جلد الأمة للسيطرة عليها 1- سلاح الأكاذيب |
تنشط الإعلام الذي تسيطر عليه جهات معادية للشعوب العربية والإسلامية، وخاصة في الإنترنت، حملة عارمة لتحقير تلك الشعوب ودفع أبنائها إلى اليأس. وقبل عام كتبت مقالة بعنوان "المثقف كأب حنون لشعبه في زمن الضياع"، وأجدني اليوم مدفوعاً لتكرار الكتابة في الموضوع الذي ورد فيها، والتنبيه إلى نفس الفخ والمؤامرة التي نبهت عليها في تلك المقالة وغيرها. مؤامرة تحطيم النفسية الشعبية العراقية والعربية والإسلامية.. ليسهل السيطرة عليها.
وقد يرد القارئ الكريم: وهل يحتاج "المسيطر" ما يسهل له تلك السيطرة؟ أليست السيطرة تامة وقد اكتملت من كل جهاتها؟ يبدو أن الأمر ليس كذلك، رغم ما نشاهده من انهيار مخيف...
السيطرة النفسية
يشير ستيفان والت في كتابه القيّم: “ تدجين القوة الأمريكية “ (Taming American Power – Stephen Walt). إلى دور العامل النفسي في تسلط الولايات المتحدة على العالم، فيبين أن تعامل الدول المختلفة مع الولايات المتحدة، لا يحدده القوة الفيزيائية للولايات المتحدة ولا السياسات التي تنتهجها فحسب، ولكن ايضاً تتاثر بالطريقة التي توصف بها تلك القوة والطريقة التي تقدم بها تلك السياسات، والمعاني التي يتم ربطها بها. ولو أن الشعوب الأضعف أدركت هذه اللعبة لكانت أكثر قدرة على مجابهة القوة الأمريكية، فالقوي لا يستطيع السيطرة التامة على الضعيف بقواه الفيزيائية وحدها، إن كان الأخير سليماً نفسياً. ولذلك يمكننا أن نفهم لماذا يلجأ القوي إلى منع إدراك هذه الحقيقة من خلال وسائل نشر الإحباط. وينبه والت إلى أن "هذا الأمر لا يقتصر على العلاقات الدولية. فبين أن السيطرة لا تكون تامة حتى في حالات فرق القوة الكبير جداً، مثل الفارق في القوة بين سلطة السجانين والسجناء في السجن، وبين السادة والعبيد في مجتمعات العبيد السابقة، وبين قوة سلطة الشركات الكبرى والعمال." فرغم ذلك الفارق الكبير، يحتاج القوي إلى أن "يدعم هذا الفارق في القوة الفيزيائية، أيديولوجية تقوم على تصوير العبيد أو السجناء أو الفقراء على أنهم ضعفاء وسيئين لأسباب وراثية اصيلة، وبالتالي فهم يستحقون الوضع الذي هم فيه." وعندما يقتنع هؤلاء بهذه الفكرة تصبح السيطرة عليهم أسهل بشكل كبير. فما أن اختفت تلك الفكرة بعد الحرب العالمية الثانية من أذهان الناس، حتى أزاحوا النظم الإستعمارية التي بقيت مسلطة عليهم قروناً طويلة من الزمن، كانوا خلالها مؤمنين تماماً أنهم يستحقون مصيرهم وأنهم غير قادرين على تغيير الأوضاع، تماماً مثل إيمان العراقي اليوم بسلطة الولايات المتحدة عليه وعلى بلده، وتحديدها لحكامه! فقد جاء المالكي بمؤامرة أمريكية صريحة أزاحت الجعفري، وجاء العبادي بمؤامرة أمريكية أكثر صراحة أزاحت المالكي، ولم يناقش موضوع تلك الإزاحات وحق أميركا في ذلك كثيراً في الإعلام، بل تم القفز فوراً إلى "تأمل الخير" بالعبادي، كما تم "تأمل الخير" في المالكي من قبله، وفي كلتا الحالتين هناك استسلام شعبي شديد لما يأت به الأمريكان من حكومات تفرض على رأسه، وما يفرض عليه من علاقات دولية ونظم اقتصادية تتناقض تماماً مع كل من مصالحه ومبادئه.
