ما سبب غياب النعمتان المجهولتان ؟؟ |
اتدرون لماذا نحن اليوم في العراق نتألم ونتعذب ونعاني ؟؟ الجواب بسيط ويعرفه الجميع وعايشه معظم العراقيين الموجودين في الداخل والخارج...الا وهو عدم توفر الصحة والامان ... فقد قال امير المومنين علي بن ابي طالب (ع): (نعمتان مجهولتان الصحة و الامان) وبمرور الايام تثبت صحة هذه المقولة القيمة ..فالعراقي اليوم وفي اية زاوية يعيش من زوايا العراق من الشمال وحتى الجنوب ( ولاسيما النازحون والمهجرون ) يلاحقه الارهاب والارهابيون ..قتلا وخطفا واغتصاب وعبودية واعتقال وتهجير وبهذلة ورزالة وطيحان حظ ..والى درجة ان داعش التي انتشرت وتفاقمت واستخدمت سلاح الطائفية الملعونة كان بسبب الظلم والاضطهاد السائد والذي يدفع بالمواطن ان يلجأ اليهم والى غيرهم من دعاة العنف والتكفيرين للتنفيس عن نفسه ومعاناته .. ولو ان داعش وكما تعلمون لم تقصر في الظلم والقمع فقد استخدمت سلاح الذبح بالسكين والاعدام الجماعي وبالجملة وامام المواطنين لترويج صناعة الرعب والخوف ولزرع الرعب في النفوس الى درجة الانهيارالنفسي وكما تعلمون فانها اجادت وبنجاح هذا السلاح ووسائل التخويف والترهيب الاخرى وهي عديدة ولا تحصى ولامجال لذكرها لطولها .. وعلينا ان نعترف فنحن من يساعدها ونشجعها على ذلك بسلوكيتنا الخاطئة والفاشلة والفاسدة و انتهاج السياسة الهوجاء العرجاء ..وعدم احترام الحق واحقاق العدل والمساواة وفقا للقانون واليكم مثلا واحد من الاف الامثلة :- خذوا قطاع الصحة مثلا وكما يقال فالصحة تاج على رؤوس الاصحاء فاين كنا صحيا واين اصبحنا ؟؟ وبالرغم من التقدم الصحي الهائل في العالم ؟؟ بربكم ..هل يتمتع العراقي بخدمات الصحة والصحة حاله حال بقية خلق الله المحظوظين ؟؟..الجواب لا والف لا .. وذلك بسبب مادمره وسببه الاحتلال وتشجيعه على نشر الفساد والذي نجد ان صحة العراقيين ولاسيما اطفالنا قد تدهورت بسبب تلوث ورداءة الهواء والماء والغذاء وغياب كل شيء يساعد على تامين ظروف صحية لائقة للمواطن ولاسيما الفقراء وصغار الموظفين وعوائلهم .. و شرح تفاصيل ذلك يحتاج الى مجلدات وكلكم عايشنه للوضع وتعرفونه ..ولكن حديثي موجه الى العراقيين الساكتين النائمين وهم اعرف من غيرهم بتردي الخدمات الصحية في العراق لانه لاتوجد عائلة وليس فيها مريض او اكثر ويعاني من عذابات مراجعة المستشفيات والاطباء وذوي المهن الطبية ...كالمختبرات والصيدليات ..والادوية المغشوشة او المنتهية صلاحيتها .. اي ما اود قوله ..ان الاحتلال ومن ساعده على الاحتلال من العراقيين ...لم يتركوا مجالا او ميدان يخدم ويفيد العراقيين ...الا وافسدوه وخربوه...وفي مقدمتها القيم والاخلاق العراقية الاصيلة والحميدة ..فاللصوصية مثلا عند العراقيين كانت تعتبر (عار وخزي وشنار) اما اليوم فاصبحت شطارة وذكاء وسباعية فاينما تذهب تجد امامك لص اما أمي او مثقف ويحمل شهادة عالية ..والغريب ان اللص المثقف تجده اضبط والعن من الامي ..لانه لايقبل بالقليل وانما بالملايين والمليارات وجمالة متدين ويضرب ركعة ويحجي بالوطنية ..وخوف الله !!!! وان كان المريض فقيرا وتمرض اليوم فهاي اللي الله كتبها عليه ( ولو انني ادعوا للفقير وللغني معا ان لايريهم الله مرضا ولا مكروها )..