كرسي إفريقيا والعرب .. بين الأرجل الخشنة .. والأرجل الرقيقة

 

ويعلو الحذاء من جديد .. المتتبع لما يحدث الآن في بوركينا فاسو .. يرى بوضوح، أن .. الأحذية الخشنة.. في الدول المتخلّفة .. بقيت على نفس العقيدة .. لكن الظروف الدولية .. جعلتها تغيّر بعض شكلها الخارجي ..

مجتمع يثور.. يقال الرئيس .. ويعلو الحذاء من جديد .. باسم المرحلة الانتقالية.. التي تدوم إلى الأبد .. واختر لنفسك .. الإسم الذي يعجبك.

الابن المدلل للغرب .. فرنسا ، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية .. إحتضنت الأحذية الخشنة .. في بوركينا فاسو.. وقدّمت لها كل الدعم.. طيلة العقود الماضية..

وبعد أن خرج الشارع .. يتظاهرون الآن .. بالعودة للحياة الطبيعية .. وكأن الرئيس المقال .. ليس ابنهم المدلل .. في انتظار إبن جديد .. سيكون وفق .. الرغبة والطلب.

الاتحاد الإفريقي المتقدم.. الاتحاد الإفريقي.. أنذر الأحذية الخشنة .. التي قامت بالانقلاب العسكري .. في بوركينا فاسو.. بعقوبات قاسية مختلفة.. إن لم يحترموا إرادة المجتمع.. ويعودون للحياة الطبيعية.

يفهم من هذا .. أن الأفارقة.. أصبحوا لايقبلون الانقلابات العسكرية .. وأن الاتحاد الإفريقي .. متقدم بقرون.. على الجامعة العربية .. فيما يخص إحترام إرادة المجتمع.

والانقلابيين في بوركينا فاسو .. ليس لهم خيار .. سوى الانصياع .. للاتحاد الإفريقي.. ولو على الطريقة الإفريقية.

إنقلاب عربي .. المتتبع إذا قارن سلوك الاتحاد الإفريقي تجاه الانقلابات العسكرية، وسلوك الجامعة العربية، يلاحظ أن الجامعة العربية.. لم تفرض يوما..عقوبات اجتماعية وسياسية ومالية .. على إمارة .. أو دولة عربية.. قامت .. بانقلاب عسكري.

مايعني .. أن الانقلابات العسكرية.. في أشكالها المتعددة .. مازالت تعتبر جوهر .. الحاكم العربي.. لذلك لايتم أبدا .. تجميد عضوية .. الإمارة.. أو الدولة.. التي تقوم بالانقلاب العسكري .. وترعاه .. في السر.. والعلن.

منفى الأحياء والأموات .. ذكرت يومية البلاغ الجزائرية.. الصادرة اليوم.. أن 10 رؤساء أفارقة.. في المنفى.

قلت .. وكذلك القابعين في الحكم.. من الحفريات البشرية العربية .. يعيشون في المنفى .. داخل أوطانهم.

أمثلة حسنة وسيّئة.. هناك أمثلة عربية .. وإفريقية.. ومن أمريكا اللاتينية، بما فيها الأرجل المولعة بكرة القدم .. توضح كيفية التعامل مع الكرسي، ومنها ..

السنغال المتقدمة .. بتاريخ .. السبت: 09 جمادى الأول 1433 هجري الموافق لـ 31 مارس 2012 .. كتبت مقالا بعنوان .. "السنغال المتقدمة" .. جاء في بعض أسطره ..

"فالسنغال هو البلد الوحيد في غرب إفريقيا الذي لم يشهد انقلاباً منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.".

وقلت أيضا .. "إن السنغال فعلا دولة متقدمة، لأن الحكم عندهم لايورث لابن ولا لحفيد، والحاكم لايبقى إلى الأبد ويتنحى طواعية ويتصل على الفور بمنافسه ويهنئه على الفوز ..".

تونس المتقدمة.. بغض النظر عن الفائز والمنهزم في .. تشريعيات تونس .. فإن المتتبع يقف باحترام .. للهدوء الذي ساد .. وإحترام إرادة الصندوق .. والإنقياد لمن إختاره المجتمع .. هنيئا للثقافة التونسية المزدوجة .. بتكرار الدروس.

كرسي الكرة .. عيسى حياتو .. يزور الجزائر .. بخطى ثقيلية .. أعياها الزمن ..وهو رئيس كرة القدم الإفريقية .. منذ 1988.. ويتطلع للعهدة السابعة ..

الأرجل في الدول المتخلفة .. تتشبث بالكرسي .. وتمسي أحد ركائزه .. وتغوص أرضا .. بقدر ماترضى من الضغط.

البرازيل والحكم.. المتتبع عبر الفضائية الأوربية .. فوز الرئيسة البرازيلية.. بالعهدة الثانية .. وتهنئة المنهزم لها، يقول..

البارحة فقط .. كانت البرازيل .. تحت حكم الأحذية الخشنة.. فسالت دماء .. وهدمت بيوت .. وأحرقت المزارع والمصانع.

وأمست اليوم دولة .. قوية .. مصنعة.. مصدرة.. منتجة.. في ظلّ حكم إمرأة .. تفوز بعز .. وستنسحب في عزّ أشد..

ورحم الله قوما .. رزقوا إمرأة .. لاتقبل التمديد كالرجال.. ولا تتشبث بالكرسي كالرجال .. ولا ترث ولا تورثوا التاج كالرجال.