المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان: المقاطعة كسلاح فعال في النضال الوطني لعزل اسرائيل والخلاص من الاحتلال

 

بغداد: ما زالت حملات المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية وفق تقديرات المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان تحقق نجاحات ملحوظة . على أن استمرار هذه النجاحات ، كما يفيد مختصون متابعون لشؤون المقاطعة مرهونة كذلك وبالضرورة بقدرة القطاع الخاص على توفير بديل للمنتجات الإسرائيلية التي تغزو الأسواق المحلية منذ سنوات ، وقد ساهم النهوض بالقطاع الصناعي في الفترة الأخيرة في نجاح جزء من الحملات خاصة على صعيد المنتجات الغذائية والصناعات الخشبية . إن إقبال الجمهور الفلسطيني على السلع المحلية من شأنه أن يحقق بعض الأرباح للشركات الخاصة وبالتالي انعكاس ذلك على الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام وتحسين قدرته على توفير فرص عمل جديدة تمتص البطالة المتفاقمة في سوق العمل الفلسطيني

وفي السياق واصلت اللجنة الوطنية للحملة النسائية لمقاطعة بضائع الاحتلال نشاطها ، وحثت نساء فلسطين على الالتزام بقرار مقاطعة هذه المنتجات ، والتي تستهلكها النساء وأفراد الأسرة بشكل شبه يومي ويتوفر لها بديل وطني فلسطيني أو عربي أو أجنبي صديق بشكل خاص

وخاطبت اللجنة في بيان لها المستهلك الفلسطيني وجمهور النساء ببيان قالت فيه : 'إننا في اللجنة الوطنية للحملة النسائية لمقاطعة بضائع الاحتلال وباعتبارها جزء من حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تتشكل من جميع مكونات الحركة النسائية ، ندعو لاستنهاض دور المؤسسات في متابعة سير الحملة في مختلف مواقع السكن والتجمعات النسائية "

وأضافت أن "قرار المقاطعة جاء استنادا للدور التاريخي الريادي الذي لعبته ولا زالت تلعبه الحركة النسائية الفلسطينية مع الحركة الوطنية للدفاع عن حقوقنا الوطنية ومواجهة سياسات الاحتلال وفي المقدمة منها الانخراط في حملات مقاطعة بضائع الاحتلال

وانتقلت اللجنة الوطنية للحملة النسائية للمقاطعة الى اسلوب جديد في تهيئة الرأي العام لرفع وتيرة المقاطعة من خلال ملصقات تعريفية قالت في أحدها : هل تعرف أننا نستورد ما قيمته 4.3 مليار دولار من اسرائيل ، أي ما يعادل 91 بالمئة من مجمل الواردات الفلسطينية ( 1.8 مليار منتج واسرائيلي ونحو 2.5 مليار مستورد من خلال السوق الاسرائيلية ) ... وهل تعلم أن مقاطعة بقيمة مليار دولار يمكن ان تخفف مشكلة البطالة وتسهم في زيادة الاستثمار في المشاريع الوطنية وبما يوفر 90 الف فرصة عمل

وفي ملصق آخر يرشد المستلك الى الرموز الرقمية التي تدل على ان المنتج هو منتج اسرائيلي ينبغي مقطعته ، اوضحت اللجنة أن الثلاثة ارقام الاولى من اليسار هي للدلالة على بلد المنشأ ، فإذا كانت الارقام من اليسار الى اليمين 729 ، فهذا يعني ان النتج اسرائيلي ، أما الارقام التي تلي ذلك فهي لتوضيح خصائص المنتج

وفي سياق الدعم للمزارع الفلسطيني وللمنتج الوطني ، شاركت الحملة النسائية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في عصيرة القبلية بالتعاون مع المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان المواطنين في بورين الى الجنوب من مدينة نابلس في قطف الزيتون

