر للطبيعة الغاضبة بحقهم . وسط هذا الدمار الكبير فقدت اموال بالمليارات ، بعضها في مصارف والاخر في قاصات مستحكمة وجزء منها على شكل مصوغات شخصية في بيوت لم يجرفها التيار الراجع الى البحر بكل جلالة قدر . تقول وكالة الانباء الالمانية في تقرير ان سكان المدن المنكوبة عثروا في الانقاض على اموال مفقودة لم يمسسها سوء تجاوزت قيمها ما يعادل ٤٥ مليون دولار اميركي "ثلاثة مليارات ونصف مليار ين" ، اعيدت عن اخرها الى السلطات كي توصلها الى اصحابها . هذا ليس كل ما في الامر ، فالى جانب هذه الملايين استقبلت السلطات قاصات فولاذية محصنة يرجح ان تكون غاصة بالاموال تجاوز عددها خمسة الاف وسبعمئة قاصة باحجام متنوعة . وحسب التقرير فان اجهزة الامن تلقت اعدادا كبيرة من الحقائب والمحفظات اليدوية بما حوت واعيد ٩٦ بالمئة من هذه الحقائب الى اصحابها الحقيقيين او الى ذوي اصحابها ممن فقدوا احبتهم . وفقا لديانة الـ شينتو" وفي اليابان عموما واعني بذلك اتباع البوذية فانه لا وجود لمعنى الذنب ، والرادع الوحيد لديهم هو "العيب" . واصبح وفق هذه الثقافة او التقليد معزولا كل من لا يتقيد بالعيب ومن هنا نرى كثرة حالات الانتحار في هذا البلد حيث يشعر المنتحر ان ابواب المجتمع اوصدت تماما في وجهه ولم يعد يستقبله بحرارة سوى الخنجر المغروز في البطن على طريقة "هاراكيري" . اما نحن مسلمي اليوم فقد رُحمنا بنبي كان يحذر ابنته من انه لا يضمن لها شيئا امام الله مالم تتقدم بعملها والجميع يعرف من هي ومن هو . غير ان وضّاعين ياتون لنا في اول الزمان ووسطه واخره ليبشرونا بان الجنة مفتوحة ابوابها على مصاريعها امام كل من نطق الشهادتين . ووفق هذا المفهوم لا نستبعد ان نرى غدا معاوية بن ابي سفيان والامام علي على سرر متقابلين . ولا نستبعد ان نجد الامام الشهيد الصدر وهو يغرز ملعقة عسل اكسترا فيرجن في فم صدام حسين الذي تاكد الاميركيون من خلوه من اية مواد مشعة بعد انتشاله من حفرة الزواحف . هكذا نحن وهكذا هم ، فاي الفريقين احق بجنة عرضها السماوات والارض اعدت للصادقين . طابت سنتكم الهجرية.