ما خفي عن المطبرين ... المنشور الأخير بخصوص هذه المسألة..بقلم/ عاشق الانسان


إلى من يرى استحباب التطبير وأن فيه طاعة لله سبحانه وتعالى

بعد ان أبرئت ذمتي وخاطبت أخوتنا في الدين والمذهب أتباع السيد مقتدى الصدر وبينت من خلاله موقف الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) بخصوص هذه المسألة.

رأيت من الضروري إبراء ذمتي من خلال مخاطبة باقي الجهات التي ترى استحبابية التطبير ...

أقول لأخوتي في الدين والمذهب ممن يرى استحبابية التطبير ويرى أن القيام بهذا العمل فيه طاعة لله سبحانه وتعالى إنكم حينما تقولون ذلك أكيد ترجعون بهذا القول إلى من تقلدونه من مراجع الدين وهناك من نقل لكم أنهم يرون استحبابية التطبير وأن من يقوم به يثاب عليه لأن فيه طاعة لله سبحانه وتعالى...

وهنا يوجد ثلاثة احتمالات :

الاحتمال الأول : أنكم متوهمون ولم تأخذوا أحكامكم من المراجع الذين ترجعون إليهم بالتقليد مباشرة أو من ثقاتهم بل أخذتم هذا من الرواديد وبعض الخطباء الذين لا يمكن الأخذ بقولهم لأنهم لم يبلغوا درجة الاجتهاد.

الاحتمال الثاني: إن جواب بعض الفقهاء كان ضبابيا وذلك بسبب التقية التي يتخذها بعض المراجع وخشيتهم من ردود فعل عوام الناس كما حصل مع المرجع الديني أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره) في سنة 1348هـ حيث قام أحد زعماء التطبير واسمه علي القمي بذبح ابن المرجع الأصفهاني وهو ساجد في صحن أمير المؤمنين (عليه السلام) ورمى رأس الإبن في حجر أبيه وهو يصلي ! راجع نجفيات علي محمد علي دخيل، وعبد الإله الصائغ.

وتوجد حادثة انقلها لكم ليس كدليل بل شاهد ... سألت أحد وكلاء السيستاني بخصوص التطبير وبعد كلام بسيط قال لي أن  السيستاني يرى حرمة التطبير وحينما سألته لماذا لا تبلغوا الناس بذلك قال نخشى من ردة فعلهم .

نكمل بخصوص بيان ممن تكون التقية هل تكون من الأعداء فقط أم من عوام الناس ايضا تجب التقية .... ألخ

جاء في مسائل وردود الجزء الرابع حيث يبين الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) جزء مهم من مسألة التقية :
مسألة (15) : ورد في الرسالة الاستفتائية ( الجزء الثاني سؤال عن يوم النوروز ) وقد وردت اجابة سماحتكم بأن لا علاقة له بالدين , وان الائمة (ع) لم يعلنوا بطلانه تقية , مع ان المعروف ان العامة لا تعيد في هذا اليوم وتعتبره من الاعياد الفارسية .
وبما ان الفرس كان اغلبهم شيعة لآل البيت (ع) فما قضية التقية في هذا المورد. واضافة إلى ذلك هناك روايات تؤكد صيام هذا اليوم استحباباً ؟

بسمه تعالى : هذا جهل بمعنى التقية فان كل ما لا يوافق عقول عامة الناس يكون التصريح به مخالفا للتقية بهذا المعنى. والصيام مستحب على أي حال في اغلب ايام السنة.

وللبيان أكثر بخصوص التقية ... عن أبي عمرو الكناني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا عمرو أ رأيتك لو حدثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك بأيهما كنت تأخذ قلت بأحدثهما وادعُ الآخر فقال قد أصبت يا أبا عمرو أبى الله إلا أن يعبد سرا اما والله لئن فعلتم ذلك إنه لخير لي ولكم وأبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية. الكافي ج2 ص218

الاحتمال الثالث: أن بعض الفقهاء (حفظهم الله) يرى استحبابية التطبير ويرى أن القيام بهذا العمل فيه طاعة لله سبحانه وتعالى وفيه ثواب كبير وأقول لهؤلاء الفقهاء (حفظهم الله) أنتم أدرى بالحكم الشرعي لذا لن أناقشكم فيه لأني دون هذا الأمر ولكن أقول:

أين انتم من منهج القرآن الصامت والناطق قال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) البقرة 44

قال الشيخ الطوسي (قدس سره) في تفسير قوله تعالى : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "

المعنى : كل طاعة لله تعالى ، فلا خلاف أنها تسمى برا .... . التبيان في تفسير القرآن ج1 ص197

وأين أنتم من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما أمرتكم بطاعة إلا وقد ائتمرت بها ولا نهيتكم عن معصية إلا وقد انتهيت عنها. تأويل الآيات الظاهرة ص124

وعنه (عليه السلام) قال: إني لأرفع نفسي أن أنهى الناس عما لست أنتهي عنه، أو آمرهم بما لا أسبقهم إليه بعملي. ميزان الحكمة ج3 ص1949

وعنه (عليه السلام) قال: أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن المعصية ولم ينته عنها. غرر الحكم ح10495

وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إن المنافق ينهى ولا ينتهي ويأمُرُ يما لا يأتي. الكافي ج2 ص396

فإذا كان التطبير فيه طاعة لله سبحانه وتعالى ومن يقوم به يحصل على الثواب العظيم فلماذا لا تخرجوا للناس وتطبروا معهم قربة لله تعالى حتى لا تكونوا مصاديق واضحة للآية القرآنية آنفة الذكر والأحاديث الشريفة ؟!

والسؤال موجه أيضا لأتباعهم حفظهم الله ووفقهم لكل خير