الطفل و الماي و الثوار


ـ الماء عماد الحياة...ويغطي اربعة اخماس الكره الأرضية وهو اساس تركيب الاجسام الحيه ووسط كل الفعاليات الكيمياوية التي تجري في الجسم ويحتوي خزين هائل من الحياة المتنوعة ولا توجد يابسه خاليه منه حتى الصحارى
.
والطفولة عماد الحياة ومستقبلها وحافظة لثابتها والمتغيرات الوراثية وناقله لها ودامجه اصولها وفروعها وطفراتها وهي الجيل القادم لكل جيل فلا يوجد جيل خالي منها
الثوار عماد الحياة وبُناتُها والمحافظين عليها والمضحين في سبيلها ولا توجد بقعه خاليه من الثوار او اثارهم .ا
ـ الماء تكّون ويتكون من اتحاد عنصرين مهمين هما الهيدروجين المتفجر وحامل الطاقة الهائلة ومشعل النيران والاوكسجين الاساسي للحياة واللازم لأي اشتعال.
والطفل نتج من اتحاد او اندماج الحيمن الذكري الهائج ذو الطاقة الرهيبة(نسبياً) مع البويضة الهادئة والتي لولاها لما يتم الاخصاب لأنها وحيده في الاعم الاغلب من الحالات.
والثائر نتج عن اتحاد فكره ثوريه تحمل طاقة الحياة انتجتها الإنسانية لإيقاف الظلم والاغتصاب والتهميش مع اشخاص فاعلين محبين للحياة لكي يعيش الانسان بحب وسعادة.
ـ الماء والطفل والثائر جاءت على ذكرها كل الكتابات قديمها وحديثها وكانت محور كل الفلسفات.
ـ للماء ذكريات في كل مكان حتى التي تبدو للعيان انها خاليه منه... ذكريات حفرها في الصخور والسهول والوديان والمدن والحضارات في انسيابه او ثورانه وهيجانه.
الماء محب للحياة واساسها ويثور في سبيلها عندما يجد ان هناك مجرمين يريدون افسادها .
الطفل حفر ذكريات طفولته في خلاياه وخلايا من عاش قريب منهم او معهم وهو مسالم بريء محب للحياة ونقائها ويشيع الفرح والبهجة في نفوس الجميع اينما حل ولكنه عندما يثور يقلب السعادة الى مأتم وكل طفل يحمل ذكريات الطفولة مرات عديده ذكرياته وذكريات اقرانه وذكريات اطفاله عندما يكبر.
والثائر انسان هادئ محب للحياة مضحي يحب الماء والاطفال ويترك ذكرياته في كل مكان يصل اليه او يمر فيه في جماد المكان وفي الزمان وفي نفوس من معه وعندما يفارقهم او يفارقونه تبقى تلك الذكريات تعاد وتطرح في مناسبات عديده ولكنه اذا غضب او شعر ان هناك ظلم وعسف يثور ويزلزل الارض تحت اقدام الطغاة وتهتز لثورته العروش والكروش والصولجانات والتيجان والابدان... كم مره بكى الثائر لوحده او امام رفاقه بكاء الاطفال وكم مره تمنى ان يكون له طفل ليتبع خطاه وكم مره شعر بالسعادة وهو يقترب من منبع ماء ليحضر كميه منه الى رفاقه وكم مره تصرف الثائر كما الطفل عندما يتمكن من الوصول الى مجرى نهر ليستحم وكم ثائر سقط في طريق الذهاب الى منبع الماء او مجراه وكم مره سقط وهو يحمل الماء على ظهره ليمتزج الماء مع دمه الطاهر.
ـ ضفاف الانهار والعيون والينابيع والسواحل تشكلت قربها وفي محيطها تجمعات حضريه واقيمت حضارات وانتجت مدن وقيم وخدمات.
وللطفولة ضفاف بُنيتْ عليها حياة الأسر وهي أداة ربط الاجيال ومستقبل الحياة .
والثائر بنى ويبني بعرقه ودمه وعمله مواقف كثيره حفرها في الحضارة البشرية سواء في حياته او مماته.
ـ قيل عن الماء الكثير ويقال وسيقال شعرا ونثراً بوجوده او عدمه والطفل يتغنى به الجميع وعندما يغادر الطفولة سيقول فيها لمن يأتي منهم.
والثائر قيل ويقال عنه الكثير بحضوره او غيابه مِنْ مَنْ عايشه او مِنْ مَنْ لم يلتقيهم او يراهم والماء والطفل والثائر لهم صور راسخه في مخيلة كل انسان محب للخير والسعادة .
ـ الماء ساحر يشعر الناظر اليه بالأمان والاطمئنان ويسمع مع حركته موسيقى يتفنن في استنتاجها او تخيلها وينقل صور سقف الكون وكل ما يتحرك فيها فوقه ويمزج الوان المحيط.
والطفل يُشْعِر الناظر اليه بالأمان والطمأنينة لما يحمله من براءة وينقل صور الغير من المحيطين به من ملامح او مشاعر او مؤثرات.
