بعبع داعش ومقبرة جرف الصخر

لا أعلم سر الخلاف اليومي بين الحاجة أم جزائر وطائر النورس , حيث كل ما مر على علو من سطحها , حتى صرخت بصوت يرن وقوة فولاذية ( سكين وملح , سكين وملح ) , لتعود مرة أخرى الى فراشها تشكي ألم المفاصل , التي رأيت انه اختفى عند صرخة (السكين والملح) المجلجلة , كما لا أعلم أيضا كيف ( الطنطل ) يخرج كل يوم في حواري الشواكة وباب السيف في أربعينيات القرن الماضي , ولماذا اختفى من أبجدياتنا البغدادية وحواراتنا , مثلما اختفت الآنسة سعلوه ومدام عفريته , مع العلم أنا أرى يوميا مئات الطناطلة والسعالو والعفريتات , يمتهنون شاشات التلفزة يوميا , مرة تحت عنوان النائب واخرى النائب السابق , ومرة أخرى بعنوان وزير أو محلل . الحاجة أم جزائر وغيرها جزء من تاريخ بغدادي متطنطل بالخرافة , لكنها خرافة جميلة أشبه بالدعابة , اليوم بودي أن أتحدث عن شخصيات طنطلية أخرى غير حكومية , كما إنها بعيدة عن الحس الجمالي أو بالأحرى بغيضة , انه الإعلام الطنطلي , والذي تجسدت طنطليته بشكل مكشوف مع ظهور داعش , حيث زمر الزمارين واخرجوا كل ثعابينهم المتراقصة على أصوات المزمار , عن قوة داعش الخرافية , و أسلوب حركتها وتكتيكاتها وتدريباتها , وكيف تلتف بسرعة البرق على نفسها , حتى بالغ البعض بهذه اللفة ليصورها على إنها أفضل من لفة نجوى فؤاد على طبلة شريف عبدو , أحد ابرز الطناطلة الإعلاميون , ولا اعلم ان كان هو ابن الموصل أم ابن الـ ....... , لا زال يسمي داعش الدولة الاسلامية في العراق والشام , ولا ادري كيف اقتنع بدولة تمتهن المتاجرة بالمرأة , ولا تعلم شيئا عن تريشكوفا ونوال السعداوي , وصوت أم كلثوم لديهم عوره , والجاكوزي والحمام الغربي عندهم رجس من عمل الشيطان , وبعض الكتاب المتطنطلين يسببون ظهور داعش على انه ردة فعل على تهميش بعض المناطق العراقية , ويزيدون على ذلك باستضافتهم لسياسيون متطنطلون أيضا يعزفون على نفس الأوتار الطنطلية , كل هذه الطنطلة والنحثلة سحقتها اقدام الجهد الوطني وأقلام الفكر النير سواءا من ابناء الداخل أو الخارج للوطن المعافى , شيوخا وشبابا في جبهات البوابة الغربية والشمالية بأقدام مشتركة الخطى , وبصولات ذابت فيها الهويات الفرعية المذهبية والطائفية والقومية والدينية , جبور صلاح الدين تنكبوا غترهم البيضاء وامتطوا الليل حصانا لمطاردتهم يتكئون على ابناء كربلاء , جغايفة حديثة كانت مصادر استطلاعهم ابناء النجف الأبرار , هلاهل شجاعات الضلوعية امتزجت بأهازيج ابناء مدينة الصدر والشعب , أكثرها عمقا في ذاكرة الحاضر , هي انتصارات جرف الصخر , تلك الصولة الخاطفة التي أعادت للمؤسسة الأمنية والعسكرية هيبتها , وأظهرت قدرة العراقيين بالالتفاف حول مؤسساته الحكومية , وبسالة أبناءه من كل الطوائف , لقد راهن وبالغ المتطنطلون الفارغون بقوة داعش والتزامهم العقائدي بقضيتهم , لتكشف لنا صورة جرف الصخر تجرذنهم ورعبهم وانكسارهم , حتى باتت فلولهم المنهزمة لا تفرق عبور الجدول سباحة أم ركضا على الأقدام , وفي الجانب الآخر أظهرت صورة التلاحم العراقي في ساعات البأس عزيمتها الضاربة في طنب التاريخ , إنها جرف النصر ستبقى عصية على اقدام الجهل وممتهني الخرافة , وهي رسالة مختومة بالحجر الكريم لعراق قد يجرح حينا ولكن لا ينكسر.