بانتظار صفحات العبادي الجديدة

لا ادعي اني بحثت بدقة في ظروف تشكيل الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، انما مررت بسرعة على ما وقع بين يدي من مصادر. خرجت بنتيجة ان حكومة العبادي قد تكون اول حكومة تتشكل في أصعب وأخطر مرحلة مرّ بها العراق. لم يصدف ان كُلّف رئيس وزراء والعراق ثلثه محتل وعشرات الآلاف من أبنائه بين قتيل ومخطوف ومفقود ومسبي. تزامن ذلك مع ركود مميت في الحياتين السياسية والعامة، ومع انتشار الفساد وعبث الأبناء والاقارب والحبايب بمصير البلد. هذا هو الوضع وربما أسوأ في اليوم الذي قبل به العبادي التكليف.
كل صاحب عقل وضمير لا يحسد العبادي على جسامة وثقل الخراب الذي عليه ان يزيحه عن صدر العراق، لكن ذلك يجب ان لا يشغله عن فتح صفحات جديدة بقرارات عملية وفورية تمهد لرفع الحيف والظلم عن الناس بعد ان لفهم ثماني سنوات عجاف. 
على العبادي، لكي يقنع السابقين واللاحقين بأن أيام الظلم قد ولّت، ان يبدأ أولا بفتح صفحة العدل وانصاف المظلومين دون التفكير بحفظ ماء وجه من ظلمهم. ستكون صفعة للظالمين لو ردّ العبادي الاعتبار الى الدكتور سنان الشبيبي والقاضي رحيم العكيلي واعادهما الى منصبهما احتراما لكفاءتهما الاقتصادية والقانونية العاليتين ولأنهما ظلما. اعرف ان قوائم المظلومين طويلة وانهم لو نودي عليهم اليوم لشكلوا طوابير لا نهاية لها، لكن اول العدل قطر ثم ينهمر.