الغرور.. مقبرة نجاحات حكيم شاكر.....!

عندما يعمل الواحد منا ويبحث عن التميز في فعله والنجاح في كده وعمله ,فاذا ما اصابه الغرور كان له وقع في النفس ولذة في الفؤاد تختلف ردة فعله باختلاف الاشخاص فمنهم يزيده النجاح اصرارا على المضي قدما وزيادة في السعي , والبعض الاخر يزيده النجاح تواضعا وبساطة .
اما الشريحة التي هي مدار حديثنا المدرب الناجح حكيم شاكر ,فانه اصابه الغرور والبطر فاخذ ينأى بنفسه عن الجماهير ويصعب التعامل معه وقد نسى فضل الله عليه والجمهور واللاعبين من شهرة وتميزعلى مستوى انجازاته الحديثة العهد على مستوى منتخب الشباب والمنتخب الوطني ولا سيما نجاحه في بطولة العالم للشباب , واخذ يشار له بالبنان وتقديم عروض مغرية للتدريب مما دعى بعض الاندية للتعاقد مع بعض نجوم الشباب ولا سيما اللاعب المتألق علي عدنان, ومن اجل تلك الشهرة العالمية التي تطرب لها النفس الرياضية كلمات المديح والثناء, فعندما يسترسل الجمهور في حق حكيم بجرعات من المديح اخذ المدرب الكفيء يشعر بالنشوة والسرور والفرح والزهو والافتخار بالذات,ولكن وصلت به الامور الى الغرور وتغريده خارج السرب ودخوله عالم الانتخابات والسياسة من خلال تلك الشهرة والقفز على الاحبة والاعزاء......من الطبيعي ان اي شخص حقق انجازا فريدا فهو يستحق الثناء والاطراء بلا شك...ولكن العيب فينا وفي بعض الصحف والفضائيات ان نكيل له المديح ليل نهار ونبالغ في الاطراء عليه.....فنحن بهذا العمل قتلنا فيه روح الطموح والمثابرة على انه وصل الى القمة, والحقيقة انه لازال في بداية المشوار وربما لم يحقق الا ما نسبته 20% من ما يفترض ان يكون قد وصل اليه...وبالتالي نكون نحن السبب في فشله المبكر وكما يقال دائما بداية النهاية هو (الغرور).
والغرور مقبرة النجاح واعتقد ان المبالغة في الثناء قد تقتل الشخص مبكرا,ولا يستطيع شاكر ان يمنع الغرور من ان يتسلل الى نفسه وهنا يصبح نجاحه في خطر فلا يوجد عدو اكبر من الغرور واعتقد ان غروره سيدمر ما حققه من انجازات في عالم الكرة العراقية ,وارى ان الرجل غير قادر حاليا على التمتع بالحياة وحبه للاعبين والجمهور والاستمرار في التالق والنجاح طالما دخل عالم التكتلات الحزبية والفئوية ...وقد ابتدع الصلاة الجماعية واخذ يأم اللاعبين في الملاعب قبيل المباريات بعد ان كان اللاعبون يقرأون سورة الفاتحة قبيل بدء المباريات كما هو معتاد...وبدأت تدخلاته في انتخابات نادي الشرطة المثيرة للجدل بين مد وجزر,بين وزارة الشباب من جهة وبين الاتحاد والاولمبية من جهة اخرى وما بين ما تريده الهيئة العامة والمعارضين في انتخابات طرح الثقة للنادي ونحن نعلم ان تجديد او طرح الثقة لا تتم الا لامرين ,الاول وجود فساد مالي واداري في النادي او بسبب النتائج المتردية للنادي علما ان الامرين غير موجودين لا فساد ولا افساد وان النادي حاز على كاس الدوري لموسمين خلن وهو يعد العدة للبطولة الاسيوية.
ونسى او تناسى الكابتن حكيم ان من يدخل منافسات الادارة الرياضية هي التي تبعده عن الشهرة والتالق وتسبب الصداع له في حياته الرياضية...وعليه ان يبقى في قلوب محبيه ان يبتعد عن التكتلات وعدم الانفصال عن حياته الاولى وهي عالم التدريب والشهرة وهذا هو المفتاح الذي يجعل الغرور يتسلل الى نفس حكيم بعد النجاح حيث انه يفقد لاعبيه ومحبيه واصدقائه القدامى وحياته القديمة, وكان النجاح خلق من الرجل شخص آخر يتنصل من كل ما له علاقة بحياته قبل النجاح.
وحيث انه لا يوجد ضمان لنجاحه في ادارة النادي وكما يقول المبدأ( اهل مكة ادرى بشعابها)...وحيث ان الجمهور والهيئة العامة اصابها الهلوسة وانشقت الى فريقين يتبادلون السب والشتم فيما بينهم, وعلى السيد حكيم ان لا ينسى ان  نجاحه لم يصل اليه وحده بل ان هناك اشخاص ولاعبين واتحاد وجماهير ساعدوه ووقفوا الى جواره ودعموه وهؤلاء الناس لهم فضل على الرجل لا يمكن انكاره,وانه اي – حكيم – لم يصل الى هذا النجاح والشهرة بسهولة فقد عاش اوقات عصيبة ولحظات محن وعليه ان يتذكر تلك اللحظات التي سوف تبدد مشاعر الغرور التي تعصف بنجاحاته فكل ضحكة غرور ضحكها حكيم بعد ان اثبت نجاحه عليه ان يتذكر كل مرة بكى فيها وشعر بالاحباط والحزن حتى وصل الى هذا النجاح.
الغرور يجعل من حكيم وغيره يعجب ما وصل اليه ويجده اكبر ما يكون فيقف عنده دون ان يتقدم او يتطور, فخطابنا لحكيم...! لاترى الناس بمنظور ضيق فكلنا خلقنا من تراب واصلنا واحد واجعل قدوتك رسول الله(ص) واحرص على مشاعر الاخرين اذا اردت الاستمرار بالنجاح....وحدك لا تنجح والغرور يهدم ولا يبني.
دمت بخير وبنفس طيبة خالية من الغرور...وصديقك من صدقك وليس من صدفك....!