اردوكان وأحلامه العثمانية

تناقلت الاخبار اليوم خبرا مفاده ان مصر قررت منع مرور الشاحنات والسفن التركية عبر الاراضي والمياه المصرية الى دول الخليج ابتداءا من الربيع المقبل..وهذا القرار يعد اول صفعة مصرية سيسية على وجه اردوكان وسياسته الحشرية في المنطقة والبلدان والتجاوز على سيادة البلدان المستقلة..

علما ان تدخل اردوكان في العراق اكثر بكثير من تدخله في مصر بل ان اردوكان هو من يرعى عش الارهاب ليتم التفقيس في حجره ومن ثم يدفعه باتجاه العراق وسوريا لينشر الدمار والفوضى في هذين البلدين..

منذ مجيء هذا الرجل للسلطة في في تركيا ونحن نلاحظ الهوى العثماني يداعب اهواءه من خلال كل تصريحاته وخطبه ولكنه هذه المرة بغطاء اخواني سلفي لكي يمرر سياساته واطماعه وحلمه في اعادة المجد العثماني لتركيا والتسلط من جديد على مقدرات الشعوب في المنطقة..وبعد سقوط الاخوان في مصر ركب حمار الدواعش وكشر عن نواياه وأطماعه في سلب ثروات المنطقة ونفطها عن طريق عصابات ومافيات الارهاب العالمي..

تركيا الان تعاني ضائقة اقتصادية وسياسية بسبب هذه السياسة الاردوكانية التي افقدتها جميع اصداقائها ولم يبقى لها سوى قطر واسرائيل وازداد تخبط سياستها الخارجية والداخلية ففي الداخل تركيا مقبلة على فوضى وازمات كبيرة وكثيرة وهي ايضا تتهم دول خارجية بالتدخل بشؤونها ونسيت انها هي من تدخل في شؤون الاخرين..وقبل مدة وجيزة عُثر على مخازن اسلحة ومتفجرات داخل الاراضي التركية جميعها تابعة لتنظيمات ارهابية..

وحسب بعض الاستطلاعات خمسة وخمسين بالمئة من الشعب التركي الان يؤمن بان دولته وحكومته هي من تدعم وتساند داعش وجميع التنظيمات الارهابية في المنطقة اي ان الشعب التركي بات يعرف ان لحكومته اليد الطولى في خراب العراق وسوريا..واردوكان يطمح الى تحقيق حلمه في الامبراطورية واعادة المجد العثماني ولكن العصى التي يتكأ عليها هي عصا مكسورة من الوسط صنعت في اسرائيل بطلاء اخواني سلفي وهذا ايضا اصبح معلوم ومعروف للجميع..

لكن الملفت ان الحكومة العراقية لازالت تغض الطرف عن هذا التدخل السافر في شؤون العراق الداخلية ولم تحرك ساكن ماعدا كلمات خجولة هنا وهناك وكأن الامر لايعنيها كثيرا ولازالت الحدود العراقية مفتوحة الابواب والشبابيك لعبور الشاحنات التركية الى العراق ولانعلم ربما هذه الشاحنات المسمومة هي من تحمل لنا القتل والدمار اليومي ويتم فيها تهريب الارهابيين وأسلحتهم للعراق ومدنه..

اليوم وقد اصبح الامر مكشوفا لعامة العراقيين بان تركيا هي الملاذ الآمن لمرور الارهابييين وتدفقهم الى العراق وسوريا من خلال الحدود التركية المفتوحة لكل من يريد ان ينتحر في العراق وسوريا وبالمقابل لانرى اي رد قوي وحاسم من قبل الحكومة العراقية اتجاه هذا الاستهتار الاردوكاني وتجاوزه كل الخطوط والوانها ولا ندري ماذا تنتظر حكومتنا لاتخاذ قرارات صعبة وحاسمة..

فاذا كانت حكومة السيسي في مصر صفعت اردوكان على وجهه بمنعها مرور الشاحنات والسفن التركية عبر اراضيها الى دول الخليج فلماذا لانرى صفعة عراقية شجاعة وحاسمة توجه لاردوغان وسياسته من قبل الحكمومة العراقية لتسقط ساياساته العثمانية والداعشية وتحمي بلادنا من شروره.. ام ان سيسي العراق لم يأتي بعد؟ توقعنا على الاقل ان هناك تغيير في اسلوب وزارة الخارجية لتكون اكثر نشاطا وشجاعة وتسمي الاشياء بمسمياتها ولكن لحد هذه اللحظة نلاحظ انها تعيش نفس الخمول ونفس اللا ابالية اتجاه مايتعرض له العراق من هجمة شرسة من بعض دول الاقليم..