وبما ان خدمة المستشفيات (زبالة ) سيجد نفسه مضطرا لمراجعة الطبيب الاختصاص وملحقاته ..وستلاحظ وقبل ان تقول سلام عليكم .. ستقول لك السكرتيرة ... حجي اسمك ...عمرك ..الكشفية 50 الف ... وانت مضطرا ستورق عشرات الالاف من الدنانير ..ثمن خمسة دقائق تقضيها عند الطبيب .. علما انك ستنتظر الثلاث او الاربع ساعات متألما ومتوجعا بالسرة ...و هذا الوقت مجانا وعلى حسابك الخاص تنقضي من عمرك ..واذا اجريت تحاليل واشعات او تخطيط وما شابه ..فكل بثمنه وورق.الازرق والاخضر والاحمر.. وفي الختام وفي نهاية المطاف يجب عليك زيارة الصيدلية وهذه ربما تكون ملكا للطبيب المداويا ...وهنا تسكب العبرات ..لانها خاتمة التوريق .. وفي المحصلة النهائية تكون ورقت ما لايقل عن 150 الف دينار وانت الممنون ...ووصلنا الى هذه الحال بسبب غباء وفشل و تقصير من يقود العملية السياسية للاسف .. لانهم لم يضعوا خطة اقتصادية متوازنة ..تمنع الغلاء وتوزع الثروة بين المواطنين بانصاف وعدالة .. اتدرون وبالمناسبة ...بالماضي ايام زمان كانت مهنة الطب تعتبر من اقدس المهن واكثرها أنسانية ...لانها تساعد الانسان على استرجاع صحته وعافيته والتخلص من الالم ومقابل اجور معقولة او حتى مجانا ولاتها احدى النعمتين التي ذكرها الامام علي (ع).. ولكن للاسف وكما ذكرت سابقا ان اخلاقنا وقيمنا قد تغيرت ...فقد فقدت قلوبنا الرحمة وحب الناس وحسابات الاخرة وتحولنا الى دنيوين وماديين ونعمل اي شيء من اجل الفلوس ولنا قي ساستنا وقادتنا العظام خير قدوة فهم لايفكرون الا بجيوبهم والسفر للخارج .. والا ماحاجة الصيدلي كمثل او صاحب المذخر لان يستغل المريض المريض وباساليب متعددة.. ومع هذا نجد ان البعض منهم ( وليس كلهم طبعا ) ماتت ضمائرهم فان كان في العلبة 30 حبة مثلا يأخذ منها 20 ويبقي 10 حبات او كبسولات وينسي ان المريض المثقف يكشف العدد الحقيقي من قراءة العدد المكتوب على العلبة ... وبعضهم يستورد من مناشيء غير رصينة ومشبوهة او منتهية الصلاحية وفي كثير من الاحيان تجد الاسعار متفاوتة بين صيدلية واخرى وايضا الفروقات بالالاف ...وهي تعتمد على درجة جشع او قناعة الصيدلي لانه يطلب السعر الذي يريده ...ولانه متاكد ان المريض يدفع ما يطلبه ..وبدون مساومة ..واكرر واقول ليس كل الصيادلة من هذا الصنف وانما فقط المرضى جشعيا ..اما انا فاوجه اللوم الى نقابة الصيادلة ووزارة الصحة لغياب المراقبة والمحاسبة .. من المعلوم عندنا في المجتمع العراقي ان ذوي المهن الطبية مدخولاتهم عالية مقارنة بالموظف العادي كالمعلم او العسكري مثلا ..ولكننا نجد ان بعضهم يصل مدخوله اليومي والشهري الى عشرات الملايين كالطبيب الذي يعالج النظر بالليزر كمثل او اصحاب المستشفيات الخاصة وطبيبات الولادة او اصحاب المذاخر وغيرهم من المشهورين ...اليس من حقنا ان نسأل لماذا هذا الجشع والطمع ؟؟ للاسف هذه الظاهرة كانت نادرة جدا في المجتمع العراقي ..بالسابق كانت هناكضريبة دخل تفرض على كل المهن اما اليوم فاصبحت تايهة ونجد مدخولاتهم اليومية بالملايين وبدون مراقبة ضريبية تقلص الفروقات الطبقية بين افراد المجتمع... فظاهرة غياب السيطرة والمراقبة بسبب المحاصصة الطائفية والحزبية اصبحت هي السائدة والغالبية العظمى تحولوا الى لصوص ومبزين ومستغلين و نادرا ما تجد موظفا لايرتشي او بائعا يتمكن من ابتزازك ولا يبتزك ...