مـع الحســين |
١ ونحن نتابع الحسين في ايامه الكربلائية الاولى .. نبقى في مشهد المدينة . سيوف ال محمد في الاغماد و الرجال يتهيئون الى " الثورة " بعد ان عاد الحسين الى بيته ومقولته الشهيرة ( ومثلي لا يبايع مثله ) تسبق الخطى الى نفوس الناس . الناس تترقب ماذا يفعل الحسين و عقيلة الهاشميين تتهيأ للثورة و دور ما بعد مقتل الحسين . كانت تنظر للسبايا وهي في المدينة قبل ان تشهد هذا " المنظر " و هي كربلاء ! ( ٢ )
خرج الحسين الى مكة و ارتقى عرفات دعا الله ان يكتب له الشهادة مع الصديقين و الشهداء ..وفي الضفة الاخرى كانت كؤوس الخمرة تملأ امعاء قادة قريش وتتمايل جذلانة في عيون يزيد فيما كان يترصد حركة الحسين فيرسل العيون و يخبأ السيوف تحت الاردية وهو يصرخ اقتلوه ولو تعلق باستار الكعبة لكن الله شاء فنزل الحسين في كربلاء .
( 3 )
صف اصحابه الى الموت وقال فيهم مالم يقله نبي او امام في اصحابه :
" ما رأيت اوفى من اصحابي "
فيما كانت زينب وهي في مجلس يزيد تقول و رأس الحسين بين يدي الطاغية :
" ما رأيت الا جميلا "
( ٤ )
الحسين ينظر الى الضفة الاخرى من المعركة.. يرى السيوف والوجوه والافق الاحمر .. القوم يطلبون اليه ان ينزل على حكم يزيد وهو يرد مرتديا عباءة محمد( ص) ويتقلد سيف رسول الله .. ويعتمر عمامته ويمتطي جواده .. كل شيء يذكرهم بنبي الله اراد ان يقول لهم وهو يخطب فيهم ان من تريدون قتله ستقتلون انفسكم بقتله مرتين .. مرة برسول الله و مرة بالحسين
( ٥ )
وقف في وسط الميدان .. اشلاء اخوته وابناءه واصحابه من حوله .. والقوم القتلة الذين زحفوا عليه يهمون بقتله نظر اليهم وقلبه يكتظ بروح الامامة.. وبكى !! اقتربت منه اخته زينب قالت له .. مم بكاؤك ؟ قال لها..ماعلى نفسي ابكي ابكي على هؤلاء القوم يدخلون النار بسببي !. ( ٦ ) كان الحسين عليه السلام يقف كالجبل الاشم وقد تحدث المؤرخون عن جلد الحسين حتى قال احدهم لم ارى رجلا قتل اهله وعياله واصحابه اجلد منه.. فسلام على الحسين وعلى اسمه في اللوح المحفوظ و وعلى روحه الصامدة .
|