عراقيو سورية ... أستهداف طائفي في دمشق وأحتجاز أمني في بغداد |
بغداد – على الرغم من وعود نوري المالكي بالعفو عن المطلوبين العراقيين المقيمين في سورية، ومساعدة اللاجئين الهاربين من التردي الأمني نتيجة الصراعات السياسية، قام المالكي بحجز العشرات من العائدين على مشارف العاصمة العراقية بغداد تمهيدا لإخضاعهم لتحقيق أمني والتأكد من عدم وجود بعثيين كبار ضمن صفوف العائدين. وقالت مصادر حكومية ومحلية، اليوم السبت، عن احتجاز العشرات من العراقيين العائدين من سورية على مدخل قضاء ابو غريب غربي بغداد، مبيناً أن الاجهزة الامنية اتخذت هذا الاجراء للتأكد من عدم وجود بعثيين كبار ضمن صفوف العائدين. وقالت المصادر إن "قائد عمليات بغداد اوصى الاجهزة الامنية بالتأكد من مستمسكات واسماء العائدين من سوريا في مدخل بغداد – ابو غريب خوفا من عودة بعثيين كبار إلى العاصمة بغداد". وأضافت المصادر ان "اجراءات معقدة يقوم بها الجيش العراقي في استقبال اللاجئيين العراقيين"، مشيرةً إلى "وجود مشاكل وسوء تنظيم في عملية استقبال اللاجئين". واوضحت المصادر أن "العشرات من العراقيين عالقين الان في منطقة ابو غريب نتيجة اجراءات امنية مشددة وان استخبارات الداخلية والدفاع تشرف على دخول اللاجئين". وطالب نوري المالكي، أمس الجمعة، الامم المتحدة بالتدخل "العاجل" لحماية العراقيين في سورية وتسهيل عودتهم الى البلاد، فيما أشار إلى تعرض عراقيين لعمليات قتل وسلب ونهب، مؤكدا الصفح عمن اتخذ مواقف سلبية ولم يتورط "بسفك الدماء". وقال المالكي في بيان رسمي مكتوب ان "ما يتعرض له العراقيون الابرياء في سوريا من عمليات قتل ونهب هو على شاكلة تلك المجموعات الارهابية التي عبثت بأمن العراق خلال السنوات الماضية". وأضاف "لذا نناشد الامم المتحدة بالتدخل العاجل والتعاون مع السلطات السورية لحماية العراقيين وتسهيل عودتهم الى الوطن". وأكد "اننا سنصفح عن كل الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا بسفك دم الابرياء". وبدأت حكومة المالكي تهتم باللاجئين العراقيين في سورية بعد وصول نحو 21 جثة لمواطنين عراقيين مقيمين في سورية إلى البلاد من خلال منفذ الوليد الحدودي في محافظة الأنبار وقتل صحفيين أثنين يعملان في سورية. وكان المالكي شكل فريقا برئاسة وزير النقل هادي العامري للاشراف على اعادة العراقيين العالقين في سوريا. وقال المستشار الاعلامي للمالكي علي الموسوي ان رئيس الوزراء خصص كذلك طائرته الخاصة من اجل اعادة المواطنيين من سورية. وتقدر سورية عدد اللاجئين العراقيين على اراضيها بمليون وربع مليون شخص في حين يبلغ العدد المسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى نهاية تشرين الاول الماضي نحو 140الف شخص. وشهدت مكاتب نقل المسافرين في منطقتي جرمانة والسيدة زينب في دمشق اقبالا واسعا من قبل العراقيين المقيمين في سورية للعودة الى بلدهم ولكن من دون جدوى بعد قطع الطرقات والشوارع. وقال مواطنون عراقيون أنهم عرضوا مبلغ الف دولار أمريكي لسائق سيارة للسفر إلى بغداد من دون أن يوافق السائق على ذلك العرض لخطورة الطريق المؤدية للعراق، على الجانب السوري، فضلا عن عدم وجود سيارات. ويروي علي سلمان الذي كان يقيم في مدينة دمشق وعاد إلى العراق مؤخرا انه يقرأ (عناوين)طائفية للصراع في سوريا، فيما يتعلق بالموقف من العراقيين من خلال معايشته هناك.ويشير علي إلى استقطاب مشابه لما حدث في العراق وأدى إلى صراعات طائفية. ويتابع:لا اقصد ان الانتفاضة السورية طائفية بقدر ان الصراع هناك فرض فواصل طائفية واضحة عبر التهجير والاصطفاف، إما مع المعارضة او مع النظام. ويرى سلمان أن بعض المدن السورية بدأت تعيش فرزاً طائفيا بحكم الظروف الصعبة في البلاد ولجوء كل شخص إلى الاحتماء بأهله وطائفته وعشيرته. وفي منطقة السيدة زينب في ريف دمشق حيث يفضل شيعة عراقيون الإقامة، فان حرية الحركة بالنسبة لهم أصبحت محدودة ويفضلون العودة إلى العراق بدل الانتقال إلى مناطق اخرى. الكاتب الصحافي حامد شهاب، يقول بأن الحالة في سوريا تدق ناقوس الخطر على الأوضاع في العراق اذا لم يتم الاستعداد للامر. ويتابع: المجموعات المسلحة تنشط الآن في سوريا وأي ضغط عسكري عليها من جانب النظام السوري سيجعلها تلجا بأسلحتها إلى العراق. وكانت وزارة الداخلية العراقية اكدت ان هناك محاولات تسلل تقوم بها مجاميع مسلحة من وإلى العراق، وتتصدى لها قوات حرس الحدود بين الحين والآخر، خاصة أن العراق يشترك بحدود بطول نحو 600 كلم مع سوريا يقع اكثر من نصفها في محافظة الرمادي. وقال مسؤول امني رفيع المستوى في قيادة عمليات نينوى، اليوم السبت، عن وصول فوجين قتاليين من الجيش العراقي الى الحدود العراقية مع سوريا، مبيناً ان الشرطة المحلية منعت الاقتراب من السلك الشائك بين أراضي البلدين بمسافة كيلو متر. وقال المصدر إن "فوجين قتاليين من الجيش العراقي وصلا صباح اليوم إلى الحدود العراقية السورية في محافظة نينوى عبر الحدود اليعربية التي تقع شمال غرب الموصل من ناحية ربيعة". واوضح أن"الفوجين انتشرا على طول الحدود الإدارية لمحافظة الانبار مع محافظة نينوى وحتى منطقة القائم التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة البو كمال السورية". وبين المصدر أن "القوات العراقية تلقت أوامر صريحة بالتعامل بحزم مع أي حالة تخل بالأمن"، لافتا إلى أن "الشرطة المحلية بمدينة القائم وناحية ربيعة منعت الاقتراب من السلك الشائك بين أراضي البلدين بمسافة كيلو متر واحد بحسب اوامر قائد قوات حرس الحدود في نينوى والانبار". وترد أخبار يومية عن اعتداءات وصلت إلى حد الخطف والقتل، يتعرض لها العراقيون في سوريا التي تشهد اضطرابات أمنية منذ قرابة العام. ويقول سعد كامل (تاجر) إن رجل أعمال عراقي، هو حسن الجبوري اختطف في مدينة حمص بناء على خلفية طائفية، لكن افرج عنه بعد دفع فدية. ويتابع: لم يكن من السهل إخلاء سبيل حسن، لولا العلاقات التي تربط بعض العراقيين من طائفة معينة بجماعات مسلحة تقاتل النظام. ويؤكد حسن ان العراقيين في مدن حمص وحلب، كانوا يتعرضون يوميا إلى المسائلة عن هويتهم الطائفية، كما ان المسيحيين استنجدوا بمسيحيي حمص، على امل المغادرة وهذا ما تم بالفعل. لكن حسن يؤكد ان عراقيين انضموا في حمص إلى المسلحين الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الاسد. |