أنا والسيستاني كتاب مفتوح - 8 / كشفا لما خفي ... ولدكم محمد رضا خطط لقتل عبد المجيد الخوئي وأتهم مقتدى الصدر للتخلص منهما |
قبل الخوض في رسالتنا المفتوحة الجديدة، والتي سنبين فيها تورط نجلكم (محمد رضا) في قتل الأمين العام لمؤسسة الخوئي الخيرية عبد المجيد الخوئي، بعد أيام من إحتلال العراق عام 2003، في مدينة النجف الأشرف، فإننا نحيطكم علما أننا لسنا على وفاق تام مع السيد مقتدى الصدر، وأن علاقتنا به مقطوعة منذ أكثر من ست سنوات، وبالتالي فإن إعادة فتح هذا الملف الخطير والهام، مجددا بعد مرور عشر سنوات على وقوعه، لا يهدف سوى الى إظهار الحقائق وكشف المستور والمسكوت عنه في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي والتي لم يتجرأ أي شخص سواء من شهود العيان أو المسؤولين العراقيين أو وسائل الإعلام، التجرؤ على كشفها أمام الرأي العام العراقي وكشف القاتل والمخطط الحقيقي لهذه الجريمة، الذي لن يخطئه الجميع. اعلم يا سماحة المرجع علي السيستاني، أن العمائم السوداء المدعومة من قبل بريطانيا في مدينة النجف الأشرف وقم وسوريا ولبنان، ومنها مرجعيتكم، متورطة بدماء تم سفكها لكي تحافظ هذه العمائم والمرجعيات، على موقعها وتصدرها المشهد المرجعي الديني. ان الفعل في كون المرجعية (الصامتة) في النجف الأشرف لا تذخر جهدا في صناعة الأحداث لإبعاد المنافسين لها وإن كانوا محتملين، وإن أدى ذلك لإراقة الكثير من الدماء البريئة، ما دامت تحقق غايات ربها الأعلى بريطانيا ومصالحها الخاصة، حقيقة لا غبار عليها. اعلم يا سماحة المرجع أنه لم يعد خافيا على أحد أن الفتاوى والتصريحات التي تصدر من مكتبكم، إنما هي تصدر عن ولدكم (محمد رضا) الذي سيطر على المكتب بصورة كاملة، فهو الذي يتكلم ويخطط وينفذ ويفتي، وأن كل شيء أصبح تحت يده وإشرافه، خاصة أنكم (المرجع السيستاني) لا تتكلمون العربية وتكتفون بالتواصل بها عبر مترجمكم الخاص (محمد حسن الأنصاري)، ليتحول ابنكم البار إلى المتحكم الرئيسي بمرجعيتكم، وبلباسكم وعباءتكم، خصوصا وأنكم تواريتم عن الأنظار وفقا للمخطط البريطاني في صناعة المرجعيات الدينية الجديدة الموالية لها والمنفذة لرغباتها والمحافظة على مصالحها وتذلل بكل تفاني عقباتها. وعلى الرغم من أن أصابع الإتهام ــ في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي الأبن الأصغر للمرجع الديني الأسبق أبو القاسم الخوئي، بعد أيام من سقوط النظام السابق (نظام صدام حسين) عام 2003 ــ لا تزال موجهة الى السيد مقتدى الصدر باعتباره المسؤول الأول عن هذه الجريمة التي جرت تفاصيلها في داخل الحرم المقدس للإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في النجف الأشرف، إلا أن المؤشرات والحقائق التي تم تجميعها تشير كلها إلى تورط أبنكم محمد رضا السيستاني، بمقتل عبد المجيد الخوئي باعتباره منافسا متصاعد الإحتمال لمرجعيتكم البريطانية بسرعة ملفتة للأنظار، بعد تمكنه في غضون أيام قليلة