ومن جهتها، طالبت اللجان الشعبية الفلسطينية في بيان مركزي صدر من رام الله الاسبوع الماضي وكلاء وموزعي المنتجات الإسرائيلية في المحافظات الفلسطينية كافة الالتزام بالمهلة التي حددها اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني للتخلص من هذه المنتجات والبضائع الإسرائيلية الموجودة في مستودعاتهم ، وطالبت اللجان الشعبية الفلسطينية بكافة فروعها وتخصصاتها في محافظات الوطن تجار التجزئة ومحلات السوبر ماركت التي لا تزال تحتفظ بمتبقيات من هذه البضائع الإسرائيلية بأن يتوقفوا عن ترويجها وعدم التعامل فيها بمحلاتهم وفي أسواقنا الفلسطينية وان يلتزموا بوضع عبارة " حتى نفاذ الكمية " على الرفوف الموجودة فيها تلك البضائع الإسرائيلية من اجل ان لا يتكبدوا أي خسائر

ودعت اللجان كافة التجار وأصحاب الشركات ورجال المال والأعمال الفلسطينيين إلى ضرورة تعزيز ودعم حملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية والى توقف الذين يروجونها عن الاستمرار في خدمة الاحتلال من خلال ترويج بضائعه على حساب منتجاتنا واقتصادنا وعلى حساب الدم الفلسطيني

‎‏ ‏‏حملة بادر لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية - بدنا الاحتلال يخسر‏‏ - استخدمت في دعوتها ودعايتها للمقاطعة اسلوبها الخاص ، حيث استوحت تجربة المهاتما غاندي في مقاطعة الاستعمار البريطاني ، حيث وزعت نشرة تقول : أصدقائي العائدين للمنتجات الاسرائيلية أروي لكم قصة .. بعد مذبحة للنشطاء الهنود المطالبين بالاستقلال من الاحتلال البريطاني اتخذ المهاتما غاندي في اواسط الاربعينات من القرن المضي قرارا أثر فيما بعد على تاريخ العالم بأسره. قرر غاندي أن مليار هندي لن يشتروا البنطال والجاكيت الانجليزي المصنوع في يوركشاير وادنبرة و مانشستر بل قام غاندي بأكبر محرقة في التاريخ ، وهكذا جمع ملابسه وملابس عشرة ألاف هندي وحرقها ورأى الناس على بعد مئات الاميال الدخان المتصاعد فظنوا أن المدينة احترقت. بريطانيا ومصانعها هي التي احترقت بالخسائر المالية. صنع غاندي بيديه ألة بدائية وبدأ بغزل ملابسه وتبعه مئات الالاف وثم ملايين الهنود حتى انهار الاقتصاد البريطاني فركضت بريطانيا تستجدي الانسحاب السلمي والتدريجي من الهند الذي تحقق في نفس عام نكبتنا عام 1948

وفي محافظة نابلس ترأس المحافظ اللواء اكرم الرجوب الاسبوع الماضي اجتماعا لمناقشة موضوع تجاوزات بعض تجار المنتجات الزراعية وقيامهم بتصدير بضائع زراعية اسرائيلية الى الاردن على انها منتج فلسطيني ، شارك فيه ممثلون عن كل من وزارة الاقتصاد الوطني،والضابطة الجمركية ، ووزارة الزراعة،وغرفة تجارة وصناعة نابلس ، حيث اتفق المجتمعون على توجيه الضابطة الجمركية ووزراتي الزراعة والاقتصاد الوطني بفرض الرقابة اداريا وميدانيا على المنتجات التي يتم تصديرها ومصادرة المنتجات الإسرائيليه منها مع ضرورة تعزيز حالة التعاون ما بين هذه الجهات في هذا الموضوع لتحسين مستوى الاداء والمتابعة

