فضائح السياسة الأمريكية في الوجود الداعشي

ثمة أسئلة بعضها منطقية وأخرى تبدو بشيء من السذاجة عندما تخلط أوراق اللعبة وتلعب ال C I A بالألفاظ السياسية وعلى لسان صقور البنتاكون ومراكزالقرار السياسي البراغماتي في تضليل الشعوب في التشكيك بنواياها الطفيلية المبنية أساسا على أمتصاص نفوطها لأدامة حركة ترسانتها العسكرية ومئها منابع الطاقة في الشرق الأوسط ، وخصوصاً أنّ لها ملفاً أسوداً وذكرياتٍ مُرّةٍ مع الشعوب المقهورة : ففي 1833 أحتلتْ دول من أمريكا الوسطى بواسطة عملائها من الأنقلابيين العسكريين ، و 1953 الحرب الكورية ، و 1961 التدخل في كوبا ، وفي 1967 ساعدت أسرائيل لوجستياً وعسكرياً في أحتلال نصف المنطقة العربية ، و1975 الحرب الفيتنامية ، 1982 الحرب اللبنانية ، 1990 حرب الخليج ، و1991 قصف العراق وفرض الحصار الأقتصاي الظالم في تجويع الشعب العراقي بسبب نظامهِ العدواني و 2003 أحتلال العراق بحجة الأسلحة المحذورة ، ومن المؤكد أنّ "العراق " ضمن هذهِ الخارطة المطلوبه لذا نطرح هذهِ الأسئلة : س /هل أعلان أمريكا الحرب على داعش تمثيلية من نوع التراجيديا السوداء ، أم التراجيديا الملهاة المضحكة المبكية ؟ س/هل دعوة أمريكا لمحارة داعش أم أحتلال العراق ثانية وأستنزافهِ ؟ س /هل أمريكا معنا أم علينا ؟ وهل عادت أمريكا للعراق ثانية ؟ ج- للحقيقة اليوم أنّ أمريكا قد أنكشفتْ أوراقها بسبب تنامي تيار قوى اليسار الديمقراطي اللبرالي في العالم وخاصة في أمريكا الوسطى وحتى في بعض دول أوربا الغربية ، وشعوب الشرق الأوسط – المستهدفة أساساً ومنذ قرون رفعتْ شعارات مناوئة لأمريكا { أمريكا عدوة الشعوب ، أمريكا الشيطان الأكبر ، أمريكا الأمبريالية } فأصبحت بنظر شعوبنا المقهورة (فايروس أيبولا ) وسونامي وطوفان حين تتقمص كل هذا الكم من السلبيات والتداعيات الخطيرة ببراغماتية وميكافيلية مقيتة ، وبتجاربنا السياسية معها والمطبات التي أوقعتنا بها خصوصاً خلال العقد الأخير من هذا القرن المأساوي ، وبتحليل الخبراء الأستراجيين أنّ أمريكا تنوي على تغيير الخارطة القديمة لسايكس بيكو ألتي رُسِمتْ في غفلةٍ منها ألى خارطة جديدة حسب متطلبات أسرائيل في تقسيم المنطقة ، وأليك هذهِ الحقائق من وثائق الأرشيف الأمريكي وحلفائها :
1-أقامت واشنطن – في مطلع سبتمبر2014 - مقر قيادة في الكويت وبحر الخليج لضرب داعش كما تدعي ، وهذا يعني أنها مُقدِمة على أستراتيجية طويلة الأمد ، لأرجاع شرطي الخليج وأستعمال العصا الغليظة وعرض العضلات ، وأكثر من خمسين يوماً وأمريكا أخذت دور المتفرج بالوقت داعش يتمدد ويحاصر !!! وبعد ثلاثة أشهرمن أحتلال داعش للموصل في 10-6-2014 أحتلت أجزاء من الرمادي وتكريت وصلاح الدين نتيجة خلل في هيكلة الجيش العراقي ونقصٍ في التدريب والأسلحة وخيانة بعض القيادات العسكرية وفترة تبادل موقع رئاسة الوزراء .
2-وفي 20-10-2014 ولعدة مناسبات يصرّحْ " كيري " وزير خارجية أمريكا - وبعد خراب البصرة – على العراقيين أن يقاتلوا داعش لوحدهم ، ويتبعهُ الرئيس " أوباما " بالقول : لا توجد في العالم دولة تقاتل من أجل تحرير غيرها !!! وأنهُ كلام خطير من رئيس منافق ألم يقاتل الحلفاء في الحربين العالميتين في تحرير الشعوب والدول المحتلة من النازية والفاشية ؟ ألم تحرر أمريكا الكويت من البعث الصدامي ؟ ، نعم سيد كيري هذا واقعاً صحيحاً عندما يدافع أهل البلد عن أعراضهم وتربتهم ووجودهم ولكن هل ألتزمتم بمواثيق الشرف في بنود الأتفاقية الأستراتيجية الموقعة بيننا في 2011 ؟ كلا ، وهل نفذتم تسليم صفقة الأسلحة الأمريكية المدفوعة الثمن ؟ ولعلمك يا سيد كيري أنّ العراقيين لهم تأريخ نضالي طويل في مقارعة الأجندات الخارجية لترسيم خرائط مشبوهة في المتغيّرات السياسية في المنطقة ، وذاكرتنا العراقية تحكي أرشيفنا الوطني حين حاربنا الأنكليز وأحلافهُ المشبوهة في ثورةالعشرين ، وثورة تموز 1958 التصحيحية ، وخبر عاجل عاجل السبت 25 10 2014 تَمّ تحرير 80 % من جرف الصخر- القلعة الحصينة لداعش وحلفائها – بالجيش العراقي والحشد الشعبي والجهد الجوي العراقي بدون { مساعدة طيران الأمريكي والجلفاء} .