إن الوصول إلى هذه الحالة من الشلل في نظام مازالت فيه أدوات "ديمقراطية" يفترض أن يتمكن الشعب من استخدامها لفرض سلطته على مقدرات بلده، أمر ليس سهلاً. فقد تطلب عملاً طويلاً لإحباط الشعب المحبط أساساً، وشل إرادته وإفهامه أن أوضاعه يائسة وأن ليس له سوى الإستسلام للإرادة الأمريكية الإسرائيلية، التي يعلم أنها شديدة الخطورة على مستقبله.
لقد قسمنا التأثيرات الإعلامية التي مورست على هذا الشعب وغيره من الشعوب العربية والإسلامية، إلى ثلاثة أقسام هي "الأكاذيب" و "الشتائم المباشرة" و "السخرية". ونناقش في هذا الجزء من المقالة القسم الأول ونترك القسمين التاليين للجزء الثاني الذي سنناقش فيه أيضاً كيفية الرد.
الأكاذيب
رسالة يزدجرد
"الفن جزء من حياة الفرس. عندما كنا نحن من صناع العادات الفضيلة وحسن الضيافة ... كنتم تأكلون السحلية والحشرات, وكنتم تدفنون الابرياء من بناتكم, ان العرب لا يحترمون المخلوق, انتم تذبحون مخلوقات الرب بل وحتى تذبحون الاسرى, وتعتدون على النساء وتدفنون بناتكم احياءا, وانتم قطاع طرق القوافل, وتقتلون وتغنمون وتغتصبون اموال الناس,...ان قلبكم مصنوع من حجر, اننا نرفض كل هذه التصرفات الجنونية, كيف لكم ان ترووا الها لنا وانتم تقوموا بكل هذه الجرائم,....لسنا مثلكم, نحن نطور الحب بين الناس(البشر), نحن ننشر ونطور المحبة على الارض, الاف السنين نحن نطور ثقافتنا وعاداتنا, وفي نفس الوقت نحترم عادات وثقافات غيرنا,...ولكنكم باسم (الله) تدمرون و تنهبون على الارض, تقتلوننا وتقتلون غيرنا, وتأتون بالفقر والجوع, وبأسم الاله تخلقون الرعب والفقر,
طبيعي أن رسالة من ملك فارسي إلى عمر، حتى إن صحت، ليست دليلاً على أي شيء، فهي ليست وثيقة ولا تحتوي معلومات ولا تعني شيئاً..ومن الطبيعي ان يسعى الأعداء لتحقير المقابل وإرهابه، لكن هذه الوثيقة (إن وجدت فعلاً في المتحف البريطاني، فلم أجد لها أثر في موقعه على النت) لا يمكن أن تكون حقيقية، للأسباب التالية:
أولا ً، لم يذكر التاريخ وجود مثل هذه الرسالة، رغم أنه ذكر الرسائل بين قادة الجيش الإسلامي وملوك الفرس،
ثانياً، من الواضح تماماً ان “الرسالة” كتبت في هذا الزمان وبأخلاقية هذا الزمان وليس قبل 14 قرنا! إن ملك إحدى أعظم إمبراطوريتين في ذلك الزمن، لا يمكن أن يتحدث عن "جرائم" استخدام "رؤوس السيوف"، فالإمبراطوريات لم تقم يوماً ، ولم تحافظ على بقائها، إلا بالكثير من استخدام “رؤوس السيوف” وقد كان الجيش الفارسي معروفاً بقسوته، حتى أن العرب كانوا يفضلون قتال الروم على قتال الفرس.
وثالثاً أن محتواها لايمكن أن يكون مفيداً لصاحبها، وفي العادة في مثل هذه الأحوال أن يسعى كل من الجانبين أن يخيف المقابل ويرهبه برسالته لا ان يقول له "نحن نطور الحب بين الناس" .. "تقتلوننا وتقتلون غيرنا" .."قلبكم مصنوع من حجر"... "تخلقون الرعب" .. هذه كلمات مسكين مرعوب ينتظر الموت وليس قائد جيش عظيم يأمل أن ينتصر! إن كان من كتبها قائد جيش فعلاً.
