تحرير جرف الصخر زخم يجب ان يستمر

بالأمس القريب صرح اكثر من مسؤول عسكري امريكي رفيع بأنه لم يعد بإمكان الجيش العراقي شن هجوم مقابل على داعش في الأشهر القليلة المقبلة، وقبل ان يجف حبر ما كُتب عن ذلك، سجل الجندي العراقي البطل واحداً من الانتصارات المهمة في موقع استراتيجي ظل عصيا على القوات الأميركية والعراقية لفترة طويلة، وهو ما يعكس أن التصور الأمريكي عن الوضع في العراق ليس صائبا بالمطلق وعلى طول الخط وكما ذكرنا أكثر من مرة وفي عدة مناسبات .

الحقيقة أن الضربة الموجعة التي وجهها جيشنا الغيور لداعش في جرف الصخر تستحق الثناء والتأييد المناسب، لأنها قضت على خط متقدم لداعش في ساحة القتال الواسعة، وكان هذا التنظيم الإرهابي يبني الآمال على أن يكون نقطة انطلاق حيوية نحو مناطق أخرى مهمة وحساسة في الجسد العراقي، كما كان يعتبرها مصد رصين لأي اندفاع ستتُقدم عليه القطعات العراقية .

أن ما حصل في جرف الصخر ينطبق عليه المثل القائل ) أن من يديه في الماء البارد ليس كالذي يديه في الماء الحار) وهذا ما كان عليه العراقيين ومازالوا منذ أحداث الموصل المفجعة، لهذا فأن تصريحات القادة الأمريكان كانت قد ألغت الأمل الذي يختلج في النفوس وأصابها بالغصة على حال أم الربيعين، وكان كل ما قالوا من أن الغلبة ستظل لصالح الجنرالات الجمهوري السابقين قد تبدد أمام الزحف الكبير لمقاتلي الجيش الجديد في جرف الصخر .

لقد كانت الحسابات القائمة تدور في نقطة واحدة وهي أن جرف الصخر ستكون سكين خاصرة في الطريق من وإلى بغداد، فإذا بها تتحول من ذلك لسكين خاصرة بوجه عامرية الفلوجة وما بعدها من المناطق، وهو إنجاز مهم يتطلب أدامته بكل قوة وتمويل حيوي .

لقد دأبت داعش على تشتيت الجهد العسكري الوطني من خلال تنفيذ أكثر من عملية عسكرية في وقت واحد، لأشغال القطعات أو لتثبيتها في مواقع ليست فعالة على الأقل، وهذا يتطلب من الجيش والمتطوعين التقدم برصانة والتشبث بالأرض وإهمال المناطق غير الحيوية مؤقتا لصالح الأكثر أهمية، والشيء نفسه ينطبق على منطقة العظيم، التي لا تقل اهمية عن جرف الصخر كونها تتحكم بالوضع في ثلاث محافظات .

أن النكسة التي حدثت في الموصل لا تعني أن قواتنا المسلحة كانت على هذا المستوى من التدني والانضباط العسكري المفقود، بل هو نتيجة منطقية للفساد الذي أستشرى في المؤسسة العسكرية، يضاف اليه الكم الكبير من الجنرالات الذين منحوا هذه الرتبة البالغة الأهمية، والتي من المفروض أن لا تُمنح إلا لمن يملك مواصفات خاصة ومواقف عسكرية ملموسة التأثير في العقيدة العسكرية لأي بلد، في حين رأيناها وما زلنا على أكتاف متواضعة تبكي هذه الرتبة الشريفة من الاستقرار عليها بخجل .

ان الدعوة ألى الجهاد الكفائي لم تكن موجهة إلى شريحة معينة من المجتمع، بل كانت شاملة تلقت استجابة من أبناء مختلف المناطق الساخنة، وأن تنوعت التسميات، وأن ذلك في تصاعد وشمل كل الطوائف، وهو ما شكل تهديدا حقيقاً لمستقبل التنظيم الإرهابي، وعلينا في هذه الحالة أن نُحيي أبناء العشائر الصامدة في كل المحافظات التي وقفت بالند لداعش، ونصب أعينهم ما تعرضت له الفتيات العراقيات في محافظة نينوى من مهانة وعرض في سوق النخاسة .

كما أن لظهور القائد العام للقوات المسلحة في منطقة جرف الصخر في الوقت والمكان المناسب، سيكون له حتما أئرا ايجابيا في رفع معنويات أبناء الجيش العراقي الباسل ويقطع الطريق على مناورات داعش .