الشعب الشمهودي
 
شمهودة إِمرأة تجيد اللطم بطريقة ممتازة وتجلب انتباه الحضور , لذلك كل نساء المحلة يتسارعون بطلبها اذا ما مات احد , وعندما تحين ساعة الغذاء او العشاء يجعلوها تأكل فضلات الوليمة فلا احد يهتم بها .

شعبنا كان اول اللطامة في كل الحروب العربية وكان الابرز في دفاعه عن الوطن العربي ,  وضعوه بفوهة المدفع , جعلوه حامي البوابة الشرقية ومن ثم ذبحوه بحروب عديدة ومازالوا يقتلوه لغاية اليوم , قتلوه بعدة طرق من خلال دعمهم للقاعدة وداعش .

حتى الاحزاب الحاكمة اليوم تقتل الشعب , وتزجه في حروب متنوعة , لم تعطيه حقوقه ولم تهتم به ولكنها تعتبر كل العراقيين مشاريع للموت ( للاستشهاد) , انهم يحتاجونه في الانتخابات وفي الحروب , يتذكرونه في هذه الحالات فقط , ولايتذكرونه في الحقوق.

منذ اكثر من اربعين سنة العراقيين يخوضون حروب مدمرة , حروب تدمر العراق وشعبه فقط , لم يقتصر التدمير على الممتلكات والارواح بل التدمير شمل اخلاق الناس حتى اصبحوا ممسوخين تماما ,
قبل ايام ركبت تاكسي كان سائق التاكسي  يشرب البيرة بوضح النهار وكان يسب ويشتم كل من يتجاوز عليه في المرور , ورجعت مع تاكسي اخر كان السائق يستمع الى ادعية قرآنية متنوعة وكان صوت المذياع عالي , في كلا الحالتين التطرف واضح  الاول متمرد ويعرض حياته وحياة الركاب الى الخطر , والثاني يفرض على الركاب ان يستمعوا لما يحب هو .
هذا التطرف هو نتيجة للصراع المحتدم منذ سنين , صراع ضاعت فيه الحقيقة ودخل الناس في متاهة كبيرة , شباب اليوم لا احد يرعاهم , تجد شباب فوضوي لا يهتم بشيء اطلاقا وماعاد يهمه العراق واهلهه بل يبحث عن الهجرة والخلاص , وشباب يبحث عن المخدرات والخمر , وشباب متطرف في الدين . في كل هذه الحالات لايوجد احترام لمشاعر الاخرين وتشعر ان الزمام قد فلت من المؤسسات التربوية والتي هي اساساً ضعيفة ودون المستوى المطلوب , الشعور الغالب في المجتمع ان الموت والضياع هما المستقبل فلا مستقبل لهم غيرهما, اصبح لهم خيارين ,  اما الفلتان او التصوف .

وهذه حقيقة واضحة لكل الناس , شعبنا وجد لكي يموت ويقتل ويفجر ويذبح ويبكي ويلطم هكذا اصبحنا شعب شمهودي بأمتياز .