ورابعاً هذا الحديث عن "تطوير الحب" والتقزز من "الإعتداء على النساء"، لا يناسب الفترة التاريخية العنيفة التي كانت بلاد فارس تمر بها، حيث القتل والغدر والتآمر، وكان المنتصرون فيها يمارسون حتى سمل عيون النساء المهزومات..
وخامساً ذبح الأسرى، ليس فقط ليس له أساس، بل أن الإشارة إليه غير مقبولة ولا متوقعة إذا تذكرنا أن كسرى كان قد قتل رسول النبي محمد إليه، ولم يكن هناك حادثة مماثلة بالمقابل من جانب المسلمين!
وسادساً، لابد أن يزدجرد على اطلاع على الإسلام بما يكفي أن يعرف أن الإسلام هو من حرم وأد البنات، فكيف يثير كذبة تفضحه وتكون فرصة لامتداح خصمه؟
إذن فالرسالة كذبة تم تأليفها لغرض ما. والسؤال هو من الذي قام بذلك وما الذي يمكن أن يكون الغرض؟ .. أترك هذا لكم..
وأد البنات وتعدد الزوجات
وعلى ذكر وأد البنات كما ورد في الرسالة المزعومة، نقول أنه قد شاع هنا في أوروبا هذا الإتهام للإسلام منذ سنوات. وقد دهشت إحدى الهولنديات حين أخبرتها (مؤكداً لها بأني علماني ولست متحيزاً للإسلام) بأن العكس هو الصحيح، وأن الإسلام وقف بوجه تلك الممارسة مثلما وقفت المسيحية بوجهه في أوروبا تماماً، وكذلك بأن الإسلام لم يأت بمبدأ الزواج بأربعة نساء بل خفض العرف الشائع بالزواج غير المحدود، إلى أربعة، ودعا المسلمين إلى إكمال الطريق واقتصار الزواج على واحدة، وأن الزواج المتعدد الزوجات (وكذلك متعدد الأزواج!) كان شائعاً في مجتمعات كثيرة. ونحن وإن كنا نقر بأن الزواج المتعدد لا يتناسب مع العصر، وإنه نقطة ضعف في المجتمع، إلا أن أتهام الإسلام به لا أساس له، بل كان له فضل الخطوة الأولى في تحديده في المجتمع العربي ووضع شروط تعجيزية له"على أن تعدلوا، ولن تعدلوا"، إلا أن المجتمع الإسلامي الحديث، بانعدام ثقته بنفسه وانحسار قدرته على التفكير، فشل في أن يرى التحديد الضمني للإسلام بزوجة واحدة! من يريد أن يبحث عن الحقيقة فهي أن الزواج المتعدد، وقتل البنات كان عادة شائعة في معظم بلدان العالم في فترة من فتراتها، في المجتمعات القبلية وحتى المتطورة نسبياً. وإن بحثنا عن تاريخ قتل البنات(1) لوجدنا أن أية قارة لم تخل من تلك الممارسة، بل قال المؤرخون أنه كان القاعدة وليس الإستثناء! وقد اشار دارون إلى ممارسته من قبل القبائل الأسترالية. وكان يمارس في الجزيرة العربية حتى مجيء الإسلام، مثلما كان يمارس في أوروبا حتى منعه قسطنطين عام 318 عندما تحولت الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية. ولكن المؤشرات قوية أنه كان يمارس في أوروبا في القرون الوسطى بشكل كبير أثّر على نسبة الإناث إلى الذكور. وفي إنكلترا كان قتل الأطفال شائعاً بالإنبطاح فوقهم وخنقهم تحت ثقل جسد أحد الوالدين! أما في الصين فيعود تاريخ هذه الممارسة لفترة أستمرت الفي عام، حيث كان الأطفال يرمون في النهر أو يلقون في المزابل أو يتركون عراة ليموتوا من البرد أو الجوع، كما لا حظ مستشرقون في القرن التاسع عشر.. وفي الهند، وبسبب نظام الزواج الذي يفرض على العروس أن تقدم المهر، فقد انتشرت عادة قتل الإطفال الإناث منذ القدم ومازالت تمارس حتى اليوم، حيثما كانت هناك أسباب إقتصادية مستقرة تبرر قتلهم! من يريد أن يجلد الإسلام ليس فقط بالأكاذيب، وإنما أيضاً بالنقاط الإيجابية في تاريخه، لا سلطة لنا عليه، ومن يريد الحقيقة فليبحث في كوكل عن (infanticide)،(وبالنسبة لتعدد الزوجات (polygamy)) وسيجد الكثير..وليتذكر أن الإسلام قال كلمته الرائعة في هذا: وإذا الموؤودة سئلت!