من خطف الأضواء والإهتمام من مرجعيتكم وسحبها اليه، خصوصا وأنه وشقيقه محمد تقي الخوئي ومؤسسة ابيهم كانوا اصاحب نعمة وفضل كبيرين في ترشيحكم لـ "منصب مرجع" كما وضحنا في رسائلنا السابقة. لم تستطع المرجعية (الصامتة) ان تبقى مكتوفة الأيدي، أو أن تسيطر على غضب كبير تملكها وهي ترى تصاعد مكانة وحجم عبد المجيد الخوئي، لذلك هرولت الى استغلال الأوضاع الراهنة آنذاك والتخطيط لضرب (عصفورين أثنين بحجر واحد)، حيث أنها تخلصت من الخوئي قتلا باعتباره الآمر والناهي والمسيطر على مرجعيتكم، ومستعبد لوردكم محمد رضا كونه شرطي يأتمر باوامر الخوئي، ومحاولة التخلص من مقتدى الصدر أيضا باعتباره متهما بتنفيذ تلك الجريمة، وهذا ما أتقنه أبنكم وسنثبت لكم ذلك في متن هذه الرسالة التي بين أيديكم. فلنستهل التفاصيل اولا بتعريف بسيط عن عبد المجيد الخوئي، فسيكون حتما تمهيدا مهما لمطلبنا في هذه الرسالة، وقيمة اضافية لمن يجهله، فهو كما يعلم الجميع الابن الأصغر للمرجع الديني أبو القاسم الخوئي، ولد بمدينة النجف الأشرف سنة 1972، وهو من أسرة ذات اصول مجهولة وغير عربية، تمكن من السفر إلى بريطانيا عام 1991، وتفرغ فيها للمشاركة في إدارة مؤسسة الخوئي الخيرية، الإمبراطورية المالية والاستثمارية الكبيرة التي تجاوزت رصيدها المالي ثلاثمائة مليار دولار في منتصف تسعينيات القرن الماضي، والتي تعمل خلف واجهة خيرية، وهي مكملة لمهمة خيرية أوذة الهندية التي اسستها المخابرات البريطانية لتتحكم بالمرجعيات من خلال الأموال الطائلة التي رصدت لهذه المهمة، والتي اصبحت فيما بعد تتحكم بأموال المرجعية الدينية في مدينة النجف الأشرف باسمها الحالي "مؤسسة الإمام الخوئي الخيري"، متميزة بصلاتها الوثيقة والقوية مع جميع المرجعيات الدينية في العالم بأسره، بل أصبحت هي من يختار ويحدد المرجعية الجديدة، كما حصل مع اختيارها لمرجعيتكم التي تم تعيينها من قبل المؤسسة، وبرسائل متبادلة بينكما بأوامر بريطانية، وهو ما أثبتناه في رسائلنا السابقة وكشفنا عن المخاطبات التي تمت بينكم وبين مؤسسة الخوئي من أجل تنصيبكم مرجعا دينيا وفق شروط المخابرات البريطانية. لقد أسس الخوئي المجلس الشيعي الأعلى من لندن، وكانت له صلات مع اطراف المعارضة العراقية في الخارج، وكان معارضاً لمبدأ ولاية الفقيه، كما عرف عنه آراءه في ضرورة إبعاد التشيع عن السلطة، وقد صرح قبل وفاته بان: "التشيع سوف يفشل اذا تبنته دولة ما، وانه يجب ان يبقى طليقاً في حركته دون الارتباط بمسمار دولة معينة، لأنها قد تزول يوما ما، بينما مسيرة التشيع ستبقى مستمرة". واشتهر عنه، المنفذ للمشروع البريطاني لتدويل النجف وجعلها مشابهة لدولة الفاتيكان الدينية المسيحية، التي تمتاز باستقلاليتها الكاملة والمطلقة عن الدولة، بدعم مباشر من البريطانيين اصحاب المشروع، لتصبح الأماكن المقدسة تحت تصرف الصهاينة بالكامل. وكان عبد المجيد الخوئي أول معارض دخل العراق أثناء الاحتلال عن طريق