منذ الحرب الاميركية او التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لتحرير الكويت عام 1990 وليومنا خاضت الولايات المتحدة الاميركية حروب تحالفية منها الحرب على افغانستان 2001 والحرب على العراق 2003 والحرب على ليبيا 2011 وحروب اخرى لم يعلن عنها كحروب وانما تجسدت بعمليات عسكرية جوية ومخابراتية في الصومال وبعض البلدان الافريقية الاخرى وكذلك في جيبوتي واليمن . ارتكزت هذه الحروب على تحالف جيوش دول عديدة، ليس بالضرورة دول قوية، وليس كذلك على اعداد كبيرة من الجيوش، ففي العراق نرى هناك دول شاركت ب 50 جنديا او حتى اقل... ، المهم ان تكاليف تلك المشاركات كانت تدفع فواتيرها الدول التي تقع عليها الحرب ودول الجوار التي تسارع لطلب تلك الجيوش كما حصل مع العراق في تحرير الكويت ومن ثم عام 2003 وللمرة الثالثة الان 2014. هذه الاحلاف والحروب اسست وارست للكثير من المفاهيم والقضايا ، منها تمييع لمفهوم السيادة لدى الدول وهذا ما مورس على يد دول عضوة في مجلس الامن والامم المتحدة لها ثقلها وقوة قرارها، وبالتالي فان تلك الممارسة التي تعارضت مع القانون الدولي ومواثيقه اضعفت لا بل تكاد ان تكون قد وضعت الامم المتحدة كعصفور في قفص يغرد في بيت الطاعة من جانب ومن جانب ادت تلك الحروب الى تفتيت الجيوش الوطنية للدول التي وقعت عليها الحرب ومنها تحديدا العراق ، وليبيا واليمن على الطريق ... بالاضافة الى وضع بلدان المنطقة تماما كاقاليم تابعة لسيطرة القوات الاميركية وبيد ما يسمى القيادة الوسطى الاميركية والتي تخضع بالتالي سياسة تلك البلدان قدر الامكان لمخططاتها وما تتطلبه مصالحها السياسية، بالاضافة الى ذلك محاولة استغلال تلك الحروب لتقديم دول جديدة بعد تقطيع اراضي الدولة الواحدة عمليا. كانت تسمية المرتزقة ، مذمومه سياسيا ودوليا وكانت اشبه ان لم تكن اتهام او سبة للدول او الجماعات التي تطلق عليها هذه التسمية، اما اليوم وبفضل تلك الاحلاف العسكرية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها فقد منحت هذه التسمية الشرعية الدولية، على ارضية تفتيت الجيوش الوطنية واضعافها في الكثير من الاحيان، لا بل وجرى تلميعها وتغييرها الى " التحالف ضد الارهاب" والذي اتى و ياتي دوما بعد " اضعاف الدولة الوطنية" بوسائل عديدة منها الحروب الداخلية او اشعال النيران بدول مجاورة لها وتركها " تحترق على نار هادئة " وهذا ما يحصل مع مصر من خلال الفلتان الامني في ليبيا والاغراق باللاجئين وغيرها من تبعات الحدث ، والدفاع عن المصالح القومية وصيانة السلم الدولي والديمقراطية وغيرها من التسميات التي البست " حلف المرتزقة" ثوب التحالف الدولي ، الذي لا تتكلف الدول اعضاءه اوصاحبة القوة اي تكاليف مالية او غيرها ، وانما الدول الاخرى التي يقع عليها الفعل او صاحبت الطلب هي من يقع عليها تكاليف تلك العمليات وهذه الحقيقة حصلت في حرب تحرير الكويت والحرب عام 2003 والحرب الان على الارهاب والتي كلفت على التوالي 400 مليار دولار و 700 مليار دولار و500 مليار دولار الان" الحرب ضد الارهاب" تدفعها الدول المحيطة بالعراق وبشكل خاص الخليجية والعراق ، والتصريحات كثيرة على تكاليف الحرب الدائرة الان، و التي تقول اميركا انها ستكلف 500 مليار دولار، دفع العراق منها 250 مليون دولار لتغطية نفاقات الطلعات الجوية من 8/8-وحتى 2/9-2014 . ان اعلان هذه التكاليف وتعهد الدول الاخرى بدفعها.. هو من يضفي تسمية مرتزقة على القوى التي تخوض الحرب. لقد شن حلف " المرتزقة" التحالف ضد الارهاب منذ 8-8-2014 وحتى اليوم 29-10-2014 اي خلال 82 يوما ما يقارب 588 غارة جوية منها 358 غارة على العراق و230 غارة على سورية، اي بمعدل 7.17 غارة يوميا ، تلك الغارات التي اعلنت عنها وزارة الدفاع الاميركية ان تكلفتها اليومية وصلت الى8.300 مليون دولار يوميا اي 580 مليون دولار حتى يوم 16 اكتوبر حسب تصريحات وبيانات وزارة الدفاع الاميركية، والكثير من التقارير التي تشير الى ان طلعة جوية لمدة ساعتين لطائرة اف 16 تكلف بين 84-104 الف دولار وقيمة القذيفة الواحدة تساوي 20 الف دولار تقريبا وصاروخ كروز يقارب سعره اثنين ونصف المليون دولار وهلمجرا. فهل تشكل هذه الاحلاف الوجه الجديد لاستعمار البلدان؟ وهل يصبح هو البديل للجيوش الوطنية؟ ، اي بدلا من برامج تسليح وتدريب لجيوش وطنية وتحديثات وتنافس في المنطقة وحروب لا يريدها صاحب القرار او لايناسبه توقيتها، تقوم " الدول" بالطلب من صاحب القوة " رئيس العصابة" ان ياتي لتاديب الخارجين عن القانون!! مقابل مبالغ محددة ومتفق عليها، وضمن هذه اللعبة يجري رهن مصير الشعوب ومستقبلها لصالح تامين مصالح واحتياجات الدولة القوية في العالم!! ان هذه الاحلاف ستحول الدولة من مفهومها الكلاسيكي، اي الدولة صاحبة القرار والقوة النهائية في مصالحا الى شركة عابرة للقارات تخضع للعرض والطلب، كشركة يكفي ان يكون مقرها مرسوم بحدود معينة ، اما شرطتها خدماتها قوة الدفاع، الادارة تقوم بها شركات خارج الحدود، وضمن ما يراه ويرسمه تحالف الطغمة العسكرية الصناعية الاميركية وحلفاءه، وبالتالي ان صح ذلك فهل سيكون هذا مقدمة لوئد الثورات والصراعات الاجتماعية، من خلال بناء مجتمعات الماكدونل!!!.
|