ذراري قتلة الحسين (في عصرنا) يكررون أفعال آبائهم في طف كربلاء |
إن هذه العصابة المجرمة المسماة (داعش) قد عمدت إلى عبارة هي من أقدس العبارات وإلى شعار إسلامي هو من أجل الشعارت ألا وهو قول (الله أكبر) فجعلته عنوانا للشروع في القتل وطريقاً إلى الفتك والاستباحة، فتحت هذا الشعار قد قامت هذه العصابات الآثمة بقتل المسلمين، فاقترنت في اذهان الناس اليوم كلمة (الله أكبر) بسبب هذا التكرار المستمر لإطلاقها بالموت والهلاك، حتى صار بعض الناس ينفرون من سماعها، لقد أصبح التكبير المقارن للقتل والإعدام بمثابة المنبه الشرطي (بحسب اصطلاح المدرسة السلوكية) لإثارة ذلك الشعور بالإشمئزاز والنفور والتوجس، وأن هذا الشعور هو نتيجة نفسية لأطلاق تلك الكلمة أو بحسب عبارة بافلوف (استجابة شرطية) لسماعها... وهذا هو أشنع وابشع تشويه للشعارات والقيم الدينية.. لقد كان بنو أمية لعنهم الله يفعلون مثل ذلك حين الإقدام على قتل ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ففي واقعة الطف المفجعة كان الأمويون يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل حينما يقومون بقتل رجل من أصحاب الحسين عليه السلام أو من أهل بيته، وذلك ليلبّسوا على الأغبياء أو المغرر بهم الذين جاءوا بهم لمحاربة الحسين عليه السلام بأنهم أهل الحق، فإنه حينما تصدح حناجر قادتهم وكبار جلاوزتهم بتلك الشعارات الإسلامية يحصل نوع من الاقتران الكاذب والعلاقة الشرطية بين القول والفعل، فيبدو الفعل مبرراً ومقبولاً طالما كان تحت شعار (الله أكبر) أو (لا إله إلا الله)، بل أن قتلة الحسين وصحبه وأهل بيتهم قد بالغوا كثيرا في استعمال تلك الحيلة لإيهام من حضر الواقعة بأنهم يقاتلون نفر من الخوارج والمتمردين على الخلافة الإسلامية. وأن الحسين عليه السلام شخص يحاول شق وحدة صف المسلمين بمعارضته ليزيد لعنه الله، وأنه يطمع بالخلافة لنفسه... ولم يزل إلى الآن من يعتقد بذلك من أهل السنة وخاصة الوهابية والسلفية أخزاهم الله. ولذلك فإن اجنحتهم العسكرية وفلوهم المسلحة كداعش والنصرة قد سارت على نهج تلك الزمر المجرمة التي تلطخت أيديها بدماء الطيبين من آل محمد صلى الله عليه وآله، ومنه يُعلم السبب الذي لأجله يقتل الإمام المهدي عجل الله فرجه ذراري قتلة الحسين عليه السلام، فما ذلك إلا بسبب رضاهم بأفعال آبائهم وتكرارها حينما يقتضي الظرف ذلك كما هو حاصل اليوم. |