البحرين، حيث تمكن من إقناع الإحتلال البريطاني والأمريكي من عدم دخولهم إلى كربلاء والنجف الأشرف والكاظمية وسامراء. وكان هو وراء إصداركم فتوى عدم إعاقة وصول قوات الاحتلال إلى العراق، وعند دخوله النجف الأشرف اتصل بكم وبعدد من مراجع الدين في مدينة النجف الأشرف، وقام بتشكيل قوة اسماها (الوحدة الوطنية)، وأوكل قيادتها إلى العقيد عبد المنعم عامر عبود، كما انشأ منظمة اغاثية في النجف الأشرف، ركزت عملها على إعادة الماء والكهرباء إلى المدينة، وكان يتردد أن البريطانيين سلموه سلطة إدارة مدينة النجف الأشرف ولكن بصورة غير مباشرة، وأنه كان المتحكم الرئيسي بالمدينة الدينية والمرجعيات الدينية التي كانت متواجدة وفاعلة بالمدينة في ذلك الوقت. ولا شك أن هذا الصعود المتسارع لنجم عبد المجيد الخوئي، دفع المتحكم الرئيسي بمرجعيتكم (الصامتة) والذي كان يراقب عن كثب خطوات الخوئي، للبدء فورا بإعداد مخطط الاستهداف وباحترافية إجرامية متقنة، فهو وأن نفذ عملية القتل بيده فأن أصابع الاتهام وجهت إلى مكان آخر بعيد عنه تماما سماحة المرجع الديني ... لنبدأ بتفصيل الواقعة منذ البداية، لقد كانت الأحداث صباح العاشر من نيسان عام 2003، تسير وفقا لما رسمته المرجعية الصامتة، وبأشراف مباشر من محمد رضا، للتخلص من الخوئي الأبن، خصوصا بعد ان اصبح ولدكم شرطي صغير ينفذ أوامر سيده ومولاه عبد المجيد الخوئي، صاحب الفضل الكبير على تعيين والده ــ انتم ــ للمرجعية، وتمت تهيئة الأرضية المناسبة من خلال أقتناص اللحظة التاريخية المناسبة للتخلص منه ليصبح ابنكم، الحاكم والمتحكم الفعلي للعراق. لقد كان المجرمون والقتلة على جاهزية تامة وهم محملون بالهراوات والسكاكين والأسلحة النارية الصغيرة قبل وصول الضحية إلى مكان الحادث، واكتمال المشهد، بعد ان ابلغكم الخوئي بسعيه للمصالحة بين حيدر الكليدار والسيد مقتدى الصدر وبأقاويل وأحاديث تم تداولها في الشارع الشعبي والحوزوي النجفي، حيث علم الجميع "أن مصالحة ما ستجري في ذلك اليوم بين مقتدى الصدر وحيدر الكليدار بوساطة عبد المجيد الخوئي في داخل الحرم العلوي" ولقد كان للأمريكان وللبريطانيين دورلاحق في الجريمة بعد ان انقلب عبد المجيد الخوئي عليهما وبدأ يتصرف ويتخذ القرارات دون الرجوع اليهما وخصوصا معراضة بريطانية وامريكا اعطاء اي دور للسيد مقتدى الصدر في النجف وهذا ما لم ينفذه عبد المجيد الخوئي لهما، حيث عملت بريطانيا وامريكا على توجيه أنظار الجميع الى مقتدى الصدر، وأبعادها عن المجرم الحقيقي محمد رضا السيستاني، عندما قامت بريطانيا وأمريكا بأعتقال عدد من المقربين من مقتدى الصدر وعلى رأسهم السيد مصطفى اليعقوبي والسيد الشهيد رياض النوري، وأصدرت مذكرة أعتقال بحق مقتدى الصدر بتهمة التورط بعملية أغتيال الخوئي، وأجبرت رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء على إتلاف أوليات القضية بالكامل لدى القضاء العراقي ومسح كل الأدلة والمؤشرات التي تؤشر على الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة البشعة. لنسمع يا سماحة المرجع الديني لشهادة الكاتب والصحفي العراقي معد فياض، والذي نجا من الموت بأعجوبة خلال تلك الحادثة التي نفذتها مجموعة من"البلطجية" التي يديرها نجلكم محمد رضا. يقول فياض: أن عبد المجيد الخوئي كان قد زار مقتدى الصدر ليلة اغتياله وأعطاه مبلغ أربعين ألف دولار أمريكي ليساعد بدوره الضعفاء والمحتاجين، وجهاز هاتف عبر الأقمار الصناعيه (الثريا)، وطلب منه أن يترك أمر الخلافات بينه وبين حيدر الكليدار، لأن الوضع خطر ويجب جمع الشمل ونبذ الخلافات، واتفق مع مقتدى الصدر أن يقوم بمصالحته مع حيدر الكليدار، فكان رد مقتدى، أن على عبد المجيد الخوئي إحضار الكليدار الى البراني الخاص به، الأمر الذي رفضه الخوئي لأسباب عدة، وتم الإتفاق وقتها بعد تداول تلك الأسباب على الحضور إلى الروضة الحيدرية المقدسه في اليوم التالي، وسيأتي عبد المجيد الخوئي مع حيدر الكليدار، ويجعل لقاء المصالحة عند جدهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهما السلام) بالصدفة وتتم عندها المصالحة، وقد وافق مقتدى الصدر على هذا المقترح. وعلى ضوء هذا الاتفاق، كما يسرد معد فياض في شهادته الرئيسية، فقد اتصل عبد المجيد الخوئي بحيدر الكليدار وطلب منه أن يرافقه صباح اليوم التالي ليزور الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، من دون أن يوضح له الأسباب، وقد قال له الكليدار بأنه توجد إشاعة في الشارع النجفي تقول أن هناك من يخطط لقتله، فأجابه الخوئي بأن لا يصدق مثل هذه الإشاعات المغرضة، وأنهم عائلة واحدة وليس لهذه الإشاعة من صحة, وانه ومجموعة من الأصدقاء وأهل مدينة النجف سوف يذهبون معا إلى الروضة المقدسة، حيث لا يجرأ أحد الاعتداء على أحد فيها، وعلى هذا الأساس فقد تم إقناع حيدر الكليدار بالذهاب مع الخوئي في اليوم التالي، وهو اليوم الذي قتل فيه الخوئي ومن معه. وفعلا وفي صباح اليوم التالي حضر عبد المجيد الخوئي لبيت حيدر الكليدار ليصحبه معه إلى الحرم العلوي المقدس، وكان معهم مجموعه من الأصدقاء والوجهاء الذين كانوا بانتظارهم في الروضة المقدسة، حيث دخلوا جميعا لأداء مراسيم الزيارة وبعدها توجهوا لقراءة سورة الفاتحة في مقبرة الخوئي، ثم بعدها توجهوا بعدها إلى ديوان السادن وهو مقر عمل الكليدار الرسمي. ولا شك أن الخطوات هذه للمصالحة كانت معروفة لدى الجميع في مدينة النجف الأشرف، سواء في داخل الأوساط الحوزوية والمرجعية، أو في داخل الشارع الشعبي النجفي، وهو ما دفع أبنكم محمد رضا (المراقب) بدقة لكل تحركات عبد المجيد الخوئي في النجف الأشرف، للبدء فورا بتنفيذ مخطط أغتياله وأتهام مقتدى الصدر بدمه للتخلص منهما، مستغلا تلك الأجواء التي كانت سائدة ومعروفة لدى الجميع في المدينة المقدسة، فقد حرك أبنكم في ذلك الوقت عناصر مليشياته ليتجمعوا بعيدا عن الأنظار لتدبر أمر تنفيذ عملية القتل بدم بارد كما هي عادة أبنكم