الحكومة العراقية الجديدة.. هل هي (الحل ) !

عند التطرق والكتابة عن ( الديمقراطية ) في العراق بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة و عندما نخوض في هذا المدخل يجب التفريق بين الديمقراطية في هذا البلد والديمقراطية الغربية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية في أن واحد أن الديمقراطية ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج تضافر جهود متعددة ( داخلية - خارجية ) تدفع إلى أحداث تغير في النظام السياسي والاجتماعي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية كما آن تطبيق الديمقراطية بشكلها السليم وعلى قاعدة الحرية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية ... أن حديقة الأمن اليوم في العراق تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع علي الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي علي الأمل يعتدي علي الحياة . ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الدين ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ومن يساعده وتحمي موقفه ... في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية ... واليوم الحضارة ألعراقيه أمام امتحان صعب يجب عل ( المواطن العراقي ) السير في الخطوات التالية , التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا ... هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء , التضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن المحاصة الحزبية , الإسراع بجلاء جميع قوات ( الاحتلال ) أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد لا صغير ولا كبير , ( الواطن العراقي ) الآن ... يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه إلى عمله محشوا بمناقشة موضوع الآمن الداخلي والمواطن في حيره اليوم وتمر علية السنة (11) بعد التغير , وذهب فيها من ذهب وجاء الذي جاء وهذا العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يشهد بأن أشياء مهمة لم تتحقق وأولها الأمن وثانيها أرزاق الشعب ومعيشته وما يتصل بذلك من خدمات أساسية كان بعضاً منها متوفرا حتى في أصعب الظروف ... ( العراقيون ) خلال هذه سنوات شيعوا ( مجلس حكم ) وأربعة حكومات سابقة إلى ( مثواها الأخير) وقرأ قسم منهم سورة الفاتحة بينما صلى القسم الأخر عليها كل حسب اعتقاده ومازال بعضهم يعتقد بان المعجزات والأعاجيب يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان فقرروا أن ينتظروا نفخة بوق رهيبة في جسد وروح الوزارة الجديدة ( الخامسة ) المصابة بمختلف الأمراض المزمنة لكي تتطهر في لحظة واحدة من جميع تلك الأمراض السابقة فتندفع بكل قوة إلى الساحة العراقية لتشارك في سباقات العدو الطويلة !

بين هذا وذاك يحك بعضهم رأسه مراراً محاولاً الوصول إلي اللغز , وعراقنا الجديد في وضعه الراهن يعاني من تحديات جديدة وكبيرة يجب أن ينهض بها من يجلس في موقع المسؤولية , وهكذا من حظ هذه التحديات والمهمات أن تلبس الحكومة العراقية الجديدة ( ثوبها الجديد ) آذ لم يكن للعراقيين أن يكتشفوا أن هذا الثوب يمكن أن يكون ضيقا جداً علي من يرتدية ولا يمكن أن يكسوه ولذلك أصبح ( المواطن العراقي ) يعطي شهادة النجاح آو الرسوب لأية حكومة آو مسؤول في هذه المرحلة استناداً إلي حقيقتين أساسيتين هما ( الوضع الأمني ) ومستوي الخدمات وتوفير فرص العمل للملايين من جيش العاطلين لأنهما يعبثان في المواطن نفسه الأمل في مستقبل أفضل , أن هاتين الحقيقتين مثلهما مثل موضوعي القراءة والحساب لتلميذ ( الصف الأول ) الابتدائي أذا تمكن منهما ضمن نجاحه وانتقاله إلى الصف الذي يليه في حين تبقي الدروس الأخرى على أهميتها تحتل المرتبة الثانية ... والإنسان العراقي يصاب اليوم بالحيرة وهو يري سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون علي أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين إلى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة ألكبرى كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية في حين وافقوا على استلام حقائب وزارية جديدة , ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلي فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة الأفلام الروائية الطويلة ومن الله التوفيق .