رغم أتفاق الوقفين الشيعي والسني رسميا .... العراقيون يفشلون بـ "الوحدة" في تحديد بدء شهر رمضان

بغداد – أطل شهر رمضان الحالي على واقع عراقي مرير هو واقعا نتيجة مباشرة للإحتلالات الأمريكية والبريطانية والإيرانية للبلاد، وخططها لتدمير الوحدة الوطنية والدينية للمجمتع العراقي، وبرعاية بعض وسائل الإعلام العراقية التي تسعى لإشاعة الفرقة والتشرذم في المجتمع العراقي.

فقد أنقسم العراقيون في تحديد موعد بدء شهر رمضان المبارك، على الرغم من محاولات بث روح الوحدة من خلال الإتفاق بين الوقفين الشيعي والسني على توحيد بدء شهر رمضان المبارك. حيث صام البعض في الموصل والأنبار وعدد من المحافظات يوم الجمعة بعد فتوى رجل الدين المقيم في العاصمة الأردنية عمان عبد الملك السعدي بضرورة أتباع السعودية في تحديد هلال شهر رمضان العام الحالي وتراجعه عن الفتوى بعد ساعات، مما أدى لحدوث حالة من الأرباك، حيث قرر البعض الإبقاء على الفتوى وإعتبار أول أيام شهر رمضان الجمعة في حين قرر الآخرون الإنصياع لكلام السعدي الثاني وبدء شهر رمضان اليوم السبت.

فيما أنتقد عراقيون قيام بعض وسائل الإعلام بالترويج لهذه الفتنة والتركيز عليها خدمة لمخططات سرية ترعاها هذه الفضائيات، حيث خصصت تغطيات صحفية تؤكد على الإنقسام وتؤسس له من خلال اللعب على الوتر الطائفي.

وكان الوقفين الشيعي والسني في بلاد الرافدين أتفقا على توحيد بدء شهر رمضان العام الحالي، فيما أعتبرته بعض القوى الدينية بأنه تدخل السياسة وحكومة نوري المالكي في القضايا الدينية والفتوائية لتحقيق أغراض سياسية.

وأبدى مواطنون في كربلاء ارتياحهم من هذا التوافق، عادين هذا التوافق الذي يحدث لأول مرة منذ عقود بأنه "فأل حسن" لاستقرار البلاد. وقال الصحفي علي خضير: "منذ وعيت على الدنيا قبل 27 عاما لم أعش لحظة المصادفة هذه توافق الطائفتين الشيعية والسنية على موعد موحد للمناسبات الدينية، كما حصل مع شهر رمضان هذا العام"، إن إعلان الوقفين الشيعي والسني اليوم السبت أول أيام رمضان "نعده فألاً حسناً بكل تأكيد وبداية لنهاية الاختلاف والخلاف حول رؤية هلال لتحديد الأشهر القمرية وإعلان المناسبات الدينية".

فيما تقول الموظفة زينب حسين: "في كل مناسبة دينية دائما ما نقول اليوم للسنة وغدا للشيعة، ولكن يبدو إن رمضان هذا العام سيلغي ذلك"، مضيفة "أمر جميل أن نتوحد، ولذلك علينا أن ندعو كثيرا لكي تقوى الوحدة العراقية لأن ديننا واحد وبلدنا واحد وإن اختلفت الاجتهادات".

وكان الشيخ علي الربيعي المتحدث باسم المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض، أعلن أن مكاتب المراجع الدينية في مدينة النجف، وهم (السيد علي السيستاني، والشيخ محمد إسحاق الفياض، والسيد محمد سعيد الحكيم، والشيخ بشير النجفي)، حددت اليوم السبت أول أيام شهر رمضان المبارك. فيما أكدت هيئة الرؤية الشرعية التابعة للوقف السني، أن اليوم السبت هو أول أيام شهر رمضان المبارك، لعدم ثبوت رؤية الهلال مساء الخميس، وهو أيضا ما أعلنه الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الكردستانية مريوان النقشبندي بأن اليوم السبت هو أول أيام شهر رمضان.

وقال رجل الدين مهدي الأسدي إن الأمر ليس خلافا بين الشيعة والسنة "بل في طريقة احتساب رؤية الهلال وتحديد الشهر، وهذا اجتهاد يعود للمجتهد نفسه والذي يتحمل مسؤولية اجتهاده".

وتابع "الأمر لا يخضع للأمزجة الشخصية وإنه إذا الطائفة السنية حددت يوما لمناسبة دينية ما فإن على الطائفة الشيعية أن تحدد يوما آخر، بل هو أمر شرعي تم الأخذ به من القرآن والأحاديث النبوية وأحاديث أهل البيت عليهم السلام".

وأشار المواطن سلام حميد إلى أن "الأمر وصل إحدى السنوات إلى الاختلاف بأكثر من يومين، فقد كان الفرق في رؤية هلال شهر رمضان بين الشيعة والسنة يومين، وهو ما وضع الحكومة الاتحادية في موقف حرج إذ أصدرت بيانا في نهاية شهر رمضان جاء فيه أن العيد يبدأ مع السنة وينتهي مع الشيعة، وقد كان العيد الأطول في حينها إذ بلغ خمسة أيام".وأستدرك حميد "أنها نعمة أن نجد أنفسنا قد أعلنا الرؤية الموحدة للهلال، وعسى أن لا نختلف في تحديد رؤية هلال العيد".

من جانبها نفت لجنة الأوقاف الدينية في البرلمان العراقي وجود صفقة سياسية وراء توافق الوقفين الشيعي والسني، وإعلان الوقف السني، اليوم السبت اول ايام رمضان في العراق. وقال عضو لجنة الاوقاف الدينية وليد المحمدي ان "رؤية الهلال في العراق غير ممكنة من الناحية الفلكية لليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام، وهذا ما أكدته الهيئة الشرعية لرؤية الأهلة المشكلة من قبل ديوان الوقف السني، وهي هيئة رصينة ومهنية ومعتبرة، وقد أعلنت عدم رؤية الهلال في العراق ونحن ملتزمون بما أعلنت".

ونفى المحمدي "إدعاء بعض الفضائيات بأن هناك صفقة سياسية وراء إعلان يوم السبت أول أيام شهر رمضان المبارك"، داعيا المسلمين في العراق الى "اخذ فتوى الصيام من المراجع الفقهية المعتبرة في العراق، ولا يأخذوها من القنوات الفضائية التي لا تهتم بأمر الإسلام والمسلمين ولا حتى بشهر رمضان والتي لايهمها سوى توقيتات عرض مسلسلاتها وبرامجها التلفزيونية التي اقل ما توصف به بأنها بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقنا الإسلامية والعربية الأصيلة".