وجهة نظر..

 

قضية الإمام الحُسين بأسبابها ونتائجها وأثارها وربطها بالواقع الدموي البائس تحتاج أناس أصحاب وعي كبير لدراستها و"معصومين" من أي دنس طائفي أو ديني أو قومي،تحتاج أناس يبحثون عن الحقيقه،الحقيقة بغض النظر عن شكلها ولونها وطعمها،لا أناس يتاجرون بها،سواء برفعها للحصول على مكاسب دنيوية،أو للنيل منها كما حَصل ويحصل مع بعض أصحاب العقد النفسيه...
أما فيما يتعلق بالأمور التي يقوم بها مُحبي الإمام الحُسين والمعروفه بالشعائر الحُسينية،فتقويمها وتخليصها مِن ما علق بها من شوائب يجب أن يكون إما على يد رِجال من داخل المؤسسه الدينيه نفسها،فكما تحتاج بعض المشاكل الإقتصادية لرِجال أقتصاد مختصين لحلها،والمشاكل السياسيه لِرجال سياسه،نفس الأمر ينطبق على المسائل والإشكالات الدينيه....
أو إلى اشخاص يتعاملون معها ومع تعقيداتها وحساسيتها وما نعيشه اليوم كما يتعامل الطبيب الماهر مع إحدى عملياته الجراحيه المعقده التي إما تنقذ المريض أو تودي بحياته....
للأسف أغلب ما نقرأه اليوم بعيد جداً عن النقد الموضوعي،أقصد النقد مِن أجل الإصلاح لا مِن أجل التسقيط،لا بل إننا نرى أحد الذين يدعون الثقافه "لا أذكر إسمه إستنكافاً" يسب ويشتم ألأمهات والأخوات التي تبكي على الحسين لعقده ومرض نفسي في داخله...
الحُسين هو ذلك الحزن النقي في داخل كل أنسان قرأ سيرته،وخاصة تلك السيرة أيام الطف وكلامه مع أنصاره وخصومه،ومن تبكي ويبكي الحُسين فهو لا يبكي الحُسين وحده وإنما يبكي واقع مظلم يعيشه،يبكي أناس إستغلوا أسم الحُسين وسرقوا أموال العباد،يبكي فقدانه لشخص سار على طريق الحُسين ويتمنى أن يكون إلى جواره الآن،بغض النظر عن رؤيتنا للدين ومَن يُطبقه،ومَن يعيش مبادىء الثورة ضد الظلم فيه،ومن يُطبقه في القتل والتكفير والسبي.....