لماذا دَفَعوا البَغدادي إلى العِرَاق وكُوردُستَان



كأن الطائرات لها دور السيد وكأن الداعشيين كلاب، يطلقونهم على ما يشاؤون في البلدان . لا يُخفى على ذي بصر وبصيرة ان العصابات لا يمكن دحرها بالطائرات، فالتحالف الأمريكي مع دول المنطقة والغرب ما هو الا حلف اشبه بالحلف الذي شكله ابان قادسية قعقاع العراق مع ايران.
إنّها القادسية النفطية الثالثة ضد الكورد والعربان. الحقيقة ان اوربا تمر بأزمة اقتصاديّة خانقة حادة منذ زمان : سكّان بودابست- رومانيا ينامون في المقابر، وتغض شوارع اليونان بالمتسولين ، وبائعات الهوى تضاعفت اعدادهن عشرات المرات ، والحال ليس بأحسن منهما في اسبانبا والبلقان.
وتتّبع هولندا وبريطانيا نظام تقشف صارم، فلا أمل في الإنتعاش الا بانتعاش تجارة السلاح ، أتعلمون يا بني قومي من هم اطراف التحالف الدولي ؟ فهم ثلاثة اقسام : القسم الأول وهم استراليا وبريطانيا وفرنسا و كندا وهولندا وطبعا السيد الراعي ، الأمريكان ، فهؤلاء المصدّرون للأسلحة مقابل النفط إلى بغداد وكوردستان . أسلحة كاسدة ، فلولا الحروب التي يضرمونها بين الحين والحين في الدول المصدرة للنفط لرموها في المحيطات والخلجان. والقسم الثاني : هم السعودية –وهذا هو الصيد الاكبر وبيت القصيد ، روّعتهم وسائل اعلام الشيطان: اشتروا الأسلحة ، سيطالكم وينهشكم كلابنا الدعشان. وسلطوهم على كوردستان، فانهالت عليهم عروض الأسلحة من الفرنس وهولندة. وهل عرض أحد هؤلاء البلدان سلاحا على ابطال كوباني ، وكأن الفقراء لا اصدقاء لهم، فقد كتبت ذلك في مقال لي بالانكليزية ونشر في صحيفة دولة غربية سانشرها بعد ترجمتها بلغة العربان. وفي عراق- كوردستان غالبا ما يدفع المركز اثمان الاسلحة ، فالأب يدفع مصروف الولدان.


اما القسم الثالث : قطر حريم اسرائيل ومرتزقة الناتو ، وتركيا القرصان، والتي تعتاش كالطيور الجارحة على ما تبقى من لحوم جثث القطعان في ليبيا والعراق وفي كل مكان . والأردن المتسول، أبا عن جد، فهذا الطرف الثالث يلعبون دور المضخّات ، يسحبون المتطرفين الإسلاميين الجهاديين والسلفيين من كل مكان ويدربونهم ، ثم يضخونهم إلى تلك البلدان. وفي الأردن معسكرات تدريب البعثيين، فداعش العراق هو غير داعش سوريا، فهم البعثييون ، ضباطهم ورفاقهم ، وابناء واحفاد السبعاوي وعلي الكيمياوي وآل المجيد ورغد وعزة ووطبان .هذا يومكم ايّتها الشركات الغربية للاسلحة ، فقبل اسبوعين صرّح مسؤول امريكي ان الحرب ستدوم لعقود مع الدواعش ، هذا ما اعدته جبهة الشيطان. وليس هذه السياسة جديدة ، ففي الحملة الإنتخابية قال أوباما في خطابه امام الجمهور المؤيد لسياسته في مكافحة الإرهاب : انه خير لنا ان نقاتل الارهابيين في العراق لا في افغانستان . وكانت له في ذلكم حجة خفيّة، ففي العراق (إستثمار) لهم، اما في افعانستان ف(إستهلاك) للطاقة ـ وهدر للثروة وخسارة للإنسان.هذا ما سمعته باذني ، نعم وينطبق هذا القرارعلى سوريا -كوردستان ، فكردستان-سوريا فقراء كأفغانستان. ومن لا يدفع لشياطين أوربا نفطا، لا يستلم سلاح، وهذه الحقيقة لهي في نفس الوقت جواب لمن يتسائل : لماذا هه ولير أهمّ من كوباني ؟ أوَليسوا بشرا ك(هه ولير)، ومثيلات تلك الاسئلة، فمن يقول ان الغرب حضاريون فقط شطط، لأنهماشرس من الحيوان الجوعان والعطشان في الطمع والجشع ومص خيرات الأمصار والبلدان. ولهذ السبب اعادوا شلة البغدادي الأعور الى كنف العبادي وكوردستان، تحت آل بارزان مهيبين بهم بهيجان : اشتروا السلاح ، فكلبنا سيعضكم بالبراثن و الأسنان . اشتروا الأسلحة،انها القادسية الثالثة ، أيا ايها العبادي: ابنِ جيشا عقائديا قويا ، وسلّحهم خير تسليح ، واستعد للمعركة التي ستستمر عقودا كما تنبأ –بشّر به- المسؤول الأمن القومي للأمريكان. يا عبّادي : لقد جئنا بك كي – تتكاون- كصديقنا المقبور صدام، سيد الفرسان.
اني أرسلت رسالة الى وزير خارجيتهم شاكيا راجيا (والنّفاق بالنّفاق يُفلحُ)، رغم ذلك اقول لهم : لعنة الله عليكم ، أيّها الغُربان.