لماذا لاتستنكر الأمة الإسلامية وعلماءها جرائم داعش وإنتهاكاتها للدين ؟ |
ربما هذا السؤال يراود غير المسلم ويبحث له عن إجابة ... أكثر مما يخطر على بال المسلمين أنفسهم! لسبب أن غير المسلمين قد تابعوا عن كثب قبل سنوات قليلة حملات الإعلام العربي النارية ورسائل التهديد والوعيد والتظاهرات المليونية .. رافعين شعارات ( إلا رسول الله ) ضد الفنان الدنماركي الذي رسم بعض صور الكاريكتير التي تسيء الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..حينها لم تنفع الإعتذارات الرسمية والحكومية ...وماهدأت فورة الشعوب العربية والإسلامية وخمدت اصوات علماءها إلا بعد أن أعلنت الشركات والمؤسسات الحكومية مقاطعة البضائع الدنماركية وإلغاء جميع الإلتزامات معها وتصفية حتى الأبقار الدنماركية المقيمة على الأراضي الإسلامية ... وقد أحترم العالم هذه المشاعر وقدرنا جميعا هذا الحرص على قدسية رسول الله.. . وحمدنا الله أن لازالت في هذه الأمة بقايا حمية على نبيها بعد أن هتكت حرمته في أهل بيته الأطهار وإنحازت الى أميرها المنحرف ...وتوقف الإعلام الغربي وبعض المرضى من غير المسلمين عن تجاوزاتهم وتطاولهم على مقام النبي الأكرم ..ويعتقد المراقبون أن سبب هذا التوقف لايعود للإعتراضات والتظاهرات الشعبية فقط .. وإنما إكتفوا بالمنحرفين القدماء الجدد الذين يتوالدون من رحم الأمة التي قاتلت وناضلت من أجل نبيها ! إكتفوا بداعش ..فإذا كان الرسام الدنماركي قد أساء للنبي الكريم بتشويه صورته ...فداعش قد شوّهوا رسالته وأساؤوا لمضمون مبادءه وأهداف بعثته كما أرادت له السماء(وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين) وكفروا بخلق الإسلام وخلق نبيه (وإنك لعلى خلق عظيم). داعش أطلقوا على نبي الرحمة أسم محمّد الذبّاح ...وحرّفوا أحاديثه يقول صلى الله عليه وآله وسلم .."علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"... داعش حرّفوا الحديث وأفتروا على النبي ص وقالوا "علموا أولادكم حزّ الرقاب " وإنتهاك الحرمات ! قامت قائمة الأمة الإسلامية على حرق بعض نسخ القرآن الكريم من قبل القس العنصري تيري جونز وهو حق أن تنتفض وتعترض على هذا الإنتهاك والتطاول على حرمة كتاب الله ..ولكن يبقى فعل هذا القس لايتعدى حرق الورق الذي كتب عليه كلام الله لأنه أحقر من أن ينال من مضمون وجوهر ومقاصد القرآن الكريم...ولكن الخطر الكبير يكمن في من يستهدف رسالة القرآن الكريم ويدمّر مضمون آياته ويستهتر بمقاصده العظيمة ... وأولى هذه المقاصد وأهمها هي حرمة النفس الإنسانية والتشديد على الحفاظ عليها ..( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) كم مرّة داعش قتلوا الناس جميعا ؟ وكم مرّة كفروا بمضمون هذا القرآن الكريم الذي بكته الأمة ونعته على منابرها عندما أحرق أوراقه تيري جونز ؟ كم مرّة باليوم والساعة تُنتهك الحرمات التي نهى الله عنها بشدّة من قبل داعش ؟ أحلّوا كل ماحرّم الله بغيا وظلما مارسوا الزنا أحلوا أكل لحم البشر إذا كان ممن يخالف عقيدتهم ...رفعوا لواء جهاد النكاح أغتصبوا القاصرات مزقوا شريعة محمد تمزيقا ..ولم نسمع لهذه الأمّة الغيورة على دينها ونبيها تغيظا ولازفيرا ! صمتٌ مخجل أمام هذه الإنتهاكات والجرائم الوحشية ! أختفت التظاهرات المليونية ؟ وهفتت أصوات المطبلين والدعاة الذين ملئوا الدنيا ضجيجا وعويلا وبكاءاً على الرسوم الكاركاتيرية ! فلم يرف لهم جفنٌ ولايتحرك فيهم عرقٌ لذبح الأطفال والأبرياء ! لماذا لأن المجرمين يكبّرون الله أثناء إرتكابهم الجريمة ... خلص ..وأي جريمة قتل أو إغتصاب إذا رافقها التكبير يكتسب مرتكبها حصانة بتوقيع أبن تيمية !!! ولايعني هذا أنه لاتوجد أصوات شريفة من الطائفة السنية ترفض ممارسات داعش ..نعم يوجد بعض الشرفاء وبعض الدعوات ضد داعش لكنّها خجولة ومحدودة ومُحارَبَة من المتواطئين والمقيدين بفقه أعمى ... الفقه الذي لايجوّز الإعتراض والخروج على الحاكم(المسلم) فاجرا كان أو غارقا في الفسق ! أما أغلبية الأمّة فهي داعشية الهوى نفاقية المبدأ والدين ! لماذا ؟ نفس الأسباب التي شرّعت ليزيد قتل الحسين عليه السلام ...وستبقى هذه الأمّة بعلماءها وشعوبها أسيرة هذا الإعتقاد حتى تحترق بشرّ أعمالها..أذا ماتحررت من عقدها..
|