" سيبقى الحسينُ خالداً ولو كَرِهَ الداعشيون " |
أشدُّ مايُعاني منه الداعشيون من الأولين والآخرين ويسبب لهم القلقَ والخوف
هو ذكر الحسين بن علي عليه السلام.
لذا تراهم اليوم وكما هو ديدن أجدادهم من قبل يتعقبون كل مايمت لهذا الصرح العظيم بصلة
يتخوّفون حتى من تلفّظ حروف أسمه ...ولقد قطعوا راس احد أتباعهم
بعد أن نطق أسم الحسين خطئاً.. حيث كان يعتقد أنه أسيرٌ لدى الشيعة !
وهكذا ومع تقادم الزمن ومرور السنين يتعاظم الشرُّ في نفوسهم ويتضخّم الحقد في صدورهم
على الحسين وأتباع الحسين ..فعمدوا الى إرتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء
ولم تسلم منهم حتى أضرحة الصحابة المحبين لرسول الله وأهل بيته.
ولعلّ تخوّف الداعشيين من الحسين مشروعٌ لهم لأنَّ الحسين..
هو ..عنوان الشرف والشجاعة والإباء والصبر والحميّة والتقى والنبل والصدق والإخلاص والعلم والرجولة ...وسيبقى رمزاً للشموخ والخلود والعنفوان ..
ومهما تمدد الزمنُ لايبلغ طرفي أنواره ولايدرك زلفا من معانيه ...
كلّما ذُكر إسمُه إنحنت له هامات الأحرار...وأستبشرت بإشراقته نفوس الثوار..
حمل كل معاني الإنسانية فخلدته الإنسانية بكل خجلٍ .. خلود الكلمة ...
وليست كلُّ كلمة خالدة ...بل الكلمة التي تحدّى بها رسول الله ص المشركين..
كلمة الله التي لاتفنى أبدا ..بل تتجدد مع الدهر وتتحدى التغيير.
هو ذا الحسين الذي خلعَ عن أصنام الأمويين عباءة الإسلام... فكشف زيفهم
وأبطل دجلهم.. وأفسد عليهم تجارتهم بدين الله ومباديء وقيّم الأنبياء...
فكيف لايبقى صوته ونداءاته وخطابه الإنساني يؤرّق أحفاد الأمويين الدواعش..؟
مثلما كان يؤرّق أجدادهم من قبل.. الذين لم يدّخروا جهدا في محاولة إسكاته وإخماده ..
ولكنهم ماأفلحوا ولن يُفلح أحفادهم من بعدهم ... توهّم أولئك الأبعدون أنهم بقتله عليه السلام
ستطفيء انوار نهضته الآلهية..وسيُخمد صدى صرخته النبوية..وستهدأ فورةُ دماءه الزكية..
لقد حال جهلهم وحقدهم بينهم وبين إدراك الحقيقة الحسينية..
فظنّوا أن في الموت نهاية الحسين..
توهّموا كما توهّم آباءهم الأوائل من قبلهم عندما أحرقوا القرآن الكريم
بعد رحيل النبي ص ظنّاً منهم ستطمس معاني الرسالة النبوية المحمدية..
وما علموا أن آياته محفوظة في صدور المؤمنين ..فخاب سعيهم..
وهكذا الحسين عليه السلام قد أسِرَ قلوب وضمائر الأحرار في العالم
وخفقت لذكره أفئدة الثوار..وأدينت له الإنسانية بالفضل والإيثار..
فأنّى لهم مقاومة هذه الحقيقة ؟ مهما تعددت أساليبهم الوحشية وأفعالهم القمعية..
ومهما زيّنوا وزيفوا وزوروا تاريخ اجدادهم ..فلن يستطيعوا أبدا تنظيف وجوههم
الملوثة بقذارة كفرهم وبغضهم وحقدهم على رسول الله وآل بيته ...
أرادوا أن يرفعوا من قدرهم فزادوهم وضاعة وخسّة
عندما أطلقوا أسمائهم على كتائبهم الإرهابية ومدارسهم التجهيلية التكفيرية
ككتيبة يزيد بن معاوية !!! ومدرسة يزيد بن معاوية للخمور ورقص القرود وغيرها
(ومَنْ يُهنِ اللهُ فما لهُ مِنْ مُكرم).
كلمةٌ أخيرة... شاء الله ان يبقَ الحسينُ عليه السلام خالدا شامخاً شاهداً على كفرهم وإجرامهم
ولو كرِه الداعشيون.
|