خطة أمنية لمواجهة الكيا الشعبية

فئات عديدة من الشعب، من الذين لم تسمح لهم إمكانياتهم المادية والمعيشية، أن يشتروا سيارات خصوصي نقداً أو بالأقساط، أصبحت ( الكيا) أم 11 أو 14 راكباً وسيلتهم الوحيدة للتنقل، في المقابل تعد ( الكيا) مصدر رزق لكثير من الأسر التي لم يجد معيليها فرصة عمل سوى النزول الى الشارع وتحمل زحمة الطريق والإجراءات الأمنية المملة التي ينبغي أن يتحملوها على مضض من أجل لقمة العيش، لكنهم لم يستوعبوا حتى الآن لاهم ولا ركابهم مغزى القرار أو الإجراء، أو الخطة، التي تفتقت من عقول القادة الأمنيين، بمنع مرور سيارات الكيا، في شوارع بغداد، وكلما يحاول أن يستفهم راكب أو سائق من الجندي أو الشرطي أو ما أدري منين، فقد إختلط الحابل بالنابل، ولم نعد نعرف هوية القوة التي تقف في السيطرة أصلية أم رديفة، أو من الحشد، والميليشيات الصديقة والمتعاونة، المهم سيطرة والسلام، عن سبب منعه من إجتياز الطريق الى العلاوي، أو المنصور، أو الإسكان، أو في أي إتجاه آخر، يجيبه بجواب العالم المطلع بخفايا الأمور، والمدرك بحكمة المهمة التي يؤديها : " لف ودور"، يعني إرجع من حيث أتيت، ولم تنفع أية محاولة إستعطاف، فالأوامر أوامر، وهو جندي مأمور، ويتحلى بالضبط والربط، وكل ذلك على العين والرأس، لو أنه كان بهذا الحزم إزاء سيارة مفخخة، أو إرهابي يلبس حزاماً ناسفاً، واستطاع أن يمنعه من التفجير، لكنه أمام سيارة كيا تحمل ركاباً يريدون أن يصلوا الى دوائرهم أو بيوتهم بأمان ومن دون تأخير، أو لنقل تأخير معقول، ثم من حق المواطن ياسيدي أبو السيطرة، أن يعرف سرقرار المنع، وهل هو قرار مؤقت مرتبط بدورة معرض بغداد الدولي، أو أن هناك معلومات إستخبارية، تحذر من دخول سيارات كيا مفخخة أو تنفذ عمليات إرهابية بها، أم أن القرار سيطول الى محرم وصفر، وهلم جراً.

القرار ملزم، كما يبدو في الشارع، لكن ماذا يفعل سواق الكيات وركابهم المزمنيين، يجلسون في بيوتهم، ويعيشون على الـ ( 85 ) الف دينار التي وزعتها الحكومة بدل الحصة التموينية !!.

ثم دعوني كمواطن أن أناقش، واضعي الخطة الجهنمية هذه، وأسألهم لماذا لاتفتشوا سيارات الكيا وركابها لتتأكدوا من سلامتها الأمنية ، وتتركوها تكمل طريقها بدلاً من " لف ودور"، هذا إذا كان الغرض أمنياً، أما إذا كان هناك سر من أسرار الدولة العليا، يتطلب منع الكيات في الشارع، فعلينا أن نسلم بالأمر و " ندكهه" مشي، ونسب الكيا واللي خلفهه.