ما الدور الذي يلعبه الشعر في المجتمع ؟ |
بكلمة واحدة خلق هذا الكون ومضى هذا الانسان ليكون فيه , معززا بقابلية على الافصاح عن فكره المتاتي قدما , عن طريق التوسع والحقائق الملموسة في الوجود, فالبلاغة( هي فن او دراسة استعمال اللغة بشكل مؤثر ومقنع وان الشعر هو احدى مظاهرها المستخلصة , الذي ليس الا محاولة لمنافسة مجد( الاله) من خلال اظهار الحقيقة وخلق ما لم يكن قبلا) فرجل الدين والشاعر والصائغ , هؤلاء الثلاثة يقفون امام الملك في العصور الغابرة , ويمكن تعريف رجال الدين والصاغة بشكل يسير ولكن كيف يمكننا وصف الشاعر ؟ ان الاصول الاغريقية واللاتينية لكلمة ( الشاعر) تعني ( الخلاق ) لتصفه ( انه ذلك الانسان الذي يستخلص القوة التصويرية العظيمة للمشاهد المتنوعة او لجمال التعبير ) لذا فان الشاعر يلزمه ان يكون اسمى من كاتب العبارات الجميلة المنمقة , فلو اعتبرت نفسي شاعرا , فمؤكد انني لست امرءاً مثقفا بشكل وافٍ , مع ذلك فانني ساعرف الشعر قائلا انه اي استخدام فني للغة يكون يتلو فترة النثر , فعندما اكتب الشعر اعني ان اصل بالمتلقي الى اعمق مكان من ذاته , واصبو الى جعله يتلمس التاكيد المطلق على ما اتحدث عنه , لانهم قادر على فهم ما اقول بوضوح , واريد ان اقدم الكون امامه , وان اجعله يضحك , حيث انني لا ابغي الشهرة , وحقيقة الامر انني ابحث على شخص ما يفهمني ,والذي سوف يعانقني ويصافحني في نهاية الامر ويفهم السر الذي يجمعنا , والتوافق المتبادل الذي نشترك فيه بما يقبله العقل , اني اريدك ان تعرف انك شاعر ايضا , حيث ان تراثنا مليء بالشعراء من مقدرة اعظم او ادنى وممن هم يتكلمون ويتغنون باحلامهم الذاتية او غير ذلك , الى الجمهور الذي يتلهف لسماعهم بنبرة اكثر تراثية تكون مكتوبة مما يجعلنا نستمتع به كما لو اننا عدنا الى الى الماضي الغابر الذي لا يرهقني سماعه , فالامر يظهر جليا ان الشعر ما زال يلعب دورا هاما في مجتمعنا . حيث ان النخبة المثقفة التي تشجب الافتقار الى النوعية في هذه المرحلة تبدو غير منطقية , حيث ان فكرة الشعر ( المعاصر) او ( التقليدي) هي فكرة دخيلة ذات فاعلية محدودة , انني ارى وهذا ليس تجنيا ان قلنا ان الاشكال التقليدية يجب التخلي عنها , ولكن في نفس الوقت يكون الشعر على وشك ان يكون ( معاصرا) , فالشعر ينحدر وينسكب من الكؤؤس كما ينسكب من الفكر , وبالتاكيد قد اكون مخطأ لكن عندما اقرا مقالة دانا جيويا ( هل الشعر امرا ما ), لا يكون لدى انطباع جلي انه قد جلس يوماً في غرفته الاثيرة في احد الاحياء الشعبية الخطرة للغاية مستمعاً الى السكارى المتسكعين وهو يتغنى بعبارات فضة من الشعر بينما كان هو اصلا يتلذذ بذلك.
فلو تطرقنا الى للمجال التعليمي فان جل ما ينصب عليه العمل هو المسايرة , حيث يقوم الاساتذه بجعل الطلبة الذي لا يعلمون شيئا مبينين لهم شيئا من القواعد الاساسية املين بان يحدث اولئك الطلبة في يوم من الايام شيئا ما لم يفعله احد من قبل , ولسوء الحظ فان هذا السلوك يكون ضمن طبيعة اغلب البشر في التفكير في ان مجرد تعلم اطاعة الاوامر والقواعد هي امر كاف ٍ.
ان قصة ( مجتمع الشاعر الميت ) هي احدى القصص الاشياء المتضادة المتناقضة التي تشجع الطلبة على تعلم اخذ دورهم ومكانتهم في المجتمع , والاطار التعليمي يعزز الفكرة القائلة في ان الطالب هو مشاهد فطن في هذا الكون الفسيح , ويجب ان يتحرك ويتفاعل , ووفقا لذلك ليس هناك من هم افضل منه لتصدح شهارات مثل :اوقف الزمن , وخذ الشعر بقلبك لتهيج النار هناك , وامضي واشعل نيرانهم , وهذا ما يبتغيه الشعر وما يرنو له , استنفار مقاتل في الحرب او الهاب عاشق نحو النشوة ,وهو يمنح تجربة الى تلك الاشياء ثم تمعن فيها .
تاريخيا , كان هناك قلة من الدارسين الذين ادركوا العبقرية في زمانهم , وتلك كانت نظرة اولية للامور , فكان هناك الاسمى والادنى ممن يرومون البحث عن الملك الحكيم او الشاعر المقاتل المغوار , الذي سيتلفظ ببعض عبارات السلام اليهم , اما على المستوى الشخصي فانني اؤمن (انه) قد اتي فعلا لتوه وسيعود مجددا , وحال انتظاري له ساحاول اسلي نفسي بالعالم الذي اخضع له واثق ان الشعر سيساعدني بمقدار ما في فهمه وتفسيره.
لويس وليام روز
ترجمة : حسين حبيب عباس
|