ماذا لو ثلـَّث المالكي؟

بفم متيبس، وروح متخشبة، استيقظت منهكاً هذا الصباح بعد حلم كابوسي طويل. أشد الكوابيس ازعاجاً هو الذي تتخلص منه بالاستيقاظ لكنه يعود حين تعود للنوم، لزكة!
حلمت أني كنت امام شاشة عريضة طويلة فيها خبر عاجل يقول: المالكي يفوز بالولاية الثالثة، كل الذي فعلته اني تسمرت في مكاني، كل شيء تجمد: الريموت، الرسيفر، قدماي،رقبتي وعيناي. صحت طالبا للنجدة فتحشرج صوتي واستيقظت، حمدت الله وشربت كلاصين مي. بطلعان الروح نجحت في استجلاب النوم مرة أخرى. ربما هي دقيقة او أقل حتى وجدت نفسي في المكان ذاته والحالة ذاتها عدا أن أحد مستشاري المالكي ظهر على الشاشة وصار يغمز لي بطرف عينه شامتاً. استجمعت قواي لأنهض كي اقطع كهرباء التلفزيون من السويج لكن ركبتيّ خانتاني فسقطت واستيقظت مرة أخرى. قررت ان لا أنام واكتفيت بالتمدد على السرير وكتابي بيدي، لكن بعد ساعتين تقريبا غلبني النعاس واختطفني النوم رغماً عني والفلم نفسه. هنا قررت ان لا انام ولا اتمدد وسأظل في الصالة او حتى اقف على حيلي للصبح إن تطلب الأمر. يا لها من كآبة جعلتني أقضي ليلتي صفنة إثر صفنة وحسبة بعد حسبة، تحوَّل رأسي الى ماكنة لتفريخ الأسئلة:
ماذا لو اكتفى المالكي بالولاية الأولى وودعنا بالثانية؟ هل كان هؤلاء الدواعش لهم وجود على ارض العراق؟
وماذا لو ان خطة سحب الثقة عنه نجحت؟ هل سيصبح عدد محافظات العراق واقعيا 14 بدل من 18 كما هي حاله اليوم؟
وهل كنا سنرى هولوكوست بشع مثل الذي حدث في سبايكر؟ وهل سيكون قلب بغداد مرتجفاً كما يرتجف في هذه اللحظات مترقبا هجوم الوحوش؟
ثم هز لساني الذعر حين سألت نفسي: وماذا لو ان المالكي نجح وثلـَّث كما في حلمي الأسود؟
صاح بي عقلي: هاي شجاك؟ مو خلصنه يمعود وكلشي انتهى.
فعلا شجاني، انه مجرد كابوس أتى ثم ولـَّى.
شكراً للمرجعية العليا التي قالت ليرحل ورحل، شكرا لشجاعة الرئيس فؤاد معصوم الذي كلف العبادي برغم التحديات والتهديدات بالقضاء. وشكر للعبادي الذي قَبِل التكليف ليقود بلداً كان عند آخر محطة للرحيل صوب الضياع، وشكرا لكم.