بالتأكيد ان الوطنية هي الاساس الراسخ في نفوس كل المواطنين الذين يشكلون بنية الشعب في أي دولة من دول العالم والاحساس بالوطن والمواطنة نابع من روح الانسان نفسه ولا يمكن زرعها عنوة في نفوس الناس او اجبارهم عليها ومن لم ينتمي الى بلده بحب الوطن فليس لديه مواطنة وبعيد عن التراب الذي خلق عليه واكل من الخيرات التي نبتت على هذا التراب وشرب من ماءه وتنفس من هواءه . للاسف ما حصل لدينا في العراق قد يكون سببه عدم الاخلاص لهذا البلد ولتراب وحضارة العراق ومن جلب داعش واسس لهم اساسهم واحتضنهم وفتح لهم القلوب والصدور فهو لا يمتلك تلك الرابطة الوطنية المطلوبة من كل فرد من المجتمع بشكلها الطبيعي واذا لم نكن نملك رفضا للفكر التكفيري لا يمكن ان نتمكن من ان نكون بيئة طاردة للارهابيين وما حصل في الموصل ومناطق اخرى كانت البيئة الديمغرافية والحاضنة الاجتماعية في تلك المناطق هي حاضنة لهم وهذا ما اشار اليه رئيس جماعة علماء المسلمين الشيخ خالد الملا " وشدد الملا على أن إستعادة السيطرة على الوضع في العراق نابعةٌ من الداخلِ العراقي ومدى رفضنا لفكرة ونهج الإرهاب المقيت وهذا لن يحصل إلا بتوافقٍ وطنيٍ ونبذِ كل مظاهر الإرهاب ومن يدعمه ويسانده من وسائل إعلامٍ محرّضة. وأوضح أن من المهم جدا أن نقاومَ من يُحرض ويقف مع داعش، فهم أشدُ خطرا من داعش وعلينا محاسبتهم وعدم التهاون معهم" وهنا اتفق تماما مع ما قاله الشيخ الملا ان نحارب من يقف مع داعش ومع الفكر التكفيري لهذا التنظيم الارهابي لأنه في النهاية دمر البلاد والعباد بل ان جهله واجرامه طال حتى من احتضنهم وساعدهم على تثبيت اقدامهم لأن الخطورة تكمن في ان هذا الحاضن لهم يمتلك حق العيش والحرية في الوطن واذا به يجلب لنا كل هذا التخلف ويطعن في ظهر الحكومة التي تريد ان توفر له الامن والطعام والحياة ولذلك فان الوطنية واجبة الوجود عند كل فرد من افراد الشعب العراقي حتى لا يستطيع امثال هؤلاء الظلاميين ان يجدوا موطئ قدم لهم ولن يتمكنوا ان يمروا حين يكون الجسد العراقي جسدا واحدا متفانيا في الاخلاص للوطن.
|