لماذا فشلت العملية الانتقالية في العراق بعد سقوط الدكتاتورية ؟ ق٢ |
هذه النخب العربية والعراقية خصوصا تؤكد يوما بعد يوم أنها تعيش أزمة علاقة حقيقية بين مؤسسات الحكم التي أقحم فيها دور المؤسسة الدينية في دوله مدنيه أصلا بعضها ناتج عن طبيعة المشروع الأمريكي في المنطقة والذي بدا في العراق وهو مشروع أثبتت الوقائع انه ابعد ما يكون عن إشاعة الاستقرار وبناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد وتكريس قيم الديمقراطية والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. غير أني أعتقد أن الجزء الأهم من الماساه العراقية ناتج أصلا عن مشاكل خاصة بهذه النخب السياسية ذاتها ومنظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ التي تحكم أداءها بعيدا عن الايدولوجيا وارث شهداء ورموز الأحزاب الحاكمة خاصة الشيعية منها التي أظهرت حرصا مفرطا على النفوذ والإمساك بالمواقع أكثر من حرصها حتى على شعاراتها ومبادئها وشهدائها وارثها التاريخي منذ ثوره العشرين وحتى ألانتفاضه الشعبانية بينما على العكس دخل الأكراد اللعبة منذ كتابه الدستور ويحكمهم هاجس قومي واضح ودقيق وهو التمهيد للانفصال بعد استنفاذ اكبر ما يمكن الحصول عليه من الوطن الأم.... بينما لم يخرج الآخرون عن هاجس التاريخ وحكم ألطائفه الواحدة. ونتساءل في النهاية :ماذا كان سيحدث لو ان الأمريكيين كرروا نموذج إسقاط جدار برلين في أوروبا عام 1989 واكتفوا بدورهم في إسقاط رأس النظام و الإبقاء على مؤسساته ووضع العراق تحت إدارة الأمم المتحدة والقبعات الزرق لفترة انتقاليه مثلما طالب عدنان الباججي في مقال نشرته النيوزويك عام 2002, وتركها تكشف ممارسات النظام السابق وتحاكم جرائمه وتنزل بقادته القصاص العادل بدلا مما اعتبره البعض انتقاما طائفيا وهو في حقيقة الأمر لم يكن كذلك.
|