الانتخابات المحلية..ستكون انعطافة مهمة في التاريخ التركماني السياسي |
رغم الفوضى السياسية العارمة في البلاد في ظل المظاهرات التي تشهدها العديد من المحافظات ومدى تعامل الحكومة في بغداد مع مطالب المتظاهرين, نحن على موعد في العشرين من شهر نيسان القادم مع الانتخابات المحلية باستثناء محافظة كركوك يبدو أنها لا ترى الانتخابات سيما في العام الحالي نظراً لانشغال الكتل السياسية مع العديد من القضايا التي لم يستطيع الماضي والاجتماعات بما كان يعرف سابقا بالمعارضة العراقي ان يجد لها حلولاً ناجحة لكي تتحول بعد ذلك الى بغداد بل تتعمق وذلك بسبب انشغال الكتل السياسية بالمكتسبات الحزبية. كما أسلفنا في مقالاتنا السابقة بأن الانتخابات هي رمز الشعوب التي تحب الحرية والعدالة وهي في نفس الوقت انعطافة تاريخية في التمثيل الحقيقي للشعوب والمكونات الأساسية. أما هذه الانتخابات فتعتبر للتركمان خطوة أساسية في نيل الحقوق المشروعة في مناطقهم إضافة إلى أن الاستعدادات المبكرة للحركات السياسية قد اثبت مدى تأقلم هذه الحركات مع مجريات العملية السياسية. التركمان قد اختاروا دخول مضمار السباق الانتخابي ضمن تحالفات في بعض المحافظات وقوائم تركمانية موحدة في بعض المحافظات..من خلال متابعتنا لردود أفعال الأوساط الشعبية التركماني كان في السابق مخاوف من مشاركة التركمان ضمن تحالفات وهذا قد يكون عين الصواب, لكن ونظرا لعدم وجود مؤسسات مهنية تقوم بإجراء التعداد السكاني العام والتجاوزات التي تعرضت لها المناطق التركمانية يبدوا ان الدخول ضمن تحالفات حل وقتيا صحيحا. من الناحية الإستراتيجية يحتم علينا ضرورة دخول التركمان في مجلس محافظة ديالى وذلك لوجود كثافة سكانية تركمانية لا يستهان بها في هذه المناطق بخصوص محافظة صلاح الدين التي سيدخل التركمان ضمن قائمة موحدة وهذا ما كنا ننتظره من المؤمل ان نحقق من نطمح إليها لان قضاء طوز خوماتو والقرى التركمانية المحيطة تعتبر رمزاً حيا للقضية التركمانية ومدى مشروعية هذه القضية ولدينا تجارب مشهودة في الانتخابات السابقة. محافظة موصل وتحديدا قضاء تلعفر التي تعتبر اكبر قضاء في العراق ولأسباب سياسية بحتة لم تتم تحويلها الى محافظة بتصورنا فأن أهالي هذه المناطق سوف يفجرون مفاجئة من العيار الثقيل عبر مشاركة واسعة في الانتخابات وإعطاء صوتهم الى ممثليهم الشرعيين وان التمثيل التركماني في مجلس محافظة موصل حتمي وذلك لوجود ثقل سكاني واسع الانتخابات هي الفرصة الوحيدة لأثبت هذا الثقل. أما في محافظة بغداد هنالك كوتا تركماني واحد في مجلس محافظة هذا مكسب تركماني أخر يضاف إلى المكتسبات السياسية ولا ننسى العشائر التركمانية المنتشرة في محافظة الكوت ورغم مرور مئات السنين إلا ان هذه العشائر متمسكة بتركمانيتها وهذا دليل واضح على مدى عراقة هذه العشائر وتمسكهم بقوميتهم. نأمل ان تشهد الانتخابات المحلية مشاركة واسعة للتركمان في جميع ربوع مناطق توركمن أيلي لأننا ومنذ اليوم الأول لوضع حجر الأساس للعملية السياسية قد اخترنا الأساليب الحضارية لكي نصل إلى حقوقنا القومية المشروعة وان الانتخابات هي أهم المحطات الحضارية في تحديد الجغرافية التركمانية. |