باح اليوم.. الوطنية المشخصنة دمرت الشيعة

في احد الجلسات مع اصدقاء طيبيين ، كان هناك حديث عن الفيدرالية ذات الصلاحيات الواسعة ، كان ذلك قبل سنتين تقريبا ، وفيما كان السؤال عن سبب الموقف السلبي من رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي تجاه مشروع الفيدرالية بسمة الصلاحيات الواسعة انبرى احد المالكيين ليقول ما نصه تقريبا : السيد ابو اسراء يخاف ان يسجل عليه التاريخ مثلبة حتى لو كانت هي ليست مثلبة في التحليل الاخير !
كعادتي التي دمرتني قلت له على الفور : اولا ان السيد المالكي وكل طاقم العملية السياسية الان جاؤوا بفضل الدبابة الامريكية ، ولولا موافقة السفارة الامريكية لما ظفر السيد المالكي بهذا الموقع الممتاز، وثانيا : ان السيد المالكي لا هو ايدن اور ، ولا ايزنهاور ولا هو ديغول ، جاءت به الصدفة ، وهل يعني ان سيادة المالكي لكي يحفظ سمعته في التاريخ على الناس ان تتحمل هذه التبعات الثقيلة ؟
سمعت مرة من احد فنطازيي سياسي الشيعة من انه يخاف ان يحكم عليه التاريخ فيما وقع على الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية ، وحينها تبسمت ، لان الموما اليه لا بالعير ولا بالنفير ، وهو مصاب بعقدة نقص مزمنة قاتلة ، ذهب ضحيتها الكثير من الناس .
وقف السيد ابراهيم الجعفري في مؤتمر الصحوة الاسلامية في ايران ، وبعد ان تقدم منصة الخطابة راح يشتم الاتفاقية شتما مقذعا ، وكان هناك صوت شيخ معمم ايراني يصيح بموازاة خطبته الرنانة باللغة العربية ونكهة فارسية ( احسنت احسنت ) ، لقد وصف الجعفري الاتفاقية بانها عار في جبين العملية السياسية ، وراح يؤكد بانه كان اول الرافضين لها ، والشيخ الايراني المعمم يضاعف من ندائه : احسنت ... احسنت !
حرَّكتُ هذه القضية في اجتماع اخوي ، وكان الكلام ان الدكتور يخاف من حكم التاريخ عليه ، وهو انما يصرح بذلك علنا في محفل تقيمه الجمهورية الاسلامية لغرض في نفس يعقوب ، وكعادتي قلت بصراحة ما معناه ، ولكن السيد الجعفري هو الذي ذهب الى واشنطن في ظروف غامضة ما زالت محاطة بالكتمان في لجة الحديث عن سعي امريكي للاطاحة بصدام حسين ، وهو الذي قدم سيف ذي الفقار لراملسفيد ، وهو الان يطالب بدعم امريكي لوجستي وجوي للعراق ، فاين هو الخوف من لعنة التاريخ ؟
السيد مقتدى الصدر دائما ما يهتف باعلى صوته الموت للمحتل ، وفي اول بادرة لموقف غربي فيه شي من الايجابية مع الشيعة يتعالى هدف السيد مقتدى الصدر ضد المحتل ، واتذكر يوم هجم المحتل على التيار الصدري في مدينة الثورة كانت دماء التيار تسيل عبيطا ولم يحضر المهدي سلام الله عليه لانقاذ الاشلاء المتناثرة !
اجزم ان السيد مقتدى الصدر يخاف من اي مواجهة بين قوة امريكية بسيطة وبين مجاميع جيش المهدي ، لانه يعرف النتيجة ، وان نداءات السيد مقتدى مجرد بالونات سياسية !
اليوم وصل اكثر من الف وحمسائة مستشار امريكي الى العراق ، في الرمادي والفلوجة ويقال هناك بعضهم في المطار فضلا عن تواجدهم في اقليم كردستان العراق ، اين إذن هي بندقية التيار الصدري ؟ واين هي فنطازيات اليد التي تتوضا ، واين هي بلاغة سرجون الاكدي التي ملتها الناس وراحت تتحول الى مثل للنكتة والسخرية ؟
الوطنية المتشخصنة بلاء من بلاءات الشيعة ، فضلا عن العاطفة والمثالية ، واليوم حيث يسجل التاريخ اكبر مجزرة تحصل في شيعة العراق ، اين هم اصحاب الوطنية المشخصنة ؟
يحتفلون بيوم ا لغدير في البرلمان ، وغدا سوف يطوقون اعناقهم بالقماش الاخضر شعار الثورة الحسينية ، ويوزعون الشاورما والشاي ، ويرتدون الدشاديش ، فياله من نفاق مفضوح ، ولكن يا له من خدر جماهيري مفضوح ايضا !
ارحموا الناس يا اعداء الناس ، ارحموا عبدالزهرة وشنيشك وحنتوش وعبد الكاظم وارحموا شمهودة وزهرة ، ارحموا عقد النجفي ، ارحموا ... ارحموا ... ارحموا
ولكن ماتت ضمائركم