وعلى الصعيد العالمي ما زالت تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير الذي شنّته إسرائيل ضدّ قطاع غزّة يُلقي بظلاله السلبيّة على صورة دولة اسرائيل في العالم . فقد كُشف النقاب عن أنّ بلدية ليل الفرنسيّة، التي كانت تربطها بمدينة صفد الإسرائيليّة علاقات توأمة ، وقد قامت بلدية ليل قامت بإبلاغ رئيس بلديّة صفد ، إيلان شوحاط ، أنّ البلديّة الفرنسيّة قررت إلغاء التوأمة وإلغاء أيّ علاقة بين المدينين الإسرائيليّة والفرنسيّة. وأوضحت بلدية ليل أنّ القرار اتخذ بسبب العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة

وقال موقع (واللاه) الالكترونيّ إنّ السلطات الإسرائيليّة تخشى من أنْ تكون الخطوة الفرنسيّة أوّل الغيث. ونقلت عن مصادر في مركز الحكم المحليّ الإسرائيليّ قولها إنّ إسرائيل تتوجّس من رضوخ الفرنسيين للضغوطات التي تُمارسها منظمات وجمعيات مؤيدّة للشعب العربيّ الفلسطينيّ ، مشيرةً إلى أنّه ليس من المستبعد قيام بلديات أخرى في فرنسا بقطع العلاقات مع بلديات إسرائيليّة تربطها بها علاقات توأمة ، لافتةً إلى أنّ ليل هي أوّل مدينة تُذعن للضغوط الفلسطينيّة ، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة

وفي الولايات المتحدة الاميركية تعيش أكبر حركة طلابية يهودية في العالم وتدعى "هيليل" أزمة حقيقية على خلفية الموقف من المقاطعة . وتعتبر منظمة هليل هذه الجناح الطلابي للوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة "ايباك" وهي أكبر منظمة يهودية في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة والعالم، وتعمل مع عشرات الآلاف من طلاب الجامعات اليهود على مستوى العالم ولها أفرع في أكثر من خمسمائة وخمسين كلية وجامعة ، نحو خمسمائة منها في أمريكا الشمالية وثلاثين في الاتحاد السوفياتي السابق ، وتسعة في إسرائيل ، وخمسة في أمريكا الجنوبية . وقد تكرست حالة الشقاق هذه خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي أثناء انعقاد المؤتمر الأول لمجوعة حملت اسم "هيليل المنفتحة " في جامعة "هارفرد" الأميركية وبحضور ما يزيد عن خمسمائة طالب هم أعضاء أصلا في حركة "هيليل" الأم لكنهم يرفضون بنودا في النظام الداخلي للحركة تمنع استضافة من يصنفون كمعادين لوجود كيان قومي لليهود في فلسطين وعلى رأسهم تحالف منظمات مقاطعة إسرائيل في أمريكا

في الوقت نفسه اعلنت حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، أن حلفائها في أيرلندا نجحوا بإقصاء شركة (G4S) الأمنية عن مشروع ضخم تديره الحكومة الايرلندية . وقالت الحركة إن هذا الاقصاء جاء بعد الحملة التي تشنها حركة المقاطعة وحلفائها في الخارج ضد الشركة بسبب تورطها في الإشراف على منظومات أمن سجون الاحتلال التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون والعرب ، بالإضافة إلى أمن الحواجز العسكرية والمستعمرات.

وقال زيد الشعيبي مسئول التواصل والتشبيك العربي في اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل ، "إن تواطؤ G4S في جرائم الاحتلال لا يقبل الجدل. اننا في حركة المقاطعة اذ نرحّب بهذا الانتصار الجديد لناشطي BDS في أيرلندا ، فإننا في الوقت نفسه نحث الحكومات العربية ، وبالذات السعودية والكويت ، على اتخاذ مواقف مماثلة بوقف تعاملاتها مع الشركة الأمنية واستثماراتها". وكانت شركة G4S أعلنت خلال الاجتماع السنوي لمساهميها في حزيران الماضي ، أنها ستنهي عقودها مع إدارة السجون الإسرائيلية خلال ثلاثة أعوام ، بعد أن خسرت عقوداً مجزية في النرويج وبريطانيا وغيرهما جرّاء حملة المقاطعة ضدها.