هم توصلوا الى سر السلام قبلنا

من المعلوم ان منابع الثروة النفطية معظمها في الشرق الاوسط وطمع البعض من الدول الكبرى في هذه الثروة واضح للعيان في جميع مخططاتهم ومشاريعهم المسماة بتسميات مختلفة للحصول على هذه الثروة مجانا او بارخص الاسعار وذلك بخلق الفتن والاضطرابات في بعض من هذه البلدان.

 

 اذا امعنا النظر في الدول النفطية سنجد قسمين من الدول القسم الاول مالكة للنفط وليس فيها فتن ولاقتل ولا فوضى وانما عمران وتطاول في البنيان والقسم الثاني مالكة للنفط ولكن فيها الفتن والاضطرابات والفوضى والقتل والدمار و...و...

 

الذي حفزني لكتابة هذا المقال هو احد اصدقائي المتقاعدين عن العمل والذي عمل كمهندس في احدى الدول العربية النفطية المستقرة والهادئة يقول صديقي:

اذا كان اي مشروع تفكر فيه الدولة النفطية كلفته القصوى كمثال 15 مليون دولار فالشركات الغربية تحصل عليه بـ 10 مليار دولار يعني ربح اضعاف مضاعفة وتقوم الشركة الغربية وتحيل المشروع للمناقصة وتأتي شركات من دول اخرى كـ كوريا  أو تركيا حيث كان يعمل صديقي وتحصل على المشروع بـ 15 مليون وتكمله وتسلمه الى الشركة الغربية.

 

ليس من المعقول ان هذه الدول النفطية لاتعرف السعر الحقيقي وانما تعرف ولكن تتغاضى وتتظاهر كأنما لاتعرف التكلفة الحقيقية للمشروع وتمنحها للشركات المسيطرة على العالم.

 

معظم هذه الشركات الغربية اصحابها ذوي نفوذ قوي في الحكومات الغربية أو هم رؤساء للبلد بالنيابة او وزراء  أو نواب في البرلمان  ولابد ان تربح الارباح الخيالية واذا لم تربح تقلب البلد الى بؤرة للفتن والاضطرابات وبالتالي تحصل على النفط بارخص الاسعار وتجعل اهلها يقتتلون فيما بينهم...كما حاصل الان في العراق وليبيا(*) يعنى خلاصة القول لو تعطي وانت راضي ستعيش انت وبلدك بسلام واذا حاولت التهرب من الدفع  ستدفع ايضا و لكن سيصيب بلدك الخراب و كل انواع الفتن والاضطرابات والفوضى والقتل والانحلال الخلقي.

التظاهر بعدم معرفة القيمة الحقيقية للمشروع احدى وسائل الابتعاد عن شر الغرب وهناك وسائل اخرى كشراء الاسلحة والمعدات والسيارات والمكائن والتجارة بكافة انواعه .

الدول النفطية المستقرة ادركوا هذا السر ولذلك يدفعون للوقاية من شر الشركات الغربية.

--------------------------------------------------------------

 (*) ليبيا حصل فيها ماحصل حين رفض السيد معمر القذافي بيع النفط بالدولار أو اليورو وانما طلب مقابل النفط ذهبا وفي نفس اليوم قرروا سحب حبله .