العام الدراسي الجديد.. والمسؤولية التربوية الكبيرة

ابتدأ العام الدراسي 2014- 2015 وشرعت المدارس تستقبل التلاميذ والطلبة في مختلف مناطق ومحافظات العراق بمختلف مراحلها وأقسامها لتبدأ معه مسيرة جديدة للعملية التربوية والتعليمية.

غير أن هذا العام وكما يعلم الجميع قد حل في ظروف أكثر خصوصية وإستثنائية يعيشها البلد بسبب التطورات الأمنية وما حدث من احداث أثرت بشكل كبير على المنظومة التربوية من نزوح للكوادر التعليمية والتدريسية وللطلبة وهجر للمدارس على اثر الاعتداءات الارهابية المجرمة واقتحامها للمدن والقرى والقصبات بما انعكس بشكل خطير على بعثرة واضطراب المؤسسات التربوية فيها وهو بذلك قد أدى الى تأخير الزمن والأخلال بالوقت المقرر لتنفيذ مفردات المناهج والتدريسات في مختلف مراحلها,لتكون تلك الأوضاع اضافة سلبية اخرى لما تعانيه المؤسسة التربوية من مشاكل وعقبات متراكمة اثقلت كاهل الوزارة والدولة والمجتمع التربوي بل والمجتمع العام برمته.

هكذا بدأت هذه السنة الدراسية وهي محملة بالكثير من المشكلات ومازالت تتعلق بها اذيال لقضايا عديدة مثل كثرة الامتحانات وازدحام الطلبة وضيق ابنية المدارس والتأجيلات المتكررة للبدء بالدوام الرسمي وغيرها الكثير...

أن نجاح العملية التربوية يتوقف على همة جميع المشتغلين بالقطاع التربوي اضافة الى مساعدة القطاعات الاخرى من مؤسسات الدولة والمؤسسات المجتمعية الاخرى من العائلة والبيئة والمجتمع.ويترتب على كاهل الكوادر التربوية والتعليمية مسؤوليات جسيمة ينبغي القيام بها على اكمل وجه ابتداء من ادارات المدارس والمعلمين والمدرسين.وذلك يجب أن لايعتمد فقط على الألتزام بالجانب الوظيفي وتنفيذ الواجبات الروتينية المملة, انما لابد من تثوير الضمير وتحريك الجانب الخلقي والانساني والشرعي والاجتماعي وضرورة الانطلاق من الحرص الحقيقي وترجمة ذلك بتفكير علمي رصين اساسه التخطيط والبرمجة والدقة والصبر والموضوعية والعقلانية,بما يحقق النتائج المرجوة وخدمة المسيرة التربوية بشكل عام .

أن المدرسة هي المؤسسة التربوية التي تمثل صورة المجتمع بكل فئاته واطيافه ومكوناته.وإذا كان المجتمع العراقي قد تأثر بشكل كبير جدا بالتقلبات الامنية وأضطرابها في مناطق كثيرة وانتقل ذلك تلقائيا الى الابناء ليعكس احواله وصوره على نفسياتهم وسلوكياتهم فلابد أن ينتبه التربويون الى هذه المسألة.ويأخذوها بعين الاهتمام.وأن لايتعاملوا بطريقة فوقية وكأنهم ليسوا من هذا الواقع .فيأتون بالمثاليات ويصعبون الامور ويؤكدون على أشياء هم انفسهم يعرفون انها صعبة التحقيق..لذا نرجوا ان يتعامل الجميع بواقعية وأن يعمل على ما نحن فيه من حال وكما يقول المثل الشعبي ( نشتغل على ماهو موجود) مع التأكيد على احترام سياقات العمل الثابتة وتنفيذ مفردات المباديء العامة والاساسية والحفاظ على اخلاقيات العمل بما لايفقدنا اساسيات العمل التربوي .