متظاهرو الانبار ينبذون اقليم الغربية انقاذاً لشعب يتلظى في الطاوات الحامية

تومض الطروحات الطائفية، بين ظهور واختفاء، وسط تظاهرات المحافظات الغربية، منذ انبثقت اعتصامات الرمادي، سارية الى الموصل وسامراء وتكريت وديالى، بمباركة من محافظات الجنوب، التي تترقب انجلاء الموقف، كي تعرف حقيقة الامر، هل هي فعلا كما يلوحون، تظاهرات لمحو اثر الشيعة من الوجود، ام نداء وطني يطالب بتأمين الخدمات للشعب العراقي كله، من دون مشاريع وهمية ولا ارصفة وجزرات وسطية وسنادين حشيش ذابل، تستنزف ميزانيات فلكية، من ثروات طائلة، لشعب يتضور جوعا، نظير شبع ثلة مبطرين حد التخمة، مثلما كان العراقيون يموتون على جبهة حماقات الطاغية المقبور صدام حسين؛ من اجل ان يواصل ابنه عدي استحياء اعراض الناس.

كتب على هذا الشعب ان تتلاقفه الطاوات الحامية.. لظى، من مجرم مهووس بالحروب، الى حرامية، يسرقون قوت الشعب، منذ عشر سنوات، ولم ترتوِ لديهم شهوة المال.

يندس بين فترة واخرى، جوقة زمارين، لا ندري ان كانت جهة ما داخلية، ام قوة خارجية معادية، توكل اليهم مهمة اشاعة الاهازيج الطائفية والتهريج الفئوي، الذي ينعطف باعتصام المحافظات الغربية، الى موقف مبهم إزاء فهم الجنوب.

هذا الابهام افاد منه المفسدون الذين يتقاضون ميزانيات تكفي لانشاء محطات كهرباء، نظير رصف عشرة امتار من شارع متخسف.

جهد منظم للانعطاف بالتظاهرات عن اهدافها الوطنية، الى ادعاءات باقليم موال لتنظيم القاعدة، يناصب الشيعة العداء ويستبيح دمهم وعرضهم ومالهم، بلغ ذروته، بعد سكتة مريبة، حين انفجر ائمة وخطباء، بالطروحات الطائفية، متخطين المشكلة الاساس، التي اتضحت بترقيع الدولة لفتقها، عندما افرجت عن سجناء، بشكل يضع القضاء امام احدى تهمتين، احلاهما مر: اما هؤلاء المطلق سراحهم، ابرياء وقضوا كل تلك السنين رهن السجن ظلما؟ او مجرمون واطلاق سراحهم تفريط بالعدالة؟

نسيت التظاهرات ان تضع مثل هذه النقاط على حروف المشكلة الدائرة رحاها بين الشعب وحكومته المنتخبة (!؟) تسحق أمل العراقيين بحياة رغيدة تتلاءم مع ثرواته المنهوبة، من قبل ومن بعد.

الا ان الامر حسم، عندما قاطع المتظاهرون كل من يدعوا للانفراد باقليم الغربية دون العراق، والانتساب لرجاء شحيح بسيطرة القاعدة على سوريا، فتنفصل المحافظات الغربية عن العراق وتنتظم بسوريا تحت حكم القاعدة، معتمدة في مواردها على حقل غاز (العكاز) وسواه من موارد تدعم حقد القاعدة على السلام الانساني.

اثبت المتظاهرون ولاءهم للانسانية من خلال مواطنتهم في العراق الواحد، عندما مزقوا منشورات تدعوا لاقليم الغربية، قائلين: هذه ليست قضيتنا.

استجابت الرؤوس الواعية.. الملتزمة، في اعتصام المحافظات الغربية، لفتوى الشيخ عبد الملك السعدي، بتحريم الاقاليم، مثبتين توحدهم في الصف الوطني، وفق تعاليم الاسلام الواضحةِ سماحةً.

حققت التظاهرات موقفا مبدئيا واضحا، بتمزيقها منشورات اقليم الغربية، ما اكسبها تضامن الجنوب، المستريب، متحفظا.. فهو يريد تشخيص الاخطاء، في الوقت الذي دوهم وجوده بالابادة من قبل متظاهرين، فلتت موازين طروحاتهم، من تصحيح اداء الحكومة، الى بعثرة الطائفية والاحتراب المذهبي.

أقبل كل يد سنية مزقت منشورا يحث على الانفصال او المساس بالشيعة، ليس لأنني شيعي، انما لأن اليد التي مزقت المنشور عراقية.. مباركة بين الرجال.