والثائر رغم تحسسه للمكان والزمان فهو يثير مشاعر الغبطة والثقة والنصر والامل في المحيط الذي يتواجد فيه ويشيع الامان بسَهَرهِ على حماية الناس والقيم ويقدم دائما المساعدة والفرح للغير رغم عذاباته وقلقه.
ـ الماء يطفى نيران الحرائق ونيران العطش ونيران الجفاف والطفل يطفئ نيران القلق ونيران التوحم ونيران الطلق والثائر يطفئ نيران الظلم ونيران الاستبداد.
ـ الماء لا يموت بل يتحور الى حالات اخرى متحمل اوجاع ذلك خدمة للحياة فلو شعر ان الحرارة تلهب الناس وتزعجهم يمتص ما يستطيع ليتحول الى بخار لينعش الناس وعندما يشعر ان الجو يبدا بالبرودة يتحول البخار الى ماء لتعم فائدته على مساحه اكبر من تلك التي كان قريب منها وعندما يشتد البرد يمتص تلك البرودة او يمنح الحياة الدفيء بان يعطي طاقه ليتحول الى ثلج يتجمع وينتظر متحمل الوحشة والصمت ليذوب مره اخرى ليسقي ويروي وينعش وينشر الخير والحياة ويعزف معزوفات ويغذي الحياة المائية بالأوكسجين اللازم لها ويعطيها غذائها .
والطفل لا يموت لان كل يوم اوكل لحظه هناك طفل جديد ليتحول في مراحل العمر الى ان يعطي طفل جديد ليجدد الحياة وينقذها من الشيخوخة فتراه متحول متجدد ومجدد.
والثائر لا يموت فموته يودي الى تكاثر الثوار وازديادهم ويتحول الثائر من شخص عادي الى معتنق فكر الى صانع او مجدد للفكر فكل يوم شيء جديد واسلوب جديد...رغم الصعاب لم تمت ثوره بموت ثائر.
ـ شح الماء يثير القلق وينشر الجوع والجفاف والمرض ويترك اثار مرعبه على الحياة وتنتشر اخبار ذلك في كل مكان ويدعوا للتفكير باستغلاله بأمثل صوره واعادة استعماله وتقنين استخداماته وابداع طرق جديده للمحافظة عليه. 
وشح الطفولة يودي الى القلق العام والخاص وتبتدع طرق لإنتاج الطفولة والمحافظة عليها وتنميتها لان هذا الشح يؤدي الى جفاف المجتمع بالشيخوخة.
وشح الثوار يثير القلق لأنه يؤدي الى تكاثر وانفلات اعداء الحياة ويؤدي الى جفاف التفكير وتشققه وشيخوخته.
ـ الطغاة في كل العصور يحاربون الحياة ويحاولون قطع الماء عنها بتلويثه وتجفيف الانهار وتدمير الزراعة ويحاربون الطفولة ويمنعون عنها اسباب الحياة والنمو الطبيعي ويخنقون احلامها بشكل مباشر ضد الطفل او غير مباشر ضد الماء واهل الطفل
ويحاربون الثوار لانهم حماة الحياة ومجدديها وهم حماة الطفولة والمدافعين عنها وعن احلامها تلك الحرب تتم بشكل مباشر وفردي للثائر بتعذيب اطفاله او تهديده ليبتعد عنهم او بقطع سبل العيش والمعيشة.
(تتصور موصحيح اعياط الزعار
ما جّذب طفل لو صاحله بدار
لو مهضوم
لو محروم
لو غصب مفطوم... بالجوع صار

ماكو طفل....
طلع فد يوم ويه اشرار
بس هوايه شفنه اطفال ثوار
الطيب يجمع طيب
طيب الطفل طيب الماي والثوار
ذك بحسن نيه
وذوله بحسن نيه وقوه واصرار
الطفل يتألم صدكَ لمن يشوف اضرار
والثوار للمضيوم انصار
الطفل حر متخلص من آثام
والثوار همه شمعه للأحرار
الاطفال يفرح من يسيل الماي انهار
والثوار تفرح من يسيل أو يسكَي 
ويطفي للظلم والعطش نار
الماي هادئ يروي ازهار
لكن لو غضب يفَّلش مدن و يشّلع اشجار
تتوهم تصد الماي الاحجار
دقق زين بيها تلكَه لاثار
ويتوهم ظلم يركب ظهور الناس
دقق زين بيه وشوف... اشسووا الثوار
الماي... يذل الحديد يحوله زنجار*
والثوار سوو حديد الظلم كوم احجار
الطفل والماي والثوار
زينه للحياة او منجم افكار واسرار)
صوره جميله لشاعر رقيق لا اتذكر اسمه جاءت في قصيده جميله حيث قال (الماي ويه الحديد آثاره زنجار)اعتذر منه لعدم ذكر اسمه...وتحيه له واتمنى ان ينشرها