3- وتصريحات الرئيس " أوباما " المخيبة للآمال أنّ القضاء على داعش سيطول أكثر من ثلاثة سنوات !! وأضاف : أننا لم نتوقع قوة داعش كأننا نصطدم بجدار خرساني !! عجيب هذا هراء وضحك على الذقون فهل داعش تمتلك حاملات طائرات ؟وغواصات نووية وطائرات شبح وقواعد ثابتة ومتحركة وترسانة حربية كونية الكترونية ، بل فازت منكم بالضوء الأخضر لأجتياح العراق ، وألا يستغرب الموصليون عدم قصف أستعراض عسكري للدواعش بتأريخ 20-10-2014 في المدينة بمشاركة العشرات من سياراتهم المسلحة ، والأكثر أستغراب عدم قصف أرتال الصهاريج المحملة بالنفط العراقي المسروق وهي تسير بكل حرية الى الحدود لبيعها ، وبأعتقادي أنّ هدف أمريكا منذ 20 سنة تسعى ألى مخطط تقسيم المنطقة والعراق لخلق الفوضى والضبابية لتمرير قوة داعش .
4- نشرتْ صحيفة التايمز البريطانية الخميس 16 -10 2014 مقالاً بعنوان{ ما هو التوازن الذي تريدهُ امريكا قبل تقسيم العراق؟} وأضاف مراسل نفس الصحيفة (أنتوني لوند ) في مقال نشرتهُ السبت 18-10-2014 بعنوان {الحرب في سوريا أحيّتْ القاعدة في العراق } ، وأضاف لوند : أنّ أمريكا سعتْ الى تشكيل منظمة من شباب عراقيين سُنة متشددين وهم مسجونين – صدفة أو بطريقة مقصودةٍ – مع أبي بكر البغدادي بين 2001-2010 ، فقامتْ بعملية أطلقتْ عليها { تكسير الجدران } في العراق بفتح 8 سجون وأخراج 500 من عتاة المجرمين الأرهابيين والذين قاموا بمجمل العمليات الأنتحارية في العراق ، وختم لوند مقالهُ بأنّ عدد العمليات الأنتحارية أزدادتْ لتصل ألى 30 عملية أنتحارية في الشهر ، وجاء تأييد فكرة المقال على لسان " هيلاري كلنتون " وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وبأكثر من موقف وتوثيق : بأننا وسعنا قاعدة المتشردين والمتشرذمين بأسم الدين حيث وسّعنا قاعدة الأرهاب بأيدينا في الخناق عليهم وحصرهم في سوريا لذا أحتلوا الموصل في 10-6-2014 ، وفي كتابها { خيارات صعبة } حيث فجرتْ مفاجأة من العيار الثقيل : بأنّ الأدارة الأمريكية هي التي ساعدتْ على تأسيس ما يسمى بالدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام من أجل السيطرة على الشرق الأوسط ، وأضافتْ: وشعرتْ أمريكا بالأحباط الشديد بزوال نظام الأخوان في مصر التي خيّبتْ آمالنا وكنا نخطط بعد مصر السيطرة على الخليج والمغرب العربي لكي تكون منابع النفط تحت أيدينا وكان ذلك في 5-7-2013 وزرتُ 112 دولة لحشد التأييد ---- تلك هي الفكرة الجهنمية لهذهِ المرأة الشيطانية { المصدر / كتاب الخيارات الصعبة – مواقع خبرية مثل بالعربية ووئام وCNN والموسوعة الحرة }
5- وأنّ شركات السلاح الأمريكية حققتْ أرباحاً هائلة حين قال الكاتب البريطاني( روبرت فيسك ) أنّ السفن الحربية الأمريكية أطلقتْ صواريخ توماهوك تقدر ب 8-65 مليون دولار يومياً ، وهي أيماءات خفية من أن العراق يدفع ثمنها ولكن أحسن وزير خارجيتنا بقوله: ليأخذوا ثمنها من الدول التي رعت الأرهاب وأرسلتهُ لنا .
6- ومعركتنا مع داعش شخّصتْ أعداءنا الأقليميين عندما صرح وزير خارجية روسيا ( سيرجي لافروف ) في 24- 10-أنّ المعلومات التي تمتلكها أجهزة الأستخبارات الروسية أكدتْ أنّ دولة خليجية – لم يسميها ونحن نعرفها هي السعودية - بتجنيد الأنتحاريين وترسلهم ألى العراق وسوريا ، وكانت وجبة منهم 1500 شيشاني لتنظيم داعش ومنحتهم أقامات في عديد من الدول لغرض تنفيذ عمليات أرهابية .
واخيراً أنّ الشعب العراقي وجيشهُ الباسل وقوى الحشد الشعبي المجاهد والعشائر الغيورة التي أكتوتْ بنيران الجهلة الظلاميين لقد أمتصوا وأستوعبوا وتجاوزوا : الصدمة " هْم اليوم يمسكون زمام المبادرة في عملياتٍ أستباقية في التحرير ومسك الأرض وما تحرير جرف الصخر يوم السبت 25 -10-2014 وبدون غطاء جوي دولي، ومناطق العظيم ومناطق واسعة من تكريت وصلاح الدين ونحن في نهاية أكتوبر وبشائر تحرير وطننا العزيز بالكامل سيكون قريبا جداً وتفاءُلي نابع من أنّ داعش قد وحّد تْ العراقيين وأشعرتهم بعدوهم المشترك وبشكل صور جميلة ومشرقة في تلاحم جميع الشعب لمحاربة المحتل .