في أعماله الإجرامية، وترتيب المشهد برفع هتافات بأسم الشهيد الصدر الثاني ليدل على أن الفاعل هو مقتدى الصدر، الذي لم يكن في ذلك الوقت يملك جيشا أو مليشيا ينفذ بها تلك الجريمة التي أهتزت لها مدينة النجف بأسرها. والجميع يعلم ان السيد مقتدى الصدر لايمتلك شعبية نجفية في ذلك الحين وان النجف مقفولة للسيستاني وأن اتباع السيد مقتدى الصدر هم من جنوب العراق ومن بغداد، خصوصا بعد الموقف المخزي للنجف من مرجعية الشهيد الصدر الثاني حيث حاربوها بشتى الوسائل و"الفضل" يعود للأموال التي كان يغدقها ولدكم محمد رضا على شبابها وبالأخص لبلطجيتها ولنعد يا سماحة المرجع إلى رواية معد فياض في سرد ما حدث، حيث يقول: "وخلال وجود عبد المجيد الخوئي في ديوان السادن، مكان عمل حيدر الكليدار، بدأ العشرات من المجرمين الغير معروفين، بالتجمع أمام الديوان والصراخ والهتاف بسقوط البعثية، وكانوا يطالبون بخروج الكليدار من الديوان لمحاكمته على تورطه في إغتيال محمد صادق الصدر" ــ كما تدل الشعارات التي كان يرددها القاتلون، ليوحوا للحضور انهم من اتباع الشهيد الصدر الثاني ــ. "وقاموا برمي الديوان بالترب التي تستعمل للصلاة والأحذية، فعندها قرر الخوئي الخروج للتحدث معهم وطلب من أحد زملائه الخروج الى خارج الصحن ليحاول الإتصال بعناصر الحماية ليأتوا لنجدتهم، وقد تمكن هذا الشخص من الخروج من الصحن، ولكن عند خروج الخوئي من الديوان فوجئ بأن المحتشدين يحملون السيوف والقامات والخناجر والعصي وحاولوا الإعتداء عليه حيث قام أحد المحتشدين بضربه بقامة تلقاها الخوئي بيده اليسرى أدت إلى قطع أصابعه (الخنصر والبنصر والوسطى)، فأخرج مسدسه وأطلق إطلاقتين بالهواء ليبعدهم عنه، وتمكن من الرجوع إلى الديوان وإغلاق الباب من الداخل. في هذه الأثناء بدأ السلاح يدخل الى الصحن الشريف من كل حدب وصوب، ولا أحد يعرف من أين يأتي ومن المسؤول عن إحضاره وتوفيره بكل هذه الكميات الكبيرة. حيث يقول شهود عيان أن تدفق السلاح بهذه الكميات الكبيرة يدل على أن أمر الإغتيال كان مدبرا ومعدا له مسبقا، وكان الجميع بأنتظار نقطة الصفر والبدء بعملية الإغتيال، وهو ما حدث فعلا. وبعد تجمع السلاح بيد أدوات التنفيذ وهم عناصر مليشيا أبنكم محمد رضا، المكونة من المجرمين والقتلة وبعضهم كان يلبس ملابس الحوزة الدينية، بدأ إطلاق نار كثيف على الديوان، وقد أصيب عدد من الموجودين في الداخل ومنهم ماهر الياسري حيث كانت إصابته بليغة، وإضطروا للإحتماء في حمام داخل الديوان من إطلاق النار الكثيف، والرد بإطلاق النار على المتجمعين من بندقيتي كلاشنكوف ومسدسين إلى أن نفذ عتادهم. وبعد أن علم القتلة التابعين لأبنكم محمد رضا، أن من بداخل الديوان لا يملكون السلاح لحماية أنفسهم، بدأوا في تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية الإستهداف، وهي أقتحام الديوان وقتل من كان فيه، وعند دخولهم طلب منهم عبد المجيد الخوئي أن يأخذوا ماهر الياسري إلى