تاريخ التركمان في العراق وأصولهم .. الحلقة الاولى |
ان التركمان العراقيين ينتمون من حيث السلالة العرقية الى نفس المجموعة التي فيها الاتراك ويرجع اصلهم الى اسيا الوسطى والتي كانت تعرف سابقا بتركستان (اليوم جزء منها تخضع لسيطرة الصين والجزء الاخر تتشكل منه الجمهوريات الاسلامية التي استقلت حديثا - تركمانستان وقرغيزستان واوزبكستان وطاجيكستان وداغستان...الخ) حيث كانت لهم - للتركمان - امبراطورية تمتد من منغوليا الى شمالى ايران، وفي عام 705م وصلت جيوش الفتح الاسلامي الى تلك البلاد حيث استطاع القائد الاسلامي "قتيبة بن مسلم" الوصول الى ما وراء نهر جيحون "اموداريا" في فتوحاته ونشر الدعوة الاسلامية بين القبائل التركية فقبلوها في القسم الغربي من امبراطوريتهم واعتنقوا الاسلام، ومنذ ذلك الحين اخذوا يفدون بكثرة الى الشرق الاسلامي حيث لم تنقطع سلسلة هجراتهم واصل تسمية هذا الصنف من الاتراك بالتركمان يرجع الى انه كل من اسلم من اتراك القسم الغربي في الامبراطورية كان يقالى له صار "ترجماناً" لكونه اصبح يجيد لغة المسلمين "العربية" ويقوم بالترجمة بين المسلمين الفاتحين وبين بقية الاتراك، حتى صار ذلك علما لهم اي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف والتخفيف "تركمان"، ومن هنا تمفصل التركمان - حيث تطبعت عاداتهم وتقاليدهم بالعادات والتقاليد الاسلامية - عن بقية الاتراك الذين ظلوا محتفظين ببعض دياناتهم الوثنية وعاداتهم الى فترات متاخرة حيث اسلموا بعد ذلك، ولكن بعد ان اصبح بين التركمان والاتراك فاصل زمني كبير تغير فيه الكثير من اوضاعهم واحوالهم واحدث التحول في عمق الشخصية التركمانية. وهناك سبب اخر للتسمية لا يبتعد كثيراً عن سبب التسمية الاول وهي ان كلمة التركمان مركبة من كلمتن هما "ترك" و"يمان" اي الاتراك الذين اسلموا وامنوا تمييزا لهم عن الاتراك الوثنيين الذين بقوا على وثنيتهم، ومن ثم قيل بالدمج فاصبح "تركمان". |