الانضباط .. ماهي "الحرب النفسية" ولمن يتم توجيهها ؟

الحرب النفسية على عكس الكثير من المتداول هي وسيلة لارباك الخصم وزعزعة ثقته وايجاد المنافذ في ساحة المعركة ، وايهام الخصم وتوريطه وجره الى معارك جانبية .. وبالتأكيد جزء من هذه الحرب موجه الى الداخل الذي يحتاج الى استعادة الثقة والاستقرار واليقين.
ادوات الحرب النفسية كثيرة ومتشعبة، لاتقتصر على الاعلام ولا على التحركات العسكرية المموهة، ولا الشائعات والنكات والتصريحات التي تمتلك اكثر من تفسيرا.. بل تتجاوز ذلك الى تفاصيل شديدة التعقيد تحتاج الى عقول قادرة على اختيار توقيتات الحرب النفسية التي ترتبط في العادة بتهيئة بيئة مناسبة على الارض.
مثال القاء القوات الاميركية اسلحة لتنظيم داعش في (كوباني) .. هي واقعة ادرجها ضمن نطاق الحرب النفسية، خلقت بلبلة كبيرة داخل صفوف التنظيم لدرجة ان قياداته لم تتمكن من اقناع جمهورها ان هذه الاسلحة سقطت بطريق الخطأ. فهم يعلمون ان فرص الخطأ محدودة .. الادهى ان التنظيم اضطر امس واليوم الى جمع هذه الاسلحة وتفجيرها ،وكتب احد الداعشيين عبر تويتر ان السبب هو اكتشاف ان هذه الاسلحة تشمل اجهزة تعقب .
ماهو الرابط بين هذا المثال ومايحدث في العراق؟
الانضباط هو جزء اساسي من الحرب النفسية التي يجب ان تتوجه الى تنظيم داعش ومن يعيش اليوم تحت سطوته واجرامه، وليس فقط الى الجمهور العراقي.
الانضباط في هذه المرحلة ثم الانضباط على مستوى حراك القوات والمعلومات الخاصة بهذه التحركات والتعامل مع المناطق المحررة ، هو الجزء الاساسي من تحطيم معنويات العدو، وتبديد الانطباع الذي يكرسه داعش عن مصير المناطق التي يغادرها.
يتوقع (داعش) وينتظر ان تكون كل مدينة يتم تحريرها ساحة تصفيات ، وهو يستخدم الفيديوهات التي يبثها بعض الجنود والمسلحين غير المنضبطين وهي موجهة كما يفترض بعض (الاذكياء) لرفع معنويات الداخل، كعامل لحرب نفسية مضادة تهدف الى وضع السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرته امام امثلة استثنائية ، لكنها في اوساط منعزلة تصبح وسيلة قياس وحيدة لما يمكن ان يحدث .
الانضباط هو كلمة السر في النصر على داعش، وهذا الانضباط يجب ان يرتبط برؤية وستراتيجية وتوجيه صارم الى الجنود والمسلحين، بان اي سلوك غير منضبط هو خدمة مجانية للعدو.
فيديو تعذيب يسرب لمعتقل يحقق لداعش مالا تحلم به في حربها النفسية .. 
الانضباط .. الرسائل التطمينية.. التعامل المحترف ... ابجديات لايجب ان تغيب عن احد ....