المستشفى لإسعافه حيث كانت إصابته بليغة، فكان جوابهم "انكم أسرى وسوف نقتادكم الى محاكمتكم". يقول معد فياض، يبدو أن الأمر كان معدا له إعدادا جيدا، حيث انه وحال خروج الأسرى من الديوان، كانت الجموع بانتظارهم، وبدأ الضرب والطعن بالخناجر والسيوف والقامات حتى أثقلوهم بالجراح، وعند وصول المجموعة المقيدة عتبات باب القبلة، حيث كان الخوئي سائرا وخلفه الكليدار مقيدا معه معد فياض، وقد قام أحد المهاجمين بضرب الكليدار بقضيب حديدي على رأسه أوقعه أرضا، عندها تكاثروا عليه يطعنون به حتى فارق الحياة. ويتابع فياض، "لم يكتف المهاجمون بذلك، فقد سحبوا الجثة إلى الخارج والطعن والضرب مستمران إلى وسط الشارع. وكانوا حائرين بين أن يقطعوها أو يحرقوها بعد أن سلبوا كل ما عليها من ثياب وساعة وخواتم. وفعلا فقد سكبوا النفط على الجثة وأرادوا حرقها لولا تحرك مشاعر بعض الواقفين من كبار السن حيث قالوا لهم، إنه قد مات ولا يجوز لكم حرق الجثة هذا حرام لا يجوز شرعا، ولا أدري كيف اقتنعوا وتركوا الجثة ملقات على قارعة الطريق. وقرر المهاجمون أن يأخذوا جثة حيدر الكليدار إلى مكان مجهول حتى لا يتمكن أحد من أهله أخذها ودفنها في مكان معلوم فيكون له قبر يزار، وفعلا رفعت الجثة بإحدى سيارات المهاجمين وكانت من نوع (بيك آب 2 طن) وذهب معها قسم منهم للتأكد من رمي الجثة في مكان لا يستطيع أن يصل إليه أحد. ويستمر فياض في سرد وقائع الجريمة بالقول، أنه وبعد أن وقع حيدر الكليدار قتلا، انفلت الرباط من يده ويد الكليدار، وبذلك استطاع فياض الهرب بين الجموع، بعدها قامت مجموعة من المهاجمين بسحب أحد رجال الدين المعممين، وقاموا بضربه وطعنه، حتى استطاع أقاربه من إنتشاله من بين أيدي القتلة، وقد كان في جسمه ما يقارب السبعين طعنة. ويتابع، أنه وخلال هذه الجلبة والفوضى التي كانت سائدة تمكن عبد المجيد الخوئي من الهرب، وقام أحد أصحاب المحلات القريبة من مكان الحادث بسحب الخوئي واثنين من أصحابه إلى داخل محله وأغلق الباب، ولكن وبعد ان أنتبه المهاجمون لغياب الخوئي قاموا بتتبع آثار الدماء التي أوصلتهم إلى المحل، حيث قاموا بإقتحام المحل وتهديد صاحبه بالقتل إذا لم يسلمهم الخوئي والذي كان مسجى داخل المحل ينازع الموت. وقد توسل صاحب المحل المهاجمين بأن يتركوا الخوئي، وبعد توسلات صاحب المحل قالوا له أن لديهم "أوامر بأن لا نتركه حتى ولو كان ميتا وعلينا إخفاء جثته حتى لا يكون له قبرا يزار". وقد نالوا مرادهم وسحبوا الخوئي سحبا إلى شارع الرسول ومنه إلى شارع الصادق والضرب والطعن مستمران عليه، وتجاهلوا الشخصين الآخرين، حينها قام صاحب المحل بتغيير ملابس الشخصين وإخراجهم من المحل خفية بعيدا عن أعين المهاجمين. ويروي أحد شهود العيان أنه شاهد شخص شارك في عملية سحل الخوئي وكان يطعنه بمفك براغي، وعندما سأله أن يكف عن طعن الخوئي بالمفك قال له "دعني أشفي غليلي من البعثيين الخونة"، فسأله "هل تعلم من هذا الذي تقتله؟"