فالرحمة قد تبخرت من قلوب اغلب الناس ...والاغرب من هذا انهم يتظاهرون بالتدين والخشوع والتمسك بالفروض ...الى درجة ان احدهم يكفر الاخر ...ولكنهم لايتورعون عن السرقة ..واللصوصية ..وبنفس الوقت انعكست على شكل غلاء ورفع اسعار ...وبالتاكيد يتاثر الاطباء وذوي المهن الطبية بذلك ...وما اطلبه هو تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه الظاهرة والمروة والانصاف من ذوي المهن الطبية .. ارجوا ان لا يفهم من كلامي هذا انني اقصد الجميع من ذوي المهن الطبية وانما وكما يقول المثل العراقي (لو خليت لقلبت ) فحاشا لله ولكني ادعو للرحمة بين ابناء الشعب ففيها نجاتنا...وانا شخصيا اعرف طبيبا في منطقتنا يعالج المرضى بخمسة الاف دينار وفي بعض الحالات لا يأخذ الكشفية ولايكتفي بذلك وانما تجده يتبرع للفقير بالدواء ..ولكن امثال هذا الانسان نادرون جدا ...و عكس ايام زمان كما سمعنا من اهالينا .. انا اعلم ان الحكومة السابقة كانت فاشلة ومقصرة بامتياز والوزارة الحالية لاتحسد على التركة الثقيلة التي ورثتها ممن سبقها وحملها ثقيل كما يقال ..ولاسيما في ملف الامن فهو شديد التعقيد ..ونقابة الاطباء وذون المهن الطبية ايضا مقصرين وبعيدين كل البعد عن هموم المواطن ..ووزراء الصحة الذين عينوا بالمحاصصة الحزبية والطائفية ايضا مقصرون ونحن المواطنون ايضا مقصرون ويعتبر هذا التقصير وفي كل المجالات احد المغذيات والمسببات للارهاب الذي نعاني منه اليوم وهذا يعني اننا اذا اردنا محاربة الارهاب جديا ؟؟علينا ان نحاربه بحكمة عراقية وليس كما يريد فرضه الاخرون من خلف الحدود ولو توفرت حسن النية من كل الاطراف وعلينا معالجة كل الملفات كرزمة واحدة .. مثلا معالجة ملف الغلاء الفاحش الذي ارهق كاهل كل المواطنين بما فيهم الاطباء وذوي المهن الطبية كالصيادلة والغلاء العام دفعهم لرفع الاجور كغلاء الايجارات مثلا ...هناك سلسلة مترابطة ببعضها وكلها تصب في تشجيع الارهاب والغلاء احدها والفساد اهمها وزيادة معاناة المواطن ف(الاحتلال خربها وكعد على تلتها ) ..اذن فالعلة منا وبينا ... وتذكروا حكمة اهلنا المعروفة ( الما يسوكه مرضعه ..سوك العصا ما ينفعه ) ..واعتقد هسة عرفتوا ليش الله طيح حظنا .. والجاي اضبط والله يستر ان لم نلحق ارواحنا .. وان لم تعلن الحكومة النفير العام في كل المجالات بشرط ان يشارك الجميع وبلا شروط سوى مصلحة العراق الوطنية ... وثقوا ان العنف والارهاب لن يتوقف بالحرب والطائرات وتجييش الجيوش فقط وكما يروج له البعض من تجار الحروب والسياسة وانما يجب فتح ومعالجة كل الملفات في ان متزامن ..فهل لكابينة العبادي الحالية القدرة والامكانية على ذلك وهل كل شركاء العملية السياسية سيسمحون له ويساعدوه ويتضامون معه ؟؟؟ نعم ان توفرت الارادة لدى جميع الفرقاء ..لولو ان السنين السابقة اثبتت بما لاقبل الشك ان السمجة خايسة من راسهه لذيلها .. لنتذكر دائما قول الامام (ع) (نعمتان مجهولتان ..الصحة والامان ) فلنعمل من اجلهما اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا .. |