طه (اللهيبي) اسم على مسمى

 

من طريف ما يذكر، على الرغم من أن هذه الأيام أيام حزن وليست أيام طُرفة وتندّر إلا أن للضرورة أحكام تقتضي الكلام في مثل هذا المقام: إن معنى (لهيبي) باللهجة العراقية هو الشخص السارق والنصّاب الذي يعمد إلى سرقة أموال الناس والاحتيال عليهم. وهذا ليس بمستغرب ففي كثير من الأحيان تصدق بعض الأسماء على مسمياتها، وقد قيل في المثل: ((لكل إنسان من اسمه نصيب))... حينما اطلعت على التصريحات المضحكة التي تفوّه بها النائب طه اللهيبي تبادر إلى ذهني على الفور هذا المثل، وقلت في نفسي: عجباً، هل يعقل أن يكون الوصف دقيق إلى هذه الدرجة؟ فاللهيبي بحكم شَغله لمنصب (برلماني) يسرق أموال الشعب ويشارك أخوانه بشكل روتيني في عملية النهب المبرمج لخزينة العراق، ولكنه من جهة ثانية وهذه هي الطامة الكبرى سارق مع سبق الاصرار، فقد برهن طه على اتصافه بهذه الخصلة (اللهيبية والسرقة) التي تليق به وبمن هم على شاكلته وذلك من خلال استحواذه على المال العام عبر عمليات نصب واحتيال مسجلة باسمه وموثقة بالأرقام، وأيضاً بما وصله من امدادات وتبرعات من خزائن بعض أخواننا الأعراب في الخليج لغرض تمويل الإرهاب ودعم عصابات داعش ومن يساندها... 
وسأزيدكم في الطنبور نغمة لعل الكثير منكم لم تخطر على باله: إن اللهيبي قد أصبح بعد أن تبرأت منه عشيرة (اللهيب) مقطوع النسب، ولكن تشبثه بلقبه واصراره على الانتماء إلى هذه العشيرة التي لفظته وأبعدته لما ألحق بها من العار والشنار قد جعل من طه (اللهيبي) سارقاً بجميع المعاني العامة والخاصة، المطلقة والمقيدة، المجملة والمبيّنة، فهو سارق في الجوهر كما في المظهر وفي والمضمون كما في المفهوم وفي الاسم كما في المسمى وفي الحقيقة كما في الطريقة...الخ.
وأما زعمه بأن أهل العمارة أصلهم من الهنود فمما يضحك الثكلى إذ يتجاوز هذا التصريح كثيرا مفهوم (السرقة) ليصل إلى حد الهذيان والتخريف، إنه اليوم مطالب بالاعتذار لأهالي العمارة، وإلا فإن سيسمع قريبا أنباءً ليست سارة، تقوده حتماً تبرير آخر لمفهوم (اللهيبي)، فبعد براءة عشيرته منه ربما يترشح كفهوم جديد لهذا اللفظ العتيد معتى يعرفه العراقيون وإن لم يكن كثير الاستعمال والتداول فاللهيبي يحتمل أن يعني (المنهزم فراراً) اشتقاقا من سرعة اللهب، فهل سوف يشرع طه منذ اليوم بتطبيق مفهوم (راح ينطيها اللهيب) ويمم وجهه جنوباً أو شمالاً وريما شرقاً أو غرباً... إلا أننا وفي جميع الأحوال لا نتوقع لفراره مهما زاد أوار (لهيبه) شدةً أن ينتهي إلى استقرار، بل سيكون (طه) على الدوام في حالة الفرار.