الحسين قتل بسيف جده!.. |
فكر منحرف روج له تبريرا لما لا يمكن تبريره، وهو قتل سبط رسول الله الحسين (عليه السلام) مع أصحابه، وأنتهاك حرمة الرسول، وسبي محارمه، لم يكن على يزيد أن يفكر في مخرج، ففي بلاطه يجتمع الكثير من وعاظ السلاطين، كالكلاب الجائعة حول القصاب. فالحسين خرج عن أمام زمانه، شارب الخمر، الفاجر الزاني، يزيد أبن الطلقاء! نعم فهذا ما فسروا به آية الولاية، وعلى تفسيرهم كان على إبراهيم أتباع النمرود وموسى فرعون، وكذلك بقية الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، فهؤلاء الطواغيت كانوا ولاة أمرهم! مبدأ مريض، أختار بعضهم تصديقه خوفا وضعفا، والآخرون طمعا بما قد ينعم عليهم السلطان، والبقية حبا في العبودية لبني جنسهم على عبودية الله، هذا هو الإنحراف الذي أراد يزيد وزبانيته أحداثه في الإسلام، وهو ما دعا الحسين (عليه السلام) للخروج الى كربلاء، {إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي}. لهذا تآلب عليه عبيد السلطان، وظنوا أنهم بقتله نجحوا في حرف الدين الإسلامي، ولكن دماء الحسين وصحبه (عليهم السلام) كانت شرارة ثورة لم تخبوا منذ آلاف السنين. بعد كربلاء، توجه جيش يزيد إلى المدينة ودخلها بواقعة الحرة، فأستحلها ثلاثة وأرتكب جنده فيها مالم يرتكبه المغول في بغداد، من سلب وقتل وإغتصاب، ولم يرحل منها إلا ان بايعه أهلها على أنهم عبيد له يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، فمَن امتنع من ذلك قتله، وبعدها أمر برمي الكعبة المشرّفة بالمنجنيق حتّى إحترقت أستار الكعبة. قد يستوعب العقل السليم، أن ثورة كثورة الحسين (عليه السلام)، بما تحمله من قيم ومبادئ، والأستعداد للتضحية بالنفس والذرية والأصحاب المخلصين في سبيل الدين الإسلامي، لا بد لها من الخلود، ولكن ما لا يقبله العقل هو الدفاع عن شخص كيزيد، الذي لا يعلم أحد أين قبره أصلا، ودولته مع ما تمثله تلك الدولة من مفاسد وأبتعاد عن الإسلام. السبب المنطقي، هو أن الدفاع عما يمثله يزيد ودولته، كان من حكام رغبوا أن يكونوا كيزيد بفسقه ومجونه وإستعباده للناس، لهذا فهم دائمي المحاربة لثورة الحسين وأصحابها . اليوم أحفاد يزيد نمو في الأرض كالدغل الشيطاني، وجمعهم حقدهم الأعمى، والرغبة في إخماد ثورة الحسين، فهاجموا العراق كالجراد، ولكنهم صعقوا بما رأوه من احفاد الحسين، وأن أرادوا أن يعيدوا كربلاء، سيعيد أليهم جند الحسين كل البلاء.
|