عقوبات دولية تنتظر العرب.. بقلم / كاظم فنجان الحمامي

 

 

العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي..

 

ببركات الفقه التكفيري المنحرف وسيوف أعداء الرحمة وخصوم الإنسانية زُلزلت الأرض تحت أقدام المسيحيين، واُقتلعت جذورهم من سهل نينوى الذي أصلحه أجدادهم منذ فجر التاريخ، فهاموا على وجوههم في الجبال والوديان والبراري.

تهدمت كنائسهم القديمة. أُزيلت صوامعهم. تبعثرت قبور موتاهم. أحرقت حقولهم. صُودرت أموالهم. أُتلفت وثائقهم الثبوتية. طُردوا من وظائهم بالركل والضرب المبرح. ثم استحوذ التكفيريون على بيوتهم وممتلكاتهم، وكتبوا على بواباتها حرف (ن) وتعني نصراني، فعزلوهم ونبذوهم وحرموا الاحتكاك بهم، وأطلقوا ضباعهم الكاسرة للممارسة نزواتهم الشاذة، في استهتار ما بعده استهتار، ووقاحة ما بعدها وقاحة.

كانت كاميرات الدواعش هي التي تسجل تفاصيل كل فقرة من فقرات أفعالهم الدنيئة ضد المسيحيين والأيزيديين لأمر مُخطط له مسبقاُ، وبإصرار مريب يشبع المهزلة تأكيداً وتوثيقاً، ويدعم فكرة إصدار العقوبات الدولية ضد البلدان التي أسهمت وشاركت في تنفيذ المجازر العرقية والطائفية.

أنظروا إلى الأبعاد الخطيرة لخروج المسيحيين مذعورين بأعداد غفيرة من العراق، وخروجهم على دفعات من سوريا ولبنان ومصر، وانظروا إلى المجازر التي تُرتكب ضدهم الآن، وانظروا إلى أعراضهم المنتهكة وأملاكهم المغتصبة وحقوقهم الضائعة، وانظروا إلى صبر القوى المسيحية المنتشرة في أرجاء الكون وهي تراقب صمت مؤسساتنا الدينية الساكتة، وترصد غيبوبة جامعتنا العربية التي لم تستنكر حتى الآن ولم تعترض على جرائم داعش.

لقد اشتركت 99% من فضائياتنا العربية في هذا الصمت المطبق. هل تظنون أن مجلس الأمن الدولي سيتغافل عن مسلسل جرائم الاغتصاب والخطف والقتل والنهب والسلب والتشريد والتهجير والتعذيب والتعسف والاضطهاد ؟.

الفاتيكان ورابطة الكنائس الأوربية جمعوا الآن كل الوثائق التي صورتها كاميرات الدواعش، وأعدوا ملفاً كبيراً مدعماً بالأفلام واللقطات والفتاوى والخطب والرسائل والتصريحات التي حرضت هؤلاء على قتل المسيحيين وشجعتهم على اغتصاب نسائهم واقتلاعهم من أوطانهم.

تحولت الوثائق الآن إلى مجلدات ضخمة تشتمل على كم هائل من الحقائق الدامغة المعززة بالأدلة القاطعة. سيضعونها كلها أمام أنظار المحاكم الدولية للخروج بعقوبات ثقيلة يفرضونها على البلدان المؤازرة لداعش على غرار العقوبات الدولية التي فرضوها ضد ألمانيا النازية على خلفية محارق الهولوكوست، التي التهمت اليهود بنيرانها المشحونة بجنون التصفيات العرقية والدينية.

https://www.youtube.com/watch?v=I85mD5cSuL0

ربما سيطردون أبناء تلك البلدان من أوربا وأمريكا وأستراليا والبلدان المسيحية الأخرى (المعاملة بالمثل)، وإن كانت هذه الاحتمالات مستبعدة في الوقت الحاضر على أقل تقدير فالأقطار الأوربية ليست بهذه الدونية من التعصب الديني والتطرف العرقي، لكنه يبقى من الاحتمالات الواردة، لأن التكفيريين ومن يقف خلفهم من الأنظمة الظلامية نسفوا مبادئ التعدد الثقافي والديني والعرقي، وأطاحوا بركائز التعايش السلمي. وربما يتبنى مجلس الأمن سلسلة من القرارات تلزمهم بدفع فواتير التعويضات على غرار الغرامات الهائلة التي دفعتها ألمانيا لإسرائيل، أو على غرار الغرامات التي دفعها العراق للكويت.

يتعين على العالم الإسلامي أن يتنبه قبل فوات الأوان لهذا الإسراف في القتل والدمار، ويعلن رفضه للممارسات الإجرامية، التي ماانفكت تستهدف المسيحيين وتطاردهم دون رأفة وتقتلهم دون تردد.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين