اعدموووووهم !

أعضاء مجلس النواب لطالما عبروا عن استيائهم من تعطيل دورهم التشريعي ، والإعلام العراقي بابتعاده عن استخدام مفردة "المشرع "عندما ينقل تصريحات النواب ، كأنه هو الآخر  يسهم  وربما من دون قصد  في تكريس غياب التشريع والمشرعين  خلال الدورات التشريعية السابقة  وسط حاجة "العراق الديمقراطي" الى قوانين جديدة لإدارة الدولة حسب الأصول ، لكن بعض القوانين دخل في إدراج النسيان ، واعلن مسؤولون وسياسيون ان  ثمانين بالمئة من قرارات  وتشريعات مجلس قيادة الثورة ، مازالت سارية المفعول ، بوصية بريمر عندما  قرر العمل بها لحين  تشريع اخرى جديدة بديلة .
دعاة السيادة  والاستقلالية  بعد انسحاب القوات  الأميركية  بجهود المفاوض العراقي الجبارة وضربات المقاومة كما يقولون ،  امتلكوا سلطة  القرار ، وفشلوا في الغاء وصية بريمر ، وعزوا الأسباب الى وضع العصي في  عجلة التقدم ، المتجهة نحو ضمان حياة سياسية مستقرة ،  وبالشواهد والواقع والأحداث ، خلال سنوات عجاف سابقة  تحولت العجلة الى "عربانة" تثير السخرية والرثاء ، لا توجد قوة قادرة على دفعها او تحويرها الى "ستوتة" .      
في مواسم ما يعرف بالربيع السياسي في أشارة الى تجاوز الخلافات وتسويتها بقاعدة تقاسم المواقع والمناصب  على مقاسات المثلث الشيعي الكردي السني ،  ترتفع الأصوات المطالبة بإجراء إصلاحات فورية في السلطات الثلاث في محاولة  لتجاوز أخطاء الماضي ، ويأخذ كل طرف حقه ،  وبما ينسجم مع حجم تمثيل مكونه الاجتماعي، وحين تهب عواصف غبار الخلاف يبدأ الحديث عن التهميش والإقصاء ، وهناك من  يتعمد فتح الملفات القديمة ، لدعم موقفه ، فيوجه الاتهامات للشركاء ،مع إصرار على استعراض "المظلومية " وتأكيد حق الاغلبية في حكم الاقلية ، فتتبدد نسمات الربيع ،ويتصدر الخلاف المشهد ، فتنعكس تداعياته على الأوضاع الأمنية ، تجسدت باحتلال داعش على   مدن عراقية كبيرة ، وبات الإرهاب يهدد امن البلاد والمنطقة .
يوم قال احد المسؤولين في النظام السابق "اعدموهم" في قاعة الخلد ، دخل العراق في منعطف خطير ، كانت له مقدمات  بتصفية  وملاحقة القوى الوطنية ، لتوطيد وتكريس حكم الفرد ، فشهدت البلاد تفاصيل مآسي  الحروب ، وانتقلت التركة الثقيلة الى المرحلة الحالية ، وظلت  القرارات والقوانين السابقة ، سارية المفعول ، بانتظار خطوات إصلاحية ،  بجعل العلمية السياسية  تركب "الستوتة " وتتجه الى هدفها المنشود بكل راحة وأرحية ، وبدعم جماهيري ورغبة في التخلص من تعاسة الماضي  القديم والقريب ، بقوة  الغاز  ونابض الإرجاع ، قاعدة عمل رشاشة الكلاشنكوف.
هل يحتاج العراقيون اليوم الى شخص  يقول" اعدمووووووووهم " ام الى اتفاق سياسي على كل الملفات الشائكة؟  للعيش في أجواء الربيع السياسي ، الفصل الملائم لدفع "الستوتة" وهي تحمل القادة السياسيين  لتصل بسلام الى المنطقة الخضراء لعقد اجتماع تاريخي  لتقرير مصير البلاد فيحققوا لأنفسهم في اقل تقدير الأجر والثواب وبعث الأمل في نفوس أبناء شعبهم بان المرحلة الجديدة  لا تحتاج الى من يقول اجتثوهم او اعدموهم بقوة الغاز ونابض الإرجاع .