، فأجابه "كلا، أكيد إنه أحد البعثيين", فأجابه أنت واهم، هذا عبد المجيد إبن المرجع أبو القاسم الخوئي، فصرخ "لماذا أخبرونا بأنهم خونة؟؟". ويواصل الكاتب الصحفي معد فياض في رواية ما حدث بالقول أن أحد قادة المهاجمين وبعد أن سحبوا جثة عبد المجيد الخوئي حتى نهاية شارع الصادق، طلب من اصحابه أن يبتعدوا عن الجثة وقام بإطلاق طلقة الرحمة على رأس الخوئي ليتمم الأمر الذي وجه له بأخذه وقتله، فتركت الجثة في مكانها، وطلبوا الناس بعدم الإقتراب منها، وبعد حين قام أحد أقارب عبد المجيد الخوئي وبمساعدة بعض الأصدقاء من أخذ الجثة وتغسيلها. لكن المفارقة، قد أنتشرت في الشارع النجفي الذي كان مصدوم حد الذهول من الجريمة البشعة التي لم يتعود عليها، إشاعات وأحاديث كثيرة أن المسؤول عن الحادث مقتدى الصدر، وأن أشخاص تبرعوا للحديث أنهم سمعوا شخصيات مقربة من مقتدى، تقول أنهم أنهوا المهمة ضد الخوئي والكليدار، بينما جميع الشهود يعلمون جيدا ان بلطجية النجف وهم معروفون باسمائهم هم من قاموا بهذه الجريمة، ولا يخفى على جميع النجفين من انتماء القتلة لمحمد رضا السيستاني، وكانوا اذرعته الضاربة في النجف الاشرف، وكذلك جميع من شاهد الحادث يعلم ان المنفذين هم من الد اعداء السيد مقتدى الصدر وهم من كانوا يهددون وجهاء واعيان النجف الذين يحضرون صلاة الجمعة في مسجد الكوفة الأعظم في حياة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى الصدر. وحتى يتم حبك القصة بصورة أكثر دقة، أوعزت بريطانيا لوسائل الإعلام التي توجد تحت امرتها لنشر خبر مفاده أن عددا من أتباع مقتدى الصدر قاموا بتهديد حياة المرجع الديني علي السيستاني وبعض مراجع الدين في النجف الأشرف. ثم عرضت تلك الفضائيات التابعة لمحمد رضا الحشود التي قيل أنها التفت حول بيوت المراجع الدينية لحمايتهم، لكن أحدا لم يطلع أو يسمع عن أي تهديد مباشر أو غير مباشر تناول المراجع الدينية التي قيل أنها هددت من قبل مقتدى الصدر. سماحة المرجع السيستاني .. لقد حاول أبنكم محمد رضا بكل ما لديه من وسائل ضغط أن يعدم الأدلة التي تثبت تورطه في هذه الجريمة البشعة، مرة في ضغوطه القوية على محافظ النجف والقضاء في المحافظة لإيقاف عملية التحقيق وجمع الأدلة حول الحادث، ومرة أخرى على يد رئيس الوزراء العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري، إلا أن كل تلك المحاولات لم تقنع الكثير من المهتمين والمراقبين بتورط مقتدى الصدر بالحادث، وخصوصا النجفيين فعلى الرغم من توجه كل أصابع الاتهام الحكومية والقضائية باتجاه السيد مقتدى الصدر، بقي الجميع على قناعة بأن الفاعل الحقيقي هو أبنكم محمد رضا، باتفاق مسبق مع أسياده البريطانيين الذين لا يزالون يدعمون مرجعيتكم ويطلقون أيادي أبنكم في فعل ما تهوى نفسه مادامت تحقق لك ولمرجعيتك وللبريطانيين ما يريدون. اللهم اني قد بلغت .. اللهم اني قد بلغت .. اللهم فشهد وأن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا |