شموع الطفوف تدر الحروف.. شعر: ماجد الربيعي

حُســينٌ هُنــــا
تَيَمّمْ وصــلِّ حُسـينٌ هنـــا
ومٌ أسكَتَ السيفَ والألسُنا

تَيمّــمْ وَقبّلْ ثَرى كــــربــلاء 
وصلِّ بأقدسِ ارضٍ هُنــــا

هنـا كــــــربــلاءُ وكابوسُِها 
وصَخِــبُ العويــلِ يَهّزُ الـدُّنا

صِغـارٌ تَئِـنُّ خيــامٌ تَشِبُّ
ورأسٌ يرَتـلُ فــوقَ القَنــــأ

فمَن مثلُ صَدرِكَ داسَت عليهِ 
خيولُ اللئـــامِ ومجداً بَنـــا

ومَن مثلُ جودِك حتّى الرضيعِ 
الى اللهِ أهديتَ وهوَ الضَنىّ

ومن مثلُ جيدِكَ لاقى الطّعانَ 
فلَمْ يلقَ رُمحٌ بهِ مَطْعَنــا

ولَمْ يلقَ سيفٌ بهِ مِن مَكانٍ 
لِكَثرِ الجّـراحِ غَدا مُثخَنا

وَمَنْ مثلُ صَبركَ دارتْ عليهِ 
ثلاثونَ الفاً عَبيـدُ الخَنــا

عَبيدٌ يسدّونَ عينَ السماءِ 
وكانَ الهَـوانُ لَهُمْ دَيدَنــا

فَهُمْ يعلَمونَ بأنّكَ حقٌ 
ولكنَّ مالَ الدعيُّ اُلمُنى

ولامِن مُعينٍ ولا مِن نَصيرٍ 
وحيداً وما دَبَّ فيكَ الوَنى

فكنتَ كَليثٍ تُلاقي الحُشودَ 
تطاوِلُ هاماتَهمْ مُؤمنِا

بأنّ المَماتَ بعزًّ خُلودٌ 
وأنًّ الحياة بذِلًّ فَنا

وهَيهاتَ مِنّا بذلً نَعيشُ 
تصيرُ المنايا لَنا أهَونا

زؤامٌ هو الموتُ ضَرٌّ عظيمٌ 
وشهدٌ بدربكَ لو مَسَّنا

نَزِفُّ بِعِشقِكَ في كلَّ يومٍ 
قرابينَ تَذوي بأكبادِنا

فما زالَ فينا يُقيمُ الدَّعيُّ 
وللأنَ شَمرٌ هُنا بينَنَا