ختان البنات
وقبل سنوات جاءت إلى هولندا مهاجرة صومالية شابة إسمها "ايان هرسي علي"، لتدعي أن أهلها قد قاموا بقص أجزاء من اعضاءها التناسلية لأنها “عادة إسلامية”. أنقلبت الدنيا على الإسلام واشتهرت الفتاة وصارت عضوة البرلمان الاكثر ظهوراً في التلفزيون والصحافة. ثم تبين أنها كذابة وأن أهلها من طبقة موسورة وعالية التعليم وأنها خدعت الحكومة الهولندية باسم مزور، وكذبت في قصة لجوئها، فتسببت لأهلها والمستفيدين منها بإحراج كبير واضطرت إلى الهجرة إلى أميركا حيث استقبلت في أهم مكاتب صنع السياسة للجمهوريين.. فهناك الكذب مزية هامة، خاصة عندما يسهم بتشويه صورة الإسلام. ومثلما أن النقاب ليس له علاقة بالإسلام ولا التطبير كما بينت الوثائق العديدة، فإن ختان البنات ليس له أية علاقة بالإسلام ايضاً، وأنه موجود قبل الإسلام بقرون عديدة وأنه ينتشر حتى اليوم في مناطق جغرافية معينة، تشمل دولاً مسلمة وأخرى مسيحية..
النقاب
وفي الوقت الذي أؤكد موقفي المضاد لفرض النقاب أو حتى الحجاب على المرأة، وأن ليس كل ما جاء في الإسلام مناسب للعصر الحديث، فإني أذكر بأن النقاب ليس له علاقة بالإسلام ابداً، وهو نوع من الملابس كان موجوداً بشكل أو بآخر قبل الإسلام. وحتى التحجب كان مشكوكاً به تماماً، حتى جاء الأزهر ليحسم الجدل ويقر أن "الحجاب" عادة وليس فريضة أسلامية! (2) ورغم كل ذلك تكتب الجهة التي صنعت هذه الصورة أدناه، بأنه "منذ اربعة عشر قرناً!" فكيف يكون النقاب فريضة في دين لا يفرض حتى الحجاب؟ ولماذا يربط بالإسلام ما يؤكد الإسلام أن لاعلاقة له به؟ دعونا ننظر إلى دين آخر وممارسات رجال دين آخر، لنرى بعض الحقائق المدهشة... وهي مدهشة فقط لأن الإعلام يتعمد تغييبها ويركز على ما يناسبه. أنظروا إلى الصورة أدناه من مطار تل أبيب، لرجال دين يهود يرتدون البرقع لكي لا تقع أعينهم على إمرأة، فتتنجس فترة الحج الذي ينطلقون إليه.. (3)
HYPERLINK "https://scontent-b-ams.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/1450039_770379726310696_643998903_n.jpg?oh=a358f8edadc97bf7b77bcbd9bc4cb683&oe=54F72A75" https://scontent-b-ams.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/1450039_770379726310696_643998903_n.jpg?oh=a358f8edadc97bf7b77bcbd9bc4cb683&oe=54F72A75
هل سيتوقف القراء بعد معرفة الحقائق، عن لوم المسلمين على البرقع؟ لا..فللأكاذيب الإعلامية قوة استمرار وبقاء على قيد الحياة، لا تنتهي دائماً بكشف الكذبة. سيستمر الموضوع مثلما استمر استعمال عبارة “جهاد النكاح” ، حتى بعد أن أنكر الشيخ الذي نسبت إليه أية علاقة له بها، وبالتالي ثبت أنها من صنع جهة “غير معلومة” تهدف إلى الإساءة إلى المسلمين. ولا يعني أرتباط داعش بتلك الظاهرة أنها إسلامية، بل هو دليل آخر أن ليس هناك علاقة بين داعش والإسلام، فهي لا تحتاج إلى فتاوي أو سوابق إسلامية كما تحاول أن تفهم الناس، بل تستعمل كل ما من شأنه أن يسيء إلى الإسلام، هذا هو شرطها الوحيد. وداعش ليست سوى إحدى الأكاذيب لتشويه الإسلام، بل هي أشد الأكاذيب حجماً وخطورة.
لقد فرض النقاب رمزاً على الإسلام، وتم تضخيم الصورة وتلوينها والتطبيل لها في الغرب بشكل خاص وصار يستعمل لجلد الإسلام والمسلمين. وأذكر لكم على سبيل المثال، أنه بعد أن أصدر البرلمان الهولندي قانوناً بمنع النقاب، نشرت العديد من الصور لمنقبات في هولندا، وأجرت وسائل الإعلام الكثير من التحقيقات، ليتبين من أحدها أن في هولندا كلها كان هناك خمسة نساء فقط ارتدين النقاب! وأن كل هذه الضجة والإرهاب الإعلامي والمصاريف الهائلة ومجادلات البرلمان، كانت كلها من أجل حماية هولندا من خمسة نساء! وحماية المجتمع من فكرة لم تستطع أن تنتشر إلا بين خمسة أفراد! للأسف فإن العلمانيين من مسلمين وغيرهم، يقفون من هذه الحقائق موقفاً منافقاً وانتهازياً تماماً، فلا يتوقفون عندها ولا يناقشوها، بل يحتجون حتى على طرحها!
ومثلما لن نجد صعوبة في إيجاد العلاقة بين أميركا وداعش، أكثر من أن نجد بين الإسلام وداعش، لن نجد صعوبة في إيجاد علاقة بين أميركا والنقاب، أقوى من علاقة الإسلام به. فنلاحظ أن النقاب بقي مستعملاً – إلا فيما ندر – فقط في الدول الإسلامية التي لأميركا سيطرة كبيرة عليها وعلى تحديد ساستها وسياستها. فهو نتاج تخلف قبلي فرضت أميركا استمراره على البلاد، من خلال تنصيبها ودعمها لكل متخلف على رأس تلك البلاد. وليس ذلك صدفة، فمن المناسب لهم تماماً أن يبقى الشعب متخلفاً ليكون اقتصاده رهن أميركا ومشاريعها. علاقة أميركا بالإرهاب الإسلامي بفروعه المختلفة من "قاعدة" و "داعش" وغيرها جلية أيضاً، فلا يصعب أبداً البرهنة على أن التأثير الأمريكي في خلقها ودعمها أهم بكثير من تأثير تعاليم الإسلام، الذي يعارضها أكثر مما يشجعها.
خاتمة الجزء الأول
إننا نقر تماماً بمواجهة المجتمع بنقاط ضعفه بلا مجاملة، واتباع الحقيقة القاسية أحياناً في ذلك الأمر، فالكذب في هذا الشأن خطير حتى لو كان يرفع معنويات الأمة، والحقيقة ضرورية حتى إن كانت محبطة. لكن من ناحية أخرى، فأن الكذب الموجه إلى إحباط الأمة وجلدها بما ليس فيها أو ليس ذنبها، هو الأخطر والأشد فتكاً، وهو الذي يستخدمه أعداؤها لقهرها وإشاعة اليأس الشلل في أبنائها للسيطرة عليهم وعلى ثرواتهم. وها نحن نرى ببعض من أمثلة كثيرة جداً، مستوى الكذب الشائع في الإعلام لهذا الغرض، ونرى أي مستوى من الشلل واليأس وصل إليه مثقفوا هذا الشعب، وإلى أي مصير رهيب تسير أوطانهم.
في هذا الجزء الأول تحدثنا عن بعض قليل من الأكاذيب التي استخدمت لإحباط المسلمين والعرب، وفي الجزء الثاني سنكمل الموضوع بإدراج أمثلة من سلاحي "السخرية" و "الشتائم المباشرة" لتحقيق ذات الغرض، ثم نناقش السؤال: ما العمل؟
|