محلل دولي: الحكومة العراقية الحالية وصلت للحكم بفضل "اتفاق الشيطان" بين ايران والولايات المتحدة الامريكية.



كتب: الصحفي والمحلل الدولي ماكسيميليانو سباربي

Maximiliano Sbarbi Osuna

ترجمة وتحرير: العراق تايمز

لعل هجوم الجنود العراقيين على الجيش السوري الحرالمعارض عند الحدود هو إشارة تبين أنه ليس فقط لبنان من يعاني من الحرب المفتعلة في سوريا، لكن يجب ان نعرف  أولا ماهو دور روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وإيران في هذا الصراع الذي يمكن أن يمتد الى المنطقة بأكملها؟

عندما زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، شكره على دعمه للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، في حين يمكننا ملاحظة برودة العلاقات بسبب الصراع في سوريا، ولا عجب في ذلك ما دامت فرنسا تحارب من جهة القاعدة في افريقيا ومن جهة اخرى تمول الجماعات الاسلامية المتطرفة عن طريق لبنان والسعودية وتركيا وقطر من اجل الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

لكن من جانبه الرئيس الروسي بوتين يدعم بشار الاسد كون أن الاسد قبل ان يكون حليفه الجيوسياسي،يجب أن نعلم أن روسيا تمتلك ميناء في سوريا والذي يتواجد فيه جزء كبير من اسطولها بالبحر المتوسط.

وقد أظهرت تلك الجلسة المتوترة انه لا يوجد حتى الآن طريقة متفق عليها للخروج من الحرب الدموية التي فرضت على سوريا، وهو نفس الوضع الذي طبع زيارة بوتين لتركيا - منذ أشهر - لتوقيع اتفاقيات التجارة والطاقة.

 

اتفاق مع الشيطان

منذ ان حطت الحرب اوزارها بسوريا منذ سنتين، حذر مختلف المحللون من امكانية امتداد هذه الحرب الى لبنان، كون ان الاحداث السياسية بسوريا تؤثر بشكل كبير على هذا البلد المتعدد الثقافات.

لكن تجدر الاشارة الى أن الحكومة العراقية قد وصلت الى سدة الحكم  ليس فقط بالمساعدة العسكرية للقوى الغربية، بعد الاطاحة بنظام صدام حسين ولكن أيضا بسبب الاتفاق الذي جميع الولايات المتحدة الامريكية و ايران الذي يقضي بتقديم طهران الدعم الكامل للمليشيات  الشيعية  التي يتراسها اساسا مقتدى الصدر.

يسمح هذا الاتفاق الذي وقع في عام 2007 للاغلبية الشيعية السيطرة على العراق الذي كان يعاني من الفوضى، بعد قتل مئات الآلاف من القتلى التي تسبب فيها الغزو سنة 2003.  وفي نفس الوقت، استطاعت ايران بهذا الاتفاق أن تكتسب نفوذا في بلد غالبية سكانه من الشيعة، ناهيك على أن الولايات المتحدة الامريكية استطاعت اخيرا أن توحد جنودها المرتزقة وشركاتها الطاقية والشركت الاخرى المتعلقة باعادة الاعمار.

خطر اقليمي

الحكومة الشيعية بقيادة نوري المالكي المدعومة من القوى الغربية وايران تحارب مسلحي القاعدة الذين وصلوا لتلك الاراضي من اجل محاربة الغزاة بعد سقوط صدام، ولكن في 2011 عبر الالاف من المتطرفين الحدود السورية بغية الانضمام الى المحاربين الممولين من القوى الغربية من اجل زعزعة الاستقرار بسوريا في الوقت الذي سمحت الحكومة العراقية للطائرات الايرانية استعمال مجالها الجوي من اجل تقديم الدعم لبشار الاسد.

وبما أن الجيش العراقي قصف مواقع الجيش السوري الحر والثوار المقربين من القاعدة ، هذا يعني أنه ليس فقط لبنان من يعاني من هذا النزاع السوري المفتعل، ولكن العراق ايضا اضطر الى حشد جيشه على الحدود مع سوريا لوقف انتشار المسلحين السنة.

كما ينبغي الاشارة الى انه في حالة ما اذا تم واطيح بنظام بشار الاسد يجب على اسرائيل حينها حماية نفسها من المحاربين الاسلاميين بالاضافة الى ان ايران يتوقع ان تعيش عزلة اقليمية قاسية.

أما بالنسبة للعراق، الذي يعاني من الفوضى اساسا، فان هجومه على مواقع الجيش الحر يمكن أن ينتج عنه عودة مقاتلي القاعدة مجددا، في حين ان الوضع الراهن لا ينص على إنتهاء الصراع السوري على المدى القصير.


المقالة الاصلية من هنا: http://pmundial.wordpress.com/2013/03/01/irak-se-ve-arrastrado-hacia-la-guerra-en-siria/