الذلقراطية والنزول للأسفل ...! |
فشلت عملية التغيير التي اسقطت نظام صدام عام 2003، في محاولة إنبات الديمقراطية وتشكيل نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على تماسك أو تماهي طبقته السياسية مع الجماهير العريضة ، فالقيادات والتشكيلات السياسية كانت ولم تزل مقطوعة عن الشارع وجسور العلاقة والتواصل بينهما واهية،إن لم تكن نفاقية تقوم على مصالح شخصية ضيقة . فشل عملية التغيير نحو الديمقراطية يتجسد في غياب الثقافة الديمقراطية لدى الغالبية العظمى من الشعب ، وتوجهه نحو ثقافة الإنتماءات الأثينية والتمسك بالفرعيات الطائفية .! هذا هو نمط الحكم ومظاهره الطاغية في السنوات العشرالماضية،وما عملية الإنتخابات إلا تكريس لهذه الظاهرة السلبية إجتماعيا التي أسست لقواعد فساد شاملة في مجتمع بات فاقداّ لسماته الإجتماعية والنفسية ، ويُركب على نحو هجيني يفتقد القواعد الأخلاقية والسلوكية المعهودة ، كما ينشأ حياة اقتصادية طفيلية تترشح عن بنية سلطة اقتصادية ريعية في حكومة تحتكر امتلاك الثروات وتتصرف بها بطريقة اقرب الى اسلوب الرشى والصفقات السياسية وليس الإستحقاق الوطني ،وهذا ما تكرس في التعامل مع اقليم كردستان وقطع رواتب موظفيها أو فيالإاقصاء الوظيفي لكل من يعارض الحكومة ..؟ ان النمط السياسي السائد في النظام العراقي خلال العقد الأخير ، يحمل ملامح " الذلقراطية " حسب وصف المفكر المغربي المهدي المنجرة، لأنه نظام محكوم بالخوف الداخلي والخارجي ، ويصدره للشعب ايضا ، بمعنى انه يؤسس لنمط (الخوفقراطية) ، الخوف من الخارج الذي يتحكم بنوع السلطة وتراكيبها (امريكا وايران )، والخوف من الداخل الجماعات المسلحة والميليشيات وصراع الأقطاب ، وماتعطي من إذلال للشعب . مشروع التغيير الذي يطرح الآن مع تولي الدكتور حيدر العبادي رئاسة الحكومة ، لابد من الأخذ بزمام الأمور لبناء مستقبل آخر، ينطلق من فكرة ان الإبقاء على الأمور كما هي عليه غير مقبول ، وان الإصلاح الجزئي لايكفي ،بل يستدعي الأمر انطلاقة مشروع التطهير الشامل لمستنقعات الفساد المتمثلة في دوائر ومؤسسات الحكومة ، وتشكيل محاكم لأسترجاع اموال الشعب المنهوبة وحقوق الوطن المصادرة،وكبريائه المنكسرة . *مصطلح الذلقراطية مستعار من المفكر المغربي (المهدي المنجرة) وكذلك مصطلح (الخوفقراطية )
|