في الديوانيــــة، وفي أنقاض بيوت تطوقها مستنقعات مجاري، وتسكنها مئات العوائل الفقيرة التي لاتجد قوت يومها،، حاولت فاطمة دخول المدرسة فرفضوها لأن عمرها (9) سنوات،، توسلت بهم حد تقبيل الأيادي فلم يقبلوها.. وحين سألتها اليوم عن شعورها وهي ترى الفتيات يذهبن للمدارس، تمتمت بكلمتين ثم انفجرت باكية بدموع حرى، كأنها بركان قهر مكبوت ينفجر... غمدت رأسها بين ذراعي وظلت تبكي فأنفجرت زميلتي "مينا" باكية معها، ثم وجدنا دموعنا جميعاً تنساب على الخدود.. قهراً وتوجعاً على شعب يتوسل أطفاله الفقراء المعدمين من أجل التعليم فتحرمهم الحكومة منه!!!!
لم تكن فاطمة هي الوحيدة التي رفضوا قبولها بالمدرسة، بل هناك أخريات من نفس هذه المنطقة (الزراعيين) القريبة من جامع (أهل البيت) والتي ترفرف على سقوف خرائبها بيارق الحُســين عليه السلام.. فيما الفتيان حرمهم أهلهم من التعليم للتفرغ للعمل بجمع "القواطي" وبيعها، وتأمين قوت أسرهم من ثمنها..
توجعت قلوبنا كثيراً، واشتعلت صدورنا غضباً، فكيف لهذه الأسر أن تتحرر من الفقر المدقع إن كانت الحكومة هي من تكرس الأمية والتخلف في صفوف ابنائها، وتجعل التعليم حسرة في قلوبهم مثلما جعلت لقمة العيش حسرة عليهم...!!! أتمنى أن يقرأ المسؤولون في محافظة القادسية هذا المنشور ويساعدوا الطفلة "فاطمة محمد جياد" وشقيقاتها وفتيات المنطقة الأخريات في دخول المدرسة... فو الله أن حرمانهن جريمة لاتقل بوحشيتها عن جرائم داعش..
|