جرح ينزف ... ولسان كَل |
مشاهد القتل والتفجيرات اليومية في العراق البسته حُزنا لايُفارق والماْ لايُحتمل أظفى بهالة سوداء غطت شوارع وساحات مدنِ دون اخرى مقصودة الفعل مبيتة النية تصاعدت على أثرها اصوات المظلومين في هذه المدن مُندده ومُطالبة الحكومة بمعالجة الوضع والبحث عن منفذٍ لايجاد نهاية لهذا المسلسل الدامي , ألا ان المشهد ينحدر بايقاعات سريعه لايقف عند حد لضعف اداء الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها عن دفع الأذى واستباق الحدث ومحاولة منع الشر قبل وقوعه فازداد تعقيدا وشراسة اضاف سوءا وكرس واقعا لايطاق رسم مشهدا ضبابيا وتوجسا في نفسية المواطن أنعكس سلبيا على اداؤه , ان هذا الأداء الذي ابتلينا فيه قاد الى اتساع دائرة السؤ والجريمة وهدم المتحقق واطوى المنجز, فاصبح لزاما على الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم وأثبات وطنيتهم وأخلاصهم في البحث عن حلول جذرية لحماية المواطن الذي يتجرع الموت يوميا ومن هذه آلآلام ماحدث لواحد من الذين التهمتهم نيران الحقد وبطش الأجرام في تفجير مدينة الشعلة مؤخرا محمد أبن وكيل المرجع عبد الحسين الكرعاوي الذي حرم نفسه وعياله من ان يمد يدا لحقوق الفقراء المودعة عنده فاقدا بصره وسمعه ونطقه منذ صغره ألا انه لايمد يدا لوالده او يأخذ حقوق غيره فاعتمد على نفسه في كسب رغيفه ببيع العلك والبخور عند مدخل مدينة الشعلة مستعينا بولده الصغير بالأستدلال على طريقه تاركا بناته الأربعة في بيت صغير لايتجاوز الخمسين مترا لايرتضي ذل السؤال محافظا على كرامته بتسعيرته التي اعلنها لمن يشتري حاجاته ولايأخذ اكثر ولايعطي بأقل والأبتسامة لاتفارق شفتاه راضيا بقسمته قانعا برزقه أُلاطفه احيانا عند زحمة ألسيرحجي ألم تشبع من المال ؟ يجيبني (مبتسما لابويه شيشبعني وعندي بنات قاصرات واسكن دار مساحتها 50 مترا وفيها غرفة واحدة جدرانها من الصفيح وسقفها من الخشب ) عزيز نفس ينادي بصوت مسموع بين الحين والاخربخور علج, قانعا بما قسم الله له بحياة بسيطة , تراه منتصبا في الشمس تلفح وجهه سمومها التي لاتُحتمل, الأنفجارات اليومية والقتل ومشاهد الرعب التي تكلمنا عنها آنفا تقلقه وتقظ نومه على ولده الوحيد بين اربعة بنات قاصرات مرة يصاحبه واخرى يبقيه ويتحمل المصاعب في المجيء والعودة مضحيا بنفسه لأجل عياله , هذا حال البعض من العراقيين الذين لم تهتم بهم الدولة وتجد لهم ملجاءا يأوون اليه بعد عناء العمر وشيخوخة السن ومرض الجسد وعقوق الأبناء وانعدام الذرية وغياب المورد وعفت النفس برغم الثروات التي ينعم بها البعض من المفسدين والمجرمين من مواطنيه وما فيه من كثرة الموارد والثروات لحظات من عمر محمد قبل رحيله في ذاك اليوم ليأتي بمفرده ويلاقي منيته بالتهام جسده وتناثر لحمه وطحن عظمه وأحالة سلعته لرماد بتفجير أعمى وحقد أسود أختلط بعدها لحمه والاخرين الذين التهمتهم النيران مع العلك والبخور لُيعلن ان رسالته انتهت وسلعته نُثرت وبخوره ملأ المكان عطرا رائحته الموت, يبقى الجرح يَنزُف واللسان لايَكَل بكلام لاتَسْمعه آلآذان ولاتَعيه القلوب لتضمد الجروح وتلملم الأشلاء وتبعد شبح الموت عن البلد لنقول ((أنا لله وأنا اليه راجعون)) .ندعوا الدولة بأتخاذ الأجراءات التي من شأنها ان تُحَجِم الأذى وتبعد شبح الرعب والموت من نفوس المواطنين من خلال :- |