مرت على بلدنا فترة الاحتلال العثماني التي دامت اكثر من 400 سنة ، وسميت بــ (الفترة المظلمة ) ، نظرا لما وقع الكثير من التخلف الفكري والاضطهاد الاجتماعي والسلوكيات المنحرفة . يروي المؤرخين وعلماء الاجتماع بان الناس في تلك الفترة اختلطت عليهم امور دينهم ودنياهم ، وأصبحوا يتركون الصواب وينتهجون السلوك الخاطئ وهم على علم بأنه عمل باطل ، ولعل تلك الافعال لازالت مستمرة في مجتمعنا الحالي ..
لم نرث من الاحتلال العثماني إلا بعض المدارس الحكوميه وأكثرها مسيحية ويهودية ، ولم نرث إلا التعليم على طريقة ((الملة )) التي يتذكرها بعض كبار السن لأنهم عاصروها . واهم ما يتذكرونه في تلك الفترة طريقة (الفلقة ) التي يعاقب فيها المعلم تلاميذه ، لكن بعد افتتاح المدارس الحكوميه في بدايات القرن العشرين ، وأصبح التعليم متاحا اكثر ، وتحولت العقوبة من (الفلقة ) الى الخيزران والعصا وثم (الصونده) وغيرها من الطرق المبتكرة التي تستخدم في هذه الايام .
لا ندري هل نحن مع الازدهار والتطور العلمي الذ ي حصل على مستوى العالم ام مع طريقة (المله) التي يُعاقب فيها التلاميذ ، ولا يعرف المعاقب أي ذنب اقترفه سوى انه كان احد طلاب صف حصل فيه خطأ او تجاوز من احد طلابه ، الذي يزيد عددهم على الاربعين وعلى الجميع ان يتحمل العقوبة ، وهذا مشكل اخر تتحمله الحكومة بسبب اهمالها في عدم بناء المدارس .
كلنا مع المعلم وطرقه الابداعية ان استطاعت ان توصل المعلومة بكل يسر وسهولة من دون الحاق الضرر به او بالتلميذ ،لكننا لسنا مع الاثار السلبية لضرب الطلاب على المعلم نفسة فضلا عن تلاميذه ، وكل المؤشرات تدل على ان من يقسوا على طلابه يتأثر بهم نفسيا ولا يسيطر على سلوكياته ، وقد تحصل له امراض مزمنة من جراء ذلك ،بالإضافة الى الاذى النفسي للمُعافب .
لابد لنا من دراسة هذه الحالة او المشكلة التي تركتها كل دول العالم ماعدا المتخلفة منها ، وان نعرف هل ان المتفوقين دراسيا ادى ضربهم الى التفوق العلمي ؟ وكلنا يعلم ان معظم المجرمين قد ضربوا في طفولتهم ولم يفلحوا في الدراسة طبعا ، وما نحن ببعيدين عن اسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحة ، ان كنا مسلمين ،على الطريقة المحمدية وليس على الطريقة